الدار البيضاء
الدار البيضاء | ||
---|---|---|
Casablanca | ||
صورة لأهم معالم مدينة الدار البيضاء
|
||
|
||
علم |
شعار |
|
|
||
موقع مدينة الدار البيضاء في المغرب
|
||
|
||
تقسيم إداري | ||
البلد | المغرب[1][2] | |
جهة | الدار البيضاء سطات | |
المسؤولون | ||
العمدة | عبد العزيز العماري | |
نائبه | أعتبشامي | |
خصائص جغرافية | ||
إحداثيات | 33°35′57″N 7°37′12″W | |
المساحة | 873 كلم2[3] كم² | |
الارتفاع | 115 متر | |
السكان | ||
التعداد السكاني | 3,359,818 نسمة (إحصاء 2014) | |
معلومات أخرى | ||
المدينة التوأم | ||
التوقيت | توقيت غرينيتش (0+ غرينيتش) | |
التوقيت الصيفي | 1+ غرينيتش | |
الرمز البريدي | من 20000 إلى 20700[4] | |
الرمز الهاتفي | (+212) (+2125 الهاتف الثابت) (+2126 الهاتف المحمول) | |
أيزو 3166-2 | MA-CAS[5] | |
الموقع الرسمي | الموقع الرسمي | |
الرمز الجغرافي | 2553604 | |
|
||
تعديل |
الدار البيضاء أو كازابلانكا (بالفرنسية: Casablanca) هي أكبر مدينة في المغرب. تقع على بعد حوالي 95 كم جنوب العاصمة المغربية الرباط على ساحل المحيط الأطلسي. يبلغ عدد سكان الدار البيضاء 3,359,818[6]. وهي واحدة من سلسلة المدن المغربية الممتدة على شواطئ الأطلسي، فقد طورت من ميناء صغير لا يثير الانتباه في مطلع القرن العشرين إلى مدينة كبيرة تعتبر اليوم العاصمة الاقتصادية والتجارية للمملكة المغربية، وهي المدينة الأولى في المغرب، والثالثة في أفريقيا من حيث عدد السكان (بعد لاغوس والقاهرة) إذ يقطنها نحو ثلاثة ملايين ونصف نسمة. وبالإضافة إلى كونها مدينة لا تنام فهي محافظة على طابعها المغربي الإنساني، ففنها المعماري ممتزج بين القديم بأبنيته المنخفضة والمنتظمة الشكل والحديث بمبانيه الشاهقة والفخمة كالمركز التجاري بشركاته ومصارفه وبيوت المال والفنادق الكبرى والحدائق العامة. في الدار البيضاء تختلط المدن، أجزاء من بغداد وأطراف من القدس وقطع من القاهرة وملامح من مرسيليا وحالات من دمشق، ميناء برازيلي ومقاه إسبانية وإيطالية[7].
التسمية
تستند التفسيرات السائدة حول أصل مدينة الدار البيضاء على رواية اعتاد المؤرخون استغلالها بشكل كبير منذ بداية القرن العشرين (لهم في ذلك مثل الرحالة الدبلوماسيين وعلماء الاجتماع لهذه الفترة)، هذه الرواية تجعل من الدار البيضاء ترجمة حرفية لكلمة كازابلانكا، وهي كلمة استعملها البحارة البرتغاليين خلال القرن الخامس عشر الميلادي للدلالة على المدينة، وفي نفس الإطار تضيف الرواية بأن وجود منزل بلون أبيض يساعد البحارة البرتغاليين على تحديد موضع كازابلانكا[8]. وبالاعتماد على هذه التسمية، فإن التاريخ يقدم حقيقتين، الأولى مرتبطة بمرور الموحدين