«الشيخ جاكسون» يثير أزمة بعد ترشيحه لـ«أوسكار» أفضل فيلم أجنبى.. وسينمائيون يتهمون اللجنة: «نظام مجاملات»
أحمد الفيشاوى فى فيلم «الشيخ جاكسون»
حالة من الجدل سيطرت على أوساط السينمائيين منذ مساء أمس الأول، بعد إعلان اللجنة الفنية المشكّلة من جانب نقابة المهن السينمائية -لاختيار الفيلم المصري المرشح لجائزة أوسكار عن فئة أفضل فيلم غير ناطق بالإنجليزية- عن اختيار فيلم «الشيخ جاكسون»، للمخرج عمرو سلامة، للترشح للمسابقة التى تنظمها الأكاديمية الأمريكية لفنون وعلوم الصور المتحركة فى نسختها الـ90، المقرر عقدها فى مارس المقبل، خاصة أن الفيلم لن يُعرض تجارياً فى دور العرض السينمائى قبل 26 سبتمبر الحالى بدلاً من بداية أكتوبر الذى كان مقرراً كموعد سابق للفيلم، حيث إن لائحة الأوسكار تنص على ضرورة أن يُعرض الفيلم تجارياً سبعة أيام متتالية فى دور العرض. تضمنت القائمة التى تختار من بينها اللجنة ما يقرب من 40 فيلماً تم عرضها تجارياً فى الفترة من 1 أكتوبر 2016 وحتى سبتمبر 2017، كما تنص اللائحة الخاصة بالمسابقة، وبعد الاجتماع الأول للجنة قررت تأجيل قرارها لمدة أسبوع حتى يتسنى لهم مشاهدة الأفلام التى تم طرحها ضمن موسم عيد الأضحى، بالإضافة إلى الأفلام المطروحة تجارياً حتى نهاية سبتمبر، وقبل اجتماع اللجنة بيوم أصدرت نقابة المهن السينمائية بياناً طالبت من خلاله شركات الإنتاج السينمائى المصرية التى حجزت عرضاً لإنتاجها السينمائى بدور العرض قبل انتهاء شهر سبتمبر 2017 بسرعة مخاطبة النقابة بالفيلم حتى يُدرج بقائمة الأفلام المصرية التى ستقوم اللجنة الفنية باختيار واحد منها للمشاركة فى مسابقة الأوسكار، وفى اجتماع اللجنة تم تخصيص عرض خاص لفيلم «الشيخ جاكسون»، تلاه التصويت للأفلام على مرحلتين، وانتهى بفوز «الشيخ جاكسون»، بـ17 صوتاً مقابل 5 أصوات لفيلم «مولانا» للمخرج مجدى أحمد على.
«فودة»: خاطبنا كل المنتجين ولم يستجب سوى «جاكسون».. و«الشناوى»: إذا لم يُعرض الفيلم قبل 30 سبتمبر سيتم استبعاده من المسابقة
وصف المخرج مجدى أحمد على ما حدث فى لجنة اختيار الأوسكار بالـ«تهريج»، موضحاً: «أحب عمرو سلامة وأحترمه، ولكن القاعدة الأولى فى جوائز الأوسكار أن تكون الأفلام معروضة تجارياً قبل التصويت، وبالتالى تنظيم عرض خاص للفيلم يشاهده أعضاء اللجنة وبعده يقومون بالتصويت للفيلم هو أمر مرفوض تماماً، لأنه ليس هناك مساواة بين الأفلام التى شاهدتها اللجنة منذ عام والتى انتهت من مشاهدتها فى نفس اليوم».
وقال أحمد على لـ«الوطن»: «تلقيت خطاباً من المخرج مسعد فودة نقيب السينمائيين بأنه تم تأجيل التصويت على الأفلام إلى نهاية سبتمبر حتى يتسنى لهم مشاهدة الأفلام المعروضة فى تلك الفترة، ولكن تم إعادة الاجتماع بعدها بأيام، أما فيما يتعلق بمخاطبة شركات الإنتاج فتم ذلك فى أقل من يوم، أنا لدىّ فيلم من إنتاجى ومن إخراج أحمد مجدى كنت أرغب فى طرحه وترشيحه للأوسكار هل أقوم بتخصيص عرض للفيلم ليتم التصويت بعدها».
