“مغرب المديح” يُكَرِّم محمد حسن الجندي بحضور بنكيران
كرَّمت حركة التوحيد والإصلاح التي نَظَّمت بشراكة مع المسرح الوطني محمد الخامس مهرجانها الفني الثالث «مغرب المديح»، أمس الأحد بالعاصمة الرباط، عميد المسرح الإذاعي والدراما التاريخية الممثل القدير محمد حسن الجندي.
التكريم الذي جاء ضمن المهرجان المنظم بمناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف، عرف حضور شخصيات سياسية وفنية في مقدمتهم رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران، ووزير الدولة عبد الله بها إضافة إلى وزير الاتصال مصطفى الخلفي والوزير المنتدب في الميزانية إدريس الأزمي الإدريسي. كما شارك في إحياء فقرات المهرجان الذي احتضنه مسرح محمد الخامس في الرباط، الفنان الحاج محمد باجدوب بصحبة جوق أمين الدبي، وفرقة الغزالي للموشحات من طنجة برئاسة المايسترو أمين أقبيب، إضافة إلى فرقة الإشراق الفنية الأمازيغية من تارودانت.
وأجمع المتدخلون ضمن شهادات في حق المكرم، على ما يتميز به الجندي من خصال حميدة وموهبة، حيث اعتبر محمد الحمداوي رئيس حركة التوحيد والإصلاح أن محمد حسن الجندي تعبير عن النبوغ المغربي الذي استطاع أن يكون له حضور كبير في الأعمال الفنية العالمية، مضيفا في كلمته بالمناسبة أن الجندي يشكل تشريفا للمغاربة، على اعتبار أن الخصوصية المغربية لا تقف ضد الإبداع الفني الذي أثبت الجندي قدرة كبيرة في تجسيده.
الشهادات التي اعتَبَرها كل من الكاتب المسرحي عبد الكريم برشيد، والمخرجون أنور الجندي وهاجر الجندي، ومحمد فنيش إضافة إلى المدير السابق للإذاعة الوطنية عبد الله شقرون جزء من الوفاء لفنان قدم الشيء الكثير دون كلل ولا ملل.
لكن كلمة المحتفى به كان لها بالغ الأثر على الحاضرين، حيث اعتبر محمد حسن الجندي في كلمة له أن هذا العطاء وهذه الأدوار التي قدمها لم تلق التفاتة من وطنه المغرب، مشيرا أنه رغم حرصه على تمثيل المغرب في المحافل الدولية والجهوية إلا أنه مازال يُواجَه بالتَّجاهل الذي لم يُعرف سببه لحدود الآن، وهو الأمر الذي دفع رئيس حركة التوحيد والإصلاح توجيه ملتمس للمسؤولين عن القطاع وبحضور وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة مصطفى الخلفي إلى ضرورة الالتفات إلى هؤلاء العمالقة.
من جانبه، قال محمد شاكر المودني، رئيس جمعية مغرب الفن، إن المهرجان رسالة لكل الذين يُسيؤون للرسول الكريم ويريدون الحطَّ من قَدرِه، وأن المغاربة مجمعون على حبه وتعظيمه؛ كما يأتي المهرجان حسب عضو المكتب التنفيذي للتوحيد والإصلاح لتشجيع الارتباط بالدين وتعميق محبة النبي، مضيفا أن المهرجان يحمل عدة رسائل منها «أن العداء المختلق بين الدين والفن ما هو إلا محاولة لإبعاد الدين عن الحياة المجتمعية، وأن الفن ليس للعبث والفجور بل هو رسالة للسمو بالنفس وتزكية الروح وتشذيب الأخلاق وبناء الإنسان، وأن الفن مدخل من مداخل الإصلاح والنهوض بأوضاع هذا البلد».
وعن شخصية المهرجان لهذه السنة قال المودني إن تكريم الهرم والفنان محمد حسن الجندي هو تكريم لرواد هذا النموذج من الفن، و للفنانين الذين أعطوا الكثير حبا في هذا الوطن.
وتؤكد حركة التوحيد والإصلاح في رؤيتها الفنية التي قدمت نسخ منها للحاضرين أن هدفها هو الإسهام من خلال الأعمال الفنية في الرقي بالذوق الفني للمجتمع وفي تعميق الإيمان من زاوية المدخل الجمالي والوجداني، سيرا على نهج القرآن في لفت الأنظار إلى آيات الجمال في الكون، مضيفة أن هَدفها هو تحرير الفن من الابتذال وتصحيح صورته وتخليصه من الصور السلبية التي لحِقَت به في التاريخ الإسلامي، وربطه بوظيفته الرسالية، وجعل الفن إحدى إحدى وسائل التخاطب وغرس القيم والأخلاق الحسنة.
في ذات السياق، لم يترك عبد الإله بنكيران الأمين العام لحزب العدالة والتنمية ورئيس الحكومة فرصة مشاركته في حفل “مغرب المديح” الذي كرمت خلاله حركة التوحيد والإصلاح الفنان محمد حسن الجندي، تمر دون أن يصوّب سهام النقد لما اعتبره الزّيف الذي يعرفه المغرب في عدد من المجالات، مشددا على أنه “مهما كان فإن المغرب سيبقى فيه رجال يدلون على الأصالة المغربية”.
وأبدى بنكيران في كلمة مقتضبة استجاب فيها لطلب الجمهور الذي حج بكثافة إلى مسرح محمد الخامس مساء يوم الأحد الذي احتضن الحفل المذكور، أسفه على ما وصفه بعدم الانتباه المبكر لشخصيات مغربية في مجالات شتى “أثرت فينا ودخلت في تكوين شخصياتنا ونحن لا نعرف ذلك”، ذاكرا بالاسم الراحل الطيب لعلج وثلة من الفنانين والمسرحيين والمغنيين والأساتذة الكبار في السياسة وفي الشعر والنثر والأدب.
وحرص محمد حسن الجندي في بداية كلمة له بمناسبة تكريمه، أن يقبل بنكيران قبل أن يُنشدا ومعهما الجمهور الحاضر نشيد “طلع البدر علينا”.
يُشار إلى أن صعود بنكيران إلى منصة مسرح محمد الخامس صاحبه رفع عدد من الحاضرين لشعار “الشعب يريد الفن الملتزم” وشعار “الشعب يريد إسقاط موازين”.