نصائح لتحرير التحقيقات الاستقصائية
على الرغم من ميل الصحفيين للحصول على كل الفضل في صناعة التحقيقات الاستقصائية المعمّقة، إلاّ أن مساهمة المحرر هي جزء لا يتجزأ من نجاح القصة الصحفية. في أفضل التحقيقات الاستقصائية، يبدأ عمل المحرر عندما يعرض المراسل فكرة تحقيقه ويشرح تجربة القراء مع هذا التحقيق.
“عندما لا نهتم بسير عملية القصة الصحفية والتأثير النهائي للنص، تبقى القصص في مستوى مقبول لا أكثر”، بحسب ما قال المحرّر المكسيكي اغناسيو رودريغيز رينا من “Revista Emeequis”.
في الأسبوع الماضي، تحدّث رودريغيز في تيغوسيغالبا، هندوراس، في مؤتمر إقليمي حول الصحافة الاستقصائية، وتناول عملية تحرير التحقيقات الاستقصائية. حضر المؤتمر أكثر من 100 صحفي ومحرّر وأكاديمي من 12 دولة في جميع أنحاء أميركا اللاتينية. استضاف المؤتمر المركز الدولي للصحفيين و”Connectas”.
شارك رودريغيز تسع نصائح أساسية للمحرّرين، أملاً منه بأن يأخذوها بعين الاعتبار عند العمل على الصحافة الاستقصائية. وهذا هو ملخصنا:
1. يبدأ العمل بتحديد القصص التي تستحق الاستقصاء. للإجابة عن هذا السؤال، يوصي رودريغيز بوضع خمسة معايير:
الأصالة: “إذا لم يكن شيئاً جديداً، لمَ استهلاك الموارد في ذلك؟”
المعرفة: ليكن لها تأثير، يجب على القصة أن تسلّط الضوء على معلومات جديدة.
الجدوى: إذا لم أستطع إثباتها، فهي ليست مقالة. “نحن نبحث عن الحقيقة الصحفية”، كما قال رودريغيز.
الكشف: القصة التي لا تكشف شيئاً، قد تكون مادة جيدة لمقالة أو مادة توضيحية تفسيرية “لكنها ليست قصة استقصائية،” بحسب قوله.
الأهمية: لماذا الآن؟ لماذا يجب أن يهتم القراء بهذه القصة؟
2. اطرح الأسئلة الأساسية على الصحفيين قبل أن يبدؤوا العمل على القصة. مثال على ذلك:
كم تعرف عن هذا الموضوع؟ (والسيناريو المثالي هو أن المراسل يعرف بالفعل الكثير.)
ما الذي سنكشف عنه؟
كيف يمكننا أن نفعل ذلك بطريقة مختلفة؟ (” نريد أن نجعل القصة جذابة ومختلفة ولا يمكن مقاومة الإطلاع عليها، ما الذي سيدفع الناس للقول “هناك ما ينقصني، لأنني لم أقرأ هذه القصّة،” بحسب قول رودريغيز.)
مَن غيري يمكن أن يمتلك المعلومات حول هذه القصة؟
3. كن واضحاً بشأن جدول/ أجندة القصة: يقول رودريغيز، ستستمر مهنة الصحافة في المستقبل بفضل الصحافة الاستقصائية والسردية. بعيداً عن مسألة الموارد، من الضروري على المحررين أن يفكروا ويفهموا ماهية عمل الصحفيين “إثراء ماكينة الصحفي الكبرى.”
4. الإنصات: لا يستمع العديد من المحررين إلى كلام المراسل عندما يبادر إلى الاقتراب منهم، ويكون ذلك محبطاً للغاية لا بل يأتي يضرر على المعنويات العامة للعمل. “إنها تفاصيل صغيرة لكن تأتي بالكثير من الضرر”، بحسب قول رودريغيز.
5. عند قراءة القصة، امنح الصحفي كل انتباهك: يجب على المحررين أن يتنبهوا كيف يشعرون تجاه القصة من خلال تطورها مع الوقت. أضاف رودريغيز “إذا لم أقتنع من القراءة الأولى، أذهب إلى قراءة ثانية”، “من ثمّ أقوم بتشريح هيكلي عميق للنص”.
6. ابحث عن “إيقاع وتناغم موسيقي”: “يجب على قراءة القصة أن تكون شبيهة بالاستماع إلى أغنية جيدة – بارتفاعاتها وانخفاضاتها. فمن المستحيل أن يبقى النص مرتفعاً دائماً وبشكل متصاعد، بحسب تعبير رودريغيز، لذلك يجب على النص أن يغوي القارىء”.
7. الكتابة والكتابة ومن ثمّ الكتابة: المحتوى ذو التأثير يتطلب الكتابة وإعادة الكتابة. نقطة على السطر.
8. الأرقام في حد ذاتها لا تقول شيئاً: البيانات مهمة في عمل التحقيقات، ولكن في نفس الوقت يحذر رودريغيز الصحفيين من الاعتماد بكثرة على الأرقام البسيطة، وعوضاً عن ذلك، تأكد من أنها تسير جنباً إلى جنب مع قصة إنسانية.
9. لا تبني الحواجز أمام القراء: وقال في هذا الصدد، “مهمتنا هي إيصال الناس إلى نهاية القصة”، أمّا الفقرات المكتنزة بالأرقام أو الاستشهادات النصية من شأنها أن تخلق الحواجز التي تحول دون الوصول إلى الهدف. “إذا لم يتمكن القرّاء من الوصول إلى نهاية القصة، فلقد فشلنا.”
تحمل الصورة رخصة المشاع الإبداعي على موقع فليكر، بواسطة كاتي ستودارد.