بأنفا بعد المرابطين. والثانية واردة على لسان الإخباريين البرتغاليين عند كتابتهم أنفي بدلا من أنفا، وهذه الشهادة تبين عدم إلمام البرتغاليين عند نزولهم بالساحل الأطلسي المغربي منذ القرن الخامس عشر الميلادي بالتسمية الأصلية للمدينة[9]. في اللغة العربية، يستعمل مصطلح البيضاء للدلالة على اللون الأبيض، ويبقى أن ربط أنفا باللون الأبيض يجد معنا ثابتا أو راسخا وبدون منازع أمازيغي. فالمعطيات اللغوية التي نتوفر عليها لحد الآن تدفعنا إلى عدة قراءات لكلمة أنفا ومنها نجد أنافا – أمافا – أمفا – أنفى- أنفي…. ومن جهته، يعتبر Laoust E. أنفا هي أصل أفا، ويختم تحليله بأن مصطلح أنفا يحيل على فكرة تل أو قمة مما سمح له بالاستنتاج أن موقع المدينة الحالي هو الحي السكني آنفا. إلا أن التحفظ الوحيد الذي يجمع عليه مجموعة من الباحثين المعاصرين هو أن الحي السكني آنفا الحالي والذي تأسس سنة 1940 ليس له أية علاقة تاريخية بالموقع الأصلي للمدينة. وتجدر الإشارة في هذا الصدد، إلى أن دخول الإسلام لبلاد المغرب ساهمت فيه العديد من العوامل وخاصة منها الصراعات المذهبية، مما أثر على سكان السواحل الأطلنتية. ولما نزل البرتغاليون بساحل مدينة أنفا وجدوا تسميات أمازيغية لهذه المدينة، وعمل هؤلاء إخباريون على استعمال مصطلح أنفا وعند نقله إلى البرتغالية أصبح أنفي للدلالة على ترجمة كلمة الدار البيضاء، وهي تمسية تؤكد الاستعمال المتداول لمصطلح كازابلانكا للدلالة على المدينة. إلى جانب كلمة أنغا نجد هناك تسمية أخرى وهي تادارت وهو اسم أمازيغي يعني الدار أو البيت أو المسكن، والمرجح أن يكون هذا هو الاسم الأول للمدينة في بداياتها الأولى باعتبار أن البحارة البرتغاليين عندما كانوا يتنقلون في المغرب عبر الجديدة وآسفي والصويرة كانوا يمرون على تادارت للتزود وهي عبارة عن مخزن صغير قرب المرسى الصغيرة التي كانت في ذلك الوقت لا تشمل إلا قوارب الصيد الصغيرة[10]
تاريخ
- طالع أيضًا: حماية فرنسا (المغرب)
- تاريخ المغرب
- تاريخ المغرب الاقتصادي
قام أمازيغ مملكة بورغواطة بتأسيس مدينة الدار البيضاء (أنفا) سنة 768 م[11]. وحسب الزياني المولود سنة 1734 المدينة أسسها الأمازيغ حيث حينما انتقل الزيانيون إلى تامسنا وتادلة قاموا بتاسيس انفا في تامسنا ومدينة داي في تادلة. “أنفا” أو “أنافا” أو “انفي”… تسميات مختلفة وردت في المصادر التاريخية القديمة للإشارة إلى الحاضرة التي ظهرت في المكان الحالي للدار البيضاء. وينسبها ابن الوزان (ليون الإفريقي) إلى الرومان، كما ينسبها آخرون إلى الفينيقيين. ولكن غالب المؤرخين يذهبون إلى أن مؤسسيها هم الأمازيغ الزناتيون. وقد اشتهرت “آنفا’ لحقبة من الزمان بعلمائها وجنودها وتجارتها المزدهرة[12]..