وتابع: «لا أفهم كيف وافق نقيب السينمائيين على ما حدث، ولا أعرف أعضاء اللجنة وآليات اختيارهم، ومن جانبى أنا أرفض ما حدث بشدة، وسوف أتخذ عدداً من الإجراءات التصعيدية قد تصل لمخاطبة الأوسكار مباشرة، ولكنها خطوة مؤجلة حتى يتم حل الأمر فى مصر أولاً، لأن ما حدث يُعد مخالفة صريحة لقواعد الاختيار، ولن يمر الأمر بتلك الطريقة».
ومن جانبه، قال الأب بطرس دانيال، مدير المركز الكاثوليكى للسينما، إنه كانت هناك معارضات من جانب بعض أعضاء لجنة اختيار الفيلم المصرى المرشح للأوسكار، حيث إن الفيلم سيتم طرحه فى دور العرض ولن يكمل المدة المنصوص عليها عند إرسال الفيلم للأوسكار، وبالتالى قد يسبب ذلك بعض المشاكل، متابعاً: «لم نكن نريد ظلم الفيلم وفى نفس الوقت كنا نريد تقديم فيلم يستوفى لكل الشروط بعيداً عن اللغط، وبالنسبة لى اخترت الفيلم الذى يُعد مناسباً من وجهة نظرى، وعندما كنا مسئولين فى المركز الكاثوليكى عن ترشيح الفيلم المصرى كانت تتم العملية وفقاً للشروط واللوائح دون مجاملات، احتراماً لصورة مصر أمام العالم».
«على»: ما حدث فى التصويت «تهريج».. و«دانيال»: «الكاثوليكى» كان يرشح الفيلم دون مجاملات و«محسن»: اللائحة تسمح بتقاطع عرض الفيلم مع الموعد النهائى للتقديم
وأوضح الأب دانيال لـ«الوطن»: «الفيلم لم يكن موجوداً فى القائمة الرئيسية للأفلام، حيث إن نقيب السينمائيين مسعد فودة يطلب من المركز قائمة الأفلام التجارية المعروضة فى الفترة من أكتوبر 2016 إلى سبتمبر 2017، وهو ما أرسلناه تحديداً، وبعد ذلك وجدنا أنه تمت إضافة أفلام موسم العيد بجانب فيلم «الشيخ جاكسون» للقائمة، بجانب تخصيص عرض خاص له قبل التصويت، وبعد مشاهدة الفيلم تم فتح باب التصويت الذى انتهى بفوز الفيلم بأغلبية الأصوات».
رفض نقيب المهن السينمائية المخرج مسعد فودة، اتهامات البعض بالتحايل على اللوائح ليتم الدفع بفيلم «الشيخ جاكسون» فى قائمة الأفلام الخاصة بالترشيح للأوسكار ومن ثم التصويت له بعد تنظيم عرض خاص لأعضاء اللجنة، قائلاً: «هذا الكلام عار من الصحة تماماً، تم تأجيل التصويت فى الجلسة الأولى احتراماً للأفلام التى لم تُعرض، حيث كان تاريخ آخر فيلم فى القائمة هو 2 أغسطس، ولذلك طالبنا بفرصة لضم أفلام موسم عيد الأضحى بجانب الأفلام التى من المقرر طرحها على مدار شهر سبتمبر، كما قمنا بمخاطبة شركات الإنتاج إذا كان لديها أفلام سوف تقوم بطرحها فى تلك الفترة ترسلها للجنة حتى يتم مشاهدتها بما فيها فيلم طلق صناعى، ولكن لم نتلق أى استجابة سوى من فيلم الشيخ جاكسون، أو من منتجين ينوون طرح أفلامهم فى تلك الفترة».
