لإسطانبول الآسرة زاوية سحرية فنية آية في الجمال، إنها من أكبر المجمعات التاريخية في العالم و أقدم الأسواق الشعبية بتركيا…السوق المسقوف، أو السوق المعطر او البزار الكبير Kapali çarşi. ..
عندنا يلج إليه المرء من أحد أحد أبوابه الثامنية عشر، يشعر و كأنه انتقل إلى عالم سحرة آخر، عالم تمتزج فيه الألوان و الروائح و يختلط فيه الجمال بالخيال..
تم تشييد هذا السوق بأمر من السلطان العثماني محمد الفاتح عام 1461م في مكان يتوسط مدينة اسطانبول، و بدأ نشاطه كمركز للبورصة و تجارة الذهب و صناعة المجوهرات الى ان ازدهرت التجارة و اتسع نشاطه في عهد السلطان سليمان القانوني…
تكاد تستقبل هذه المعلمة التجارية نصف مليون زائر يوميا و أكثر من 90 مليون سائح سنويا، على مساحة 40 هكتار، تمتد على أكثر من 80 شارع و أكثر من 4400 دكان و 40 خان متنوع..
يوجد بهذا السوق مسجدين و مخفر للشرطة و مكاتب الصرف و مطاعم و نافورات و مقاهي و مراكز للاستعلامات السياحية…
و على رغم تاريخه الذي يمد لأكثر من 550 سنة وما عرفه من زلازل و حرائق، إلا أنه لا يزال يحفظ بسحره و جاذبيته السياحية سواء لدى السكان الأصليين او زوار اسطانبول.
لم يكن هذا السوق في زمن العثمانيين مركزا للتجارة و التسوق فحسب بل كان في الوقت ذاته مركزا للتحكم في اقتصاد البلد، لقد كان القلب النابض للتجارة في امبراطورية امتدت حدودها من الصحاري العربية إلى ربوع النمسا..
على رفوف الدكاكين في هذا السوق، يكون بالإمكان جدا العثور على كل البضائع من كافة أرجاء العالم..الخناجر العربية..السيوف الأفغانية..السجاد الإيراني..الفولاذ السويسري..الأقمشة الانكليزية..العطور الفرنسية و سائر الأحجار الكريمة…
قد يكون التجول صعبا في أزقة هذا السوق الذي يشبه المتاهة و لكن من الواجب الدخول من بوابو نور العثمانية للوصول الى معرض المجوهرات في السوق..المجوهرات المشغولةبالذهب..الفضيات..الألماس و كافة الأحجار الكريمة…تكون رحلة من رحلات الف ليلة و ليلة..
يشكل السوق نقطة تقاطع جهات العالم..فيعرض جميع أنواع البضائع الشرقية و الغربية..هناك تباع كافة أنواع الهدايا بما فيما النحاسيات و البرونزيات..الأسلحة..الدروع ..أقطم الفضة و المصابيح من كل ألوان و المعلقة في كل جانب.
ملايين الأنواع من البضائع..تباع في ألاف الدكاكين..هذا السوق الذي يشبه مدينة صغيرة..إن قضاء يوم في السوق المسقوف يعود عل المرء دون شك بالكثير من المتع..يوم لا يضيع سدى…
أحبائي لتقريبكم أكثر من هذا السوق التاريخي أترك لكم بعض الصور
محبكم