وبقيت “أنفا” خلال حكم المرينيين مدينة صغيرة مفتوحة على التجارة البحرية مع الخارج لاسيما مع الإسبان والبرتغال. كما كان سكانها بحارة يمارسون القرصنة ويهاجمون بصفة خاصة السفن البرتغالية. مما أثار حفيظة البرتغاليين الذين نظموا هجوما على المدينة وقاموا بتدميرها عن آخرها سنة 1486. وقد حاول البرتغاليون سنة 1515 بناء قلعة محصنة، لكن هزيمتهم على يد المرينيين جعلتهم يتخلون عن ذلك. ويبدو أن “أنفا” قد اندثرت بدون أن تترك أي أثر سوى ضريح “سيدي علال القيرواني” بوصفه شاهدا على حضارة مشرقة. وفي عهد الدولة العلوية إبان حكم السلطان “سيدي محمد بن عبد الله” (1757-1790) أعيد بناء المدينة، وأصبحت تحمل اسم ” الدار البيضاء” أو “كازابلانكا” حسب النعت الإسباني. وبفضل الضرائب المفروضة على قبائل “الشاوية” استطاع السلطان سيدي محمد بن عبد الله بناء قلعة محصنة لاستقرار الجنود، والتي أصبحت فيما بعد الوجهة المفضلة لقبائل “الشاوية” و”دكالة”[13]. وحوالي سنة 1830 أخذت التجارة بالدار البيضاء تعرف نموا، والتي ستزدهر في عهد السلطان العلوي “مولاي الحسن الأول” حيث غدت هذه المدينة تستقطب العديد من التجار والحرفيين من مناطق عديدة، وخاصة من مدينتي “فاس” و”مراكش“.وقد تمكنت بعض الشركات الفرنسية من تقوية نفوذها في المغرب وأكبرها “الشركة المغربية “التي أصبحت تتحكم في أراضي فلاحية واسعة. وفي أبريل 1907[14] شرعت هذه الشركة في الأشغال التمهيدية لبناء الميناء وذلك بمد خط حديدي فانتهكت حرمة إحدى المقابر مما أثار حفيظة السكان خاصة مع استيائهم من ضغوط الجباة الفرنسيين، وهذا أدى إلى اندلاع ثورة في الدار البيضاء[15] عمت بعد ذلك الشاوية فطالب عامل المدينة بإيقاف الأشغال دون جدوى وفي يوليوز قتل عمال أوربيون يعملون في الشركة المكلف بالأشغال التمهيدية للميناء وهو ما دفع الفرنسيين إلى إنزال 200 ألف جندي بالمدينة في غشت فهبت قبائل الشاوية لطردهم لكنها هزمت واندحرت أمام هذه القوة الفرنسية المسلحة جيدا فاحتلت الدار البيضاء. بعد فرض الحماية في مارس 1912 استمرت أعمال بناء الميناء بتوجيه وإشراف المقيم العام الجنرال ليوطي وهو ما شكل منعطفا مهما في تاريخ المدينة إذ أدى إنشاؤه إلى تطور الدار البيضاء اقتصاديا واجتماعيا ومجاليا لتصبح بعد ذلك أكبر مركز حضري بالمغرب[16].
إن اختيار الدار البيضاء لاحتضان أكبر ميناء في المغرب لم يكن وليد الصدفة ولكنه ارتبط بعدة دوافع منها موقع المدينة في قلب المناطق الفلاحية الغنية [الشاوية ودكالة] وفي مكان يسهل إقامة الشبكة الطرق والسكك الحديدية لنقل الحبوب والحوامض، وكذا الفوسفات من مناجم خريبكة التي شرع في استغلالها مع بداية العشرينيات من القرن السابق[17]. وهكذا أصبحت الدار البيضاء هي الحلقة الواصلة بينالمتروبول فرنسا والمغرب فعبرها كانت تصدر المواد الأولية ويصل فائض الإنتاج الصناعي الفرنسي ليوزع في المغرب، وهذا ما جعل النشاط الاقتصادي للمدينة يتطور في اتجاه إفادة شركات السمسرة والمبادلات، وشركات إقامة البنيات التحتية من طرق وسكك حديدية وشركات للنقل والخدمات، أما النشاط الصناعي فكان ضعيفا يركز على صناعات استهـلاكية كالنـسيج وصناعات غذائية وبعض الصناعات الكيماوية الخفيفة، وكل هذا لتوفير الحاجات الضرورية للمعمرين. هذه الوضعية تغيرت قليلا خلال الحرب العالمية الثانية حيث اضطر بعض أصحاب رؤوس الأموال لمغادرة فرنسا، والاستقرار بالمغرب لإقامة بعض الصناعات الكيماوية والميكانيكية في الدار البيضاء خصوصا، لكن هذا لم يمنع المدينة من الاستمرار في لعب دور الوسيط الذي حدد لها سلفا، والدليل علـى ذلك أن أكبر المؤسسات كانت بنكية ومالية، مثل بنـك “الاتحاد باريسي” و” بنك باريس والأراضي منخفضة “التي استثمرت في قطاعات استغلال منـاجم والنقل والصـنـاعات الاستهلاكية وقد أدى هذا التطور الاقتصـادي الذي شهدته الدارالبيضاء إلى توافد أعداد من المهاجرين من الشاوية ودكالة تم بعد ذلك من مختلف أنحاء المغرب.
