في مقال نشر في موقع ڤوكس جمعت الكاتبة آراء بعض الكتاب حول احتياجنا وتضورنا للفن اليوم تحديدًا، عندما يبدو كل شيء مزعزعًا ومتقلبًا وغامضًا وخطيرًا، فنحن بحاجة للفن أكثر من أي وقت مضى، وإليكم السبب:
- توني موريسون: الآن هو الوقت المناسب ليهرع الفنانون إلى العمل، لماذا؟
الآن تحديدًا هو الوقت المناسب ليهرع الفنانون الى العمل، لا وقت لليأس، لا مكان للإشفاق على النفس، ولا حاجة للسكوت، ولا مكان للخوف.
إننا نتكلم، إننا نكتب، إننا نمارس اللغة، هكذا تشفى الحضارات.
أذكرنا جميعا بخطورة الفن، أذكركم بتاريخ الفنانين المقتولين المذبوحين المسجونين المعذبين المنفيين. لطالما كان تاريخ الفن دمويًا -الفن أو الكتابة أو أيًا يكن- لأن الدكتاتوريين وأصحاب السلطة ومن يسعى وراء التحكم والخداع، يعرفون تمامًا الأشخاص القادرين على إقلاق خططهم.
وهؤلاء الأشخاص فنانون، هم الذين يُغنون الحقيقة، وهذا أمر على المجتمع أن يحميه. لكنك عندما تدخل هذا المجال، مجال شعر سونيا أو نثر تا نيهيسي، فإنه مسعى خطير.
أحدهم يسعى وراءك، عليك أن تعرف هذا قبل أن تبدأ، وتمارس فنك تحت هذه الظروف، لأنه من أشد ما يحتاج إليه الناس.
- جونز دياز حول احتياجنا للعلوم الإنسانية:
إن ما يجعل العلوم الإنسانية ضرورة قصوى، هو أنك إذا لم تكن ميتافيزيقيًا أو روحانيًا فيمكنك أن تستعمل كلمة “روح” بقصد غير ديني أو روحاني، أليس كذلك؟
العلوم الإنسانية -والفنون التي فهمَتها على نطاق واسع- هي منظومة التقاليد الوحيدة التي نملكها لنُثقف الروح.
لا شيء آخر يفعل ذلك، يمكنك أن تأخذ كل دروس الحاسب والهندسة، لكنني سأخبرك أن ما يساعدنا باستمرار على فهم ما يعنيه أن تكون إنسانًا، ويمنحك مساحات لتتفكر في تطور هذه الحالة، كان العلوم الإنسانية والفنون دائمًا.
- دان بيرغ: الآن هو الوقت المناسب للكتابة، لماذا؟
النزعة الإبداعية شيء هش، لكن علينا أن نبدع حالًا، ندين لأنفسنا بإنجاز العمل، أريد أن أشجعك، إن كنت تطمح للكتابة، أن تضع جانبًا كل الأحكام والمعتقدات حول ما يفترض أن يكون عليه الفن، واكتب شيئًا يسقط المقاييس من أعيننا، دعك من مسلمات الطرح المستهلكة، عن ظرف المكان، وعن أي عائق محتمل، واكتب لتدمر القناعة بالوضع الراهن، لتجلجل الناس، لتساعد الناس، ولنفسك أولًا وأخيرًا.
اغرز أفكارك كقطع من الزجاج في عقل كل من يقنعك بانقطاع الأمل. واقرأ، قدر ما يمكن، بأعنف ما يمكن، إن كنت تملك أصدقاء كأصدقائي، يؤمنون في قرارات أنفسهم أن قراءة كتاب واحد مهمة شاقة، كتاب واحد لعين! من البداية إلى النهاية! فحطم كل شاشة عرض بلورية يملكونها. إنها فرصة، الكثير يقف على المحك الآن، أكثر مما يسمح لنا بالتظاهر بأن كل شيء على ما يرام.
- تشينوا أتشيبي: لماذا على الفن أن يقف في صف الإنسانية؟
أرى أن الفن الجيد والجاد وُجد دومًا بغاية مساعدة الإنسانية وخدمتها، لا ليوجه الاتهامات. لا أفهم كيف نسمي الفن فنًا إذا كان يهدف لإحباط الإنسانية، أفهم أن يقلق ارتياح الإنسانية، لكن أن يعادي الإنسانية فهذا ما لا أقبله. لهذا تستعصي عليّ العنصرية، لأنها تناقض الإنسانية.
يعتقد البعض: “حسنًا، إن ما يقصده هو أن علينا أن نمتدح قومه”، بالله عليكم اذهبوا واقرؤؤا كتبي، أنا لا أمتدح قومي، أنا الناقد الأول لهم.
على الفن أن يقف في صف الإنسانية، أعتقد أنه كان يفغيني يفتوشينكو من تحدث عن آرثر رامبو، الرجل الفرنسي الذي ذهب إلى الحبشة وعاد بكل أنواع الأمراض، قال له يفتوشينكو إن الشاعر لا يمكنه أن يصبح تاجر عبيد، وعندما عاد رامبو توقف عن كتابة الشعر، لا يمكن للشعر وتجارة العبيد أن يتقاسما الفراش. هذا هو رأيي.