وتابع «فودة» لـ«الوطن»: ومن إجمالى 40 فيلماً تم الوصول فى التصفيات إلى فيلمين، طالب المخرج خالد يوسف بمناقشات حول الأفلام، ولكن تم رفض ذلك من أغلبية الحضور، وبدأ التصويت الذى انتهى بفارق شاسع بينها، حيث حصل «الشيخ جاكسون» على أعلى الأصوات، وتم إخطار الشركة ومخاطبة «الأوسكار».
وأشار الناقد طارق الشناوى، عضو لجنة اختيار الفيلم المصرى للأوسكار، إلى أن لائحة الفيلم تنص على ضرورة عرض الفيلم عرضاً عاماً حتى نهاية سبتمبر، وحاز على إجازة عرض من جهاز الرقابة على المصنفات الفنية فى تلك الفترة، وقام مسعد فودة، نقيب السينمائيين، بمخاطبة كل شركات الإنتاج أن يتقدموا بأفلامهم المقرر طرحها قبل نهاية الشهر الحالى ليتم تنظيم عرض خاص لها من قبَل اللجنة، حيث كان من الضرورى إتاحة الفرصة لتلك الأفلام التى إذا تم تغافلها لن تحصل على فرصة أخرى، حيث إن اللجنة تقبل الأفلام المعروضة فى الفترة ما بين أكتوبر إلى سبتمبر من العام التالى، ولذلك إذا تم عرض الفيلم فى 27 سبتمبر كان سيخسر ترشيحه العام المقبل.
وتابع «الشناوى» لـ«الوطن»: «كان من المقرر طرح الفيلم تجارياً فى أكتوبر، ولكن تم تقديم موعد طرحه، وإذا لم يُعرض جماهيرياً قبل نهاية سبتمبر الحالى سيسقط الترشيح، وأعتقد أن ذلك لن يحدث، خاصة أن محمد حفظى أعطى لمسعد فودة ما يثبت أنه سوف يطرح الفيلم فى تلك الفترة، بالإضافة إلى أن الدكتور خالد عبدالجليل، رئيس جهاز الرقابة على المصنفات الفنية، كان حاضراً فى الاجتماع ولم ينفِ حصول الفيلم على تصريح بالعرض خلال نهاية سبتمبر».
قال الدكتور محمد العدل، منتج فيلم «مولانا» وعضو لجنة اختيار الفيلم المصرى، إنه لم يصوت على اختيار الفيلم المرشح للأوسكار بسبب أنه منتج لفيلم موجود فى القائمة، متابعاً لـ«الوطن»: «الفكرة ليست فى المنافسة بين الفيلمين، ولكن فى الاستقرار على عمل سينمائى يمثل مصر بشكل جيد فى الأوسكار، وما يشغلنا سواء حصد الفيلم جائزة أو لا أن يكون قادراً على المنافسة، فالمصلحة العامة هى التى تحكم الأمر فى النهاية».
كما أكد الناقد أندرو محسن، عضو لجنة اختيار الفيلم المصرى، أن لائحة الأوسكار، فيما يخص مسابقة الأفلام الأجنبية، تتطلب عرض الفيلم لمدة 7 أيام متتالية من تاريخ إطلاقه فى دور العرض السينمائى، على أن يكون فقط موعد طرحه قبل 30 سبتمبر، ولا توجد مشكلة فى أن تتقاطع الأيام السبعة مع نهاية سبتمبر أو بداية أكتوبر، موضحاً: «قد يطرح الفيلم قبل نهاية سبتمبر بيوم واحد هذا هو الشرط الرئيسى، ولكن السبعة أيام يجب تكون متتالية من تاريخ العرض وليس قبل 30 سبتمبر أيضاً».
وفيما يتعلق بالأزمة المتعلقة حول فيلم «الشيخ جاكسون»، قال: «الدكتور خالد عبدالجليل رئيس جهاز الرقابة كان موجوداً بالفعل، وأكد أنه ليس هناك فيلم آخر حصل على تصريح بالعرض قبل نهاية سبتمبر».
صورة من شروط الترشيح للجائزة