استمر التطور العشوائي للمدينة إلى حدود الثمانينات من القرن السابق حيث أنشأت الوكالة الحضرية ووضع تصميم مديري للمدينة، وخلال هذا العقد أيضا وبالضبط سنة 1987 وضع الملك الراحل الحسن الثاني حجر الأساس لبناء المعلمة الكبرى مسجد الحسن الثاني الذي أعطى للمدينة مكانة روحية على الصعيد العالمي، باعتبار حجمه وضخامة بنايته وما يتضمنه من معالم للفن المعماري المغربي الأصيل وكذا باعتبار موقعه المتميز فجزء مهم من هذه المعلمة بني فوق البحر ويمكن لهذا المسجد أن يحتضن 25 ألف مصليا فضلا عن 80 ألف آخرين يمكن أن تضمها ساحته. وبجانب هذا المسجد العظيم بنيت المدرسة القرآنية التي شرع العمل بها في يناير 1995 واستقبلت نخبة من أجود الطلبة الذين تم اختيارهم بعد إجراء مباراة، وتلقن في هذه المؤسسة الفتية العلوم الشرعية من فقه، وحديث، وتفسير، وأصول، وعلوم الآلة وكذا العلوم العصرية من رياضيات واجتماعيات وعلوم طبيعية إضافة إلى اللغات الحية أي الفرنسية والإنجليزية. ومع توالي السنين بدأت هذه المدرسة تشق طريقها على الدرب الذي سارت عليه المدارس العتيقة مثل القرويين حيث أصبحت تضم أقساما في مختلف أطوار التعليم من الابتدائي إلى النهائي ففي الموسم الماضي فتح الطور النهائي بالمؤسسة وفاء لروح مؤسسها مولاي الحسن الثاني وهذا ما سيعطي للدار البيضاء إشعاعا علميا مع تخرج أول فوج من المدرسة في الموسم الدراسي المقبل بإذن الله تعالى.
فالدار البيضاء مدينة قديمة تاريخيا لكن دورها برز خلال القرن العشرين حيث أصبحت مركزا اقتصاديا مهما، ومع تأسيس المعلمة الكبرى- مسجد الحسن الثاني– أصبح لها إشعاع روحي وعلمي لا على الصعيد الوطني فحسب بل على صعيد العالمي الإسلامي. ومن أهم المواقع الأثرية التي تضمها المدينة: • موقع “ليساسفة” يتراوح تاريخه ما بين 5 و6 ملايين سنة. • موقع “أهل الغلام” يعود تاريخه إلى حوالي مليونين وخمسمائة ألف سنة، وقد وجدت بهذا الموقع بقايا حيوان “الهيباريون“، وهو جد الحصان الحالي. • مواقع “أولاد حميدة” تتضمن مواقع عديدة من أهمها: – موقع “طوما 1” والذي يشهد على بداية استيطان الإنسان للمنطقة منذ حوالي مليون سنة[18].
التقسيم الإداري
- مقالة مفصلة: قائمة مقاطعات الدار البيضاء
- مقالة مفصلة: قائمة أحياء الدار البيضاء
مدينة الدار البيضاء هي عاصمة عمالة الدار البيضاء والتي تنقسم إلى ثماني عمالات مقاطعات:
- عمالة مقاطعات الدار البيضاء أنفا
- عمالة مقاطعات الفداء مرس السلطان
- عمالة مقاطعات عين السبع الحي المحمدي
- عمالة مقاطعة الحي الحسني
- عمالة مقاطعة عين الشق
- عمالة مقاطعات سيدي البرنوصي
- عمالة مقاطعات ابن امسيك
- عمالة مقاطعات مولاي رشيد
وبدوها تنقسم إلى ستة عشر مقاطعة، بالإضافة إلى بلدية واحدة وهي مشوار الدار البيضاء:
العمالة | الجماعات | البلديات | المساحة | السكان |
---|---|---|---|---|
بن أمسيك | بن أمسيك وسباته | 10.27 كلم | 1.120.000 نسمة | |
مولاي رشيد | مولاي رشيد وسيدي عثمان | 13.38 كلم | 3.250.000 نسمة | |
الفداء مرس السلطان | الفداء ومرس السلطان | المشور، مرس السلطان، بوشنتوف، الفداء، الادريسية | 17.9 كلم | 1.020.000 نسمة |
الحي الحسني | الحي الحسني، عين الشق، الالفة | 25.91 كلم | 1.034.000 نسمة | |
عين السبع_الحي المحمدي | عين السبع والحي المحمدي والصخور السوداء | 26.7 كلم | 870,890 نسمة | |
عين الشق | عين الشق | 28.89 كلم | 1.012.254 نسمة | |
انفا | انفا والمعاريف وسيدي بليوط | 37.5 كلم | 785.250 نسمة | |
سيدي البرنوصي | سيدي البرنوصي وسيدي مومن | 38.59 كلم | 1.800.500 نسمة |
الجغرافية
الموقع
تمثل مدينة الدار البيضاء المجال الرئيسي لجهة الدار البيضاء الكبرى[20]، وتنتمي للمجال الجغرافي للشاوية السفلى يحدها شمالا هضبة بلاد زعير ومن الجنوب الامتداد الطبيعي للشاوية، ومن الشمال الغربي المحيط الأطلسي ومن الشرق هضبة بن سليمان. وحسب الإحداثيات الجغرافية، فإن الدار البيضاء تقع عند تقاطع خطي الطول َ30 ْ7 وَ45 ْ7 غرب خط غرينتش، وخط عرض َ30 ْ33 وَ45 ْ33 شمال خط الاستواء، وبحكم موقعها الساحلي المتواجد وسط خط الإنتاج الصناعي، بين القنيطرة شمالا والجرف الأصفر جنوبا، فإنها تحتل مكانة إستراتيجية على مستوى الاقتصادي متميزة في ذلك عن باقي المدن المغربية[21].
|
تيط مليل | المحمدية | محيط أطلسي | |
برشيد | محيط أطلسي | |||
|
||||
بير جديد | ازمور |
الطوبوغرافيا
حسب المعطيات الطبوغرافية، فإن مدينة الدار البيضاء تتموضع فوق الهضاب الساحلية الشمالية. ومن حيث الارتفاع، فهي تتراوح ما بين أعلى نقطة تتمثل في 167 متر في أقصى الجنوب من الخريطة واخفض نقطة ارتفاع 5 أمتار عند الساحل من الشمال الشرقي نحو الجنوب الغربي، وتغير الميلان الطوبوغرافي من الداخل نحو الساحل والارتفاع يتدرج من الجنوب الشرقي نحو الشمال الغربي حيث نجد انحدارات جزئية من الجنوب الشرقي نحو الشمال، الغرب، والشمال الغربي، ثم الجنوب الغربي. ويتبين من خلال نقط ارتفاع أن منطقة الدار البيضاء يغلب عليها طابع التموج بحيث أن المنطقة عبارة عن كثبان، وهذه الوضعية هي نتيجة لعمليات الغمر والتراجع التي خلفت مجموعة من المستويات الرسوبية[22].
المناخ
مناخ الدار البيضاء يتميز بالاعتدال، فمعدل الحرارة السنوي يقارب 18ْ والمعدل السنوي للتساقطات 433،6 ملم. وبحكم تواجدها على الساحل الأطلسي، فإنها تتأثر بالمؤثرات البحرية ويصل عمق هذه المؤثرات إلى مساحة 60 كلم نحو الداخل، فالتفاعل المستمر لعاملي الرطوبة والرياح يساعدان على تلطيف الحرارة في فصل الصيف واعتدالها في فصل الشتاء[22].
˅البيانات المناخية لـالدار البيضاء | |||||||||||||
---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|
شهر | يناير | فبراير | مارس | أبريل | مايو | يونيو | يوليو | أغسطس | سبتمبر | أكتوبر | نوفمبر | ديسمبر | المعدل السنوي |
متوسط درجة الحرارة الكبرى °م (°ف) | 17.1 (62.8) |
17.9 (64.2) |
19.2 (66.6) |
20.5 (68.9) |
22.2 (72) |
24.0 (75.2) |
25.9 (78.6) |
26.3 (79.3) |
25.5 (77.9) |
23.7 (74.7) |
20.6 (69.1) |
18.3 (64.9) |
21.77 (71.18) |
متوسط درجة الحرارة الصغرى °م (°ف) | 8.4 (47.1) |
9.1 (48.4) |
10.0 (50) |
11.8 (53.2) |
14.2 (57.6) |
17.4 (63.3) |
19.5 (67.1) |
20.1 (68.2) |
18.2 (64.8) |
15.2 (59.4) |
12.0 (53.6) |
9.5 (49.1) |
13.78 (56.82) |
الهطول مم مم (إنش) | 62.2 (2.449) |
59.0 (2.323) |
50.7 (1.996) |
40.2 (1.583) |
18.8 (0.74) |
5.8 (0.228) |
0.7 (0.028) |
0.4 (0.016) |
4.9 (0.193) |
31.1 (1.224) |
75.1 (2.957) |
77.7 (3.059) |
426.6 (16.796) |
متوسط الأيام الممطرة | 9.8 | 9.3 | 9.1 | 8.7 | 5.4 | 2.6 | 0.4 | 0.4 | 2.1 | 6.2 | 9.7 | 10.2 | 73.9 |
ساعات سطوع الشمس الشهرية | 189.1 | 189.2 | 241.8 | 261.0 | 294.5 | 285.0 | 303.8 | 294.5 | 258.0 | 235.6 | 192.0 | 182.9 | 2,927.4 |
Source: Hong Kong Observatory[23] |
الجيولوجيا
تتكون منطقة الدار البيضاء المنتمية إلى المسيطا الساحلية، جيولوجيا، من صخور رسوبية شستية حثية وكواتزية تشكل القاعدة القديمة، تعود إلى الزمن الكمبري واردفيسي، تكسوها تكوينات حديثة كلسية وتوضعات طميية حمراء رملية أو رمادية طينية طميية داكنة “التيرس” مركزة في الغرب على طول واد بوسكورة والشريط الساحلي[24] .
الديموغرافيا
- طالع أيضًا: ديموغرافية المغرب
لقد كان عدد سكان الدار البيضاء لا يتجاوز 20.000 نسمة سنة 1900. أما الآن فيبلغ عدد سكان الدار البيضاء 3,359,818 نسمة مما يجعلها أحد المدن الأفريقية والعربية الأكبر سكانا. 98% من السكان يعيشون في المناطق الحضرية، حوالي 25% منهم تحت سن 15 سنة و9% أكثر من 60 سنة، يشكل سكان الدار البيضاء حوالي 11% من مجموع سكان المغرب.[25]
خلال الحماية الفرنسية على المغرب شكّل الأقدام السوداء المسيحيين ذوي الأصول الأوروبية تقريبًا حوالي نصف عدد سكان مدينة الدار البيضاء.[26] خلال سنوات 1940 و1950، وكان الدار البيضاء مركزًا رئيسيًا لأعمال الشغب المعادية لفرنسا. تم هجوم بالقنابل في يوم عيد الميلاد عام 1953 والذي تسبب في سقوط العديد من الضحايا.[27] عقب استقلال المغرب أدا الأوروبيين إلى انخفاض أعدادهم في المدينة. ويقطن في المدينة مجتمع تاريخي من اليهود السفارديم تقدّر أعدادهم بحوالي 3,000-4,000 نسمة.[28]
1994 | 2004 | |
---|---|---|
الدار البيضاء الكبرى | 3.126.785 | 3.728.824 |
محافظة المحمدية | 257.001 | 322.286 |
محافظة النواصر | 90.050 | 236.119 |
محافظة مديونة | 62.609 | 122.851 |
الاقتصاد
- طالع أيضًا: اقتصاد المغرب
- شركات المغرب
الدار البيضاء هي العاصمة الاقتصادية للمغرب[29]. هذه المدينة هي القطب الصناعي للبلاد تتركز بها 55% من الوحدات الإنتاجية و60% من اليد العاملة في الصناعة. المدينة تشغل 39% من السكان النشيطين في المغرب وتستهلك 35% من الاستهلاك الوطني للكهرباء. وتمثل الساحة المالية الأولى في المغرب والمغرب الكبير[30]، وتتواجد فيها مقرات عدة شركات وطنية ودولية ومتعددة الجنسيات في أفريقيا الشمالية وأفريقيا الغربية. بورصة الدارالبيضاء تعتبر من الأهم في المنطقة وهي الأولى في المغرب العربي والثالثة في أفريقيا بعد بورصة جوهانسبورغ وبورصة القاهرة والثالثة في العالم العربي بعد بورصة الرياض وبورصة القاهرة بقيمة سوقية تبلغ 60 مليار دولار[30].
اطلالات الميناء توحي إلى خامس مدينة أفريقية وثاني ميناء أفريقي. من هناك تصدر حملات الحبوب والفوسفات حيث يعتبر المغرب أول مصدر وثاني منتج في العالم للفوسفات بعد الولايات المتحدة[31].
القطاعات المزدهرة
- مقالة مفصلة: الصناعة في المغرب
الصناعة والخدمات:قطاع ترحيل الخدمات، صناعة الطيران، صناعة السيارات، الصناعات الإلكترونية، صناعة النسيج، الصناعات الغذائية، السياحة، البناء والأشغال العمومية
البنية التحتية
عرف المغرب وخصوصا مدينة الدار البيضاء تطور نوعي في مجال البنية التحتية خلال الفترة الأخيرة
- النقل:
-الطريق السيار الرابط بين مراكش وفاس وطنجة –مطار محمد الخامس
- الموانئ:
-ميناء المحمدية للمحروقات والملح
- السكة الحديدية:
-محور سككي يضم محطتين رئيسيتين، الدار البيضاء المسافرين والدار البيضاء الميناء ومحطات فرعية متل (عين السبع، بوشنتوف، الوازيس) -محطة الطرقية اولاد الزيان
- المناطق الصناعية:
-كازا نيرشور
-مركز صناعة الطيران الدار البيضاء
-المركز الصناعي بوسكورة
-المركز الصناعي النواصر
-المنطقة الصناعية جنوب شرق المحمدية
-المنطقة الصناعية ولاد صالح -المنطقة الصناعية عين برجة
-المنطقة الصناعية مولاي رشيد[32]
المواصلات
الطرق السريعة
لدى الدار البيضاء مسار سريع حضري بطول 22 كلم يقطع المدينة بمحور شرق غرب وطريق سيار يحيط بالمدينة A5; بطول 35 كلم تخرج منه 3 محاور رئيسية في البلاد الطريق السيار A3 الرباط_البيضاءو الطريق السيار A6 الجديدة البيضاء والطريق السيارA5 فاس البيضاء والطريق السيارA8 طنجة البيضاء والطريق السيار A7 مراكش البيضاء إذأن المدينة تمثل أهم عقدة طرقية في البلاد.
مطار محمد الخامس
يقع مطار محمد الخامس الدولي على بعد 30 كلم جنوب شرق الدار البيضاء ويعمل بإدارة مكتب المطارات الوطنية ONDA، وهو يعتبر المطار الأكثر حركة في المغرب إذ يزيد عدد المسافرين عبره على 8.2 مليون مسافر سنويا[33]. تجري حاليا عملية إعادة تاهيل المطار بما يمكنّه من الاستجابة لمتطلبات السفر المتزايدة، وهو يوفر امكانية سفر سهلة ومبسطة من ساعة الوصول إلى مكتب التسجيل حتى المغادرة. كما يوفّر للمسافرين محلات مميزة في السوق الحرة ويعتبر وجهة هامة للخطوط الجوية[34][35].
القطارات
تعتبر مدينة الدار البيضاء مركزا لشبكة السكك الحديدية بالمملكة. وخلافا للمدن الأخرى، يتوفر المكتب الوطني للسكك الحديدية بالمدينة على عدد من المحطات، حيث أن المحطات الثلاث الرئيسية هي:
- الدار البيضاء الميناء
- الدار البيضاء المسافرين
- الدار البيضاء عين السبع[36].
بسبب النمو الديمغرافي، واكتضاض المدن، وارتفاع نسبة التلوث والضجيج، أصبح النقل الحضري تحدي كبير يجب مواجهته. وفي هذا الصدد، دخل المكتب الوطني للسكك الحديدية، في شراكة هي الأولى من نوعها مع مدينة الدارالبيضاء بإصداره لمنتوج البيضاوي، وهو تجربة رائدة لوسائل النقل الحضري المستقبلية.
بفضل انتشار ثمان محطات سككية في الأحياء التي تعرف كثافة سكانية وصناعية كبيرة، يقدم البيضاوي خدمة جيدة للمدينة بتوفير 36 قطاريشتغل من الساعة الخامسة صباحا إلى الساعة العاشرة ليلا، وتنطلق على رأس كل ساعة. ويمثل البيضاوي اليوم، بفضل مساره، بديلا يوفر سلامة وراحة أكثر بالمقارنة مع وسائل النقل الحضري العادية[37].
ميناء الدار البيضاء
باعتباره الأكبر في المغرب، يُعَدُّ ميناء الدار البيضاء ميناء متعدد الوظائف يختصُّ في المقام الأول بالتجارة. يمتد الميناء على مايزيد عن 520 هكتار من المسطحات ويتوفر على أكثر من 8 كلم من الأرصفة. يمكن أن يستقبل ويعالج 40 سفينة في الوقت نفسه. ويتضمن ميناء تجاريا وميناء صيد ومارينا بالإضافة إلى المرافق والبنيات التحتية لتجفيف وإعادة السفن إلى الماء في أحواض بناء السفن.
يقع الميناء وسط الساحل الأطلسي المغربي في قاع منطقة مينائية محمية قليلا بين الرؤوس الصخرية للعنق غربا وعكاشة شرقا. يرتبط الميناء شرقا بشارع بن عائشة وغربا بشوارع الموحدين والجيش الملكي. وتتصل هذه الشوارع بالبوابات الخمس للميناء التجاري.
يضم الميناء شبكة للسكك الحديدية تابعة للمكتب الوطني للسكك الحديدية بطول 17410 متر على طول سياج الميناء من البوابة رقم 1 انطلاقا من المحطة إلى ما بعد حاجز الفوسفات حيث تمتد منطقة الجر.
- الخصائص
• الموقع:غربا ’37°7 ; شمالا’36°33.
• طبيعة النشاط: التجارة والصيد وإصلاح السفن وركوب الزوارق.
• عمق: من 7- م إلى 14- متر[38].
حافلات النقل العمومي
تعتبر حافلات النقل العمومي في الدار البيضاء وسيلة النقل الطرقي الأكثر دقة، وأينما كنتم، داخل المجال الحضري أو خارجه، فإنها وسيلة النقل الأكثر تنظيما. وتوجد في الدار البيضاء أكثر من عشر شركات، بما فيها حافلات نقل المدينة، التي هي في الأصل الوكالة المستقلة للنقل المشترك حيث تقوم بتأمين كل الضواحي عبر خطوط منتظمة[39].
سيارات الأجرة
تعتبر سيارات الأجرة في الدارالبيضاء مسجلة وذات لون أحمر موحد. منها ما يعرف باسم بْتِيت تاكسي (سيارات الأجرة الصغيرة)، أو لونها أبيض وتعرف باسم جراند تاكسي (سيارات الأجرة الكبيرة). غالباً ما تكون سيارات الأجرة الصغيرة من نوع داسيا، او بيجو. … وغيرها. ولها أربعة ابواب، تتوفر سيارات كاب في المناطق الحضرية المركزية. ويمكنها ان تستوعب 3 ركاب. لا تذهب سيارات كاب الصغيرة إلى المطار. تضاف رسوم إضافية تبلغ عشرين بالمائة في المساء. أما سيارات الأجرة جراند عبارة عن ميني باص توفر خدمة الانتقال داخل المدينة على طرق محددة، تسع ل6 ركاب. أو تقدم خدمة انتقال مشتركة بين المدن. ويمكن تأجير سيارات جراند قبل ساعة أو يوم من التجول[40]
ترامواي الدار البيضاء
يعد ترامواي الدار البيضاء أحد ركائز مخطط التنمية المندمجة لجهة الدار البيضاء الكبرى، ويهدف إلى إقامة توازن بين مختلف المناطق بالمدينة وفك العزلة عن الأحياء الهامشية عبر ربطها بالدينامية الاقتصادية والاجتماعية للمدينة، قصد تمكين الساكنة من وسيلة نقل عمومية نظيفة وإيكولوجية. انطلقت اشغال مشروع الترامواي بمدينة الدار البيضاء في شهر مارس 2011. وقد جاء هذا المشروع بعد الدراسة التي أنجزتها الجهة حول التنقلات الحضرية والتي أظهرت أن وسائل النقل العمومي لا تشكل سوى30 في المائة من وسائل النقل المستعملة بالمدينة، حيث أن حصة النقل الجماعي عبر الحافلات تراجعت من18 في المائة سنة 1975 إلى13 في المائة سنة 2004، مقابل ارتفاع نسبة الاعتماد على سيارات الأجرة من1 في المائة سنة 1975 إلى15 في المائة سنة 2004 ونسبة التنقل سيرا على الأقدام من51 في المائة إلى53 في المائة خلال الفترة نفسها.[41] ووصفت هذه الدراسة شبكة النقل العمومي بكونها تعاني من نقص عددي وضعف في الجودة علاوة على أنها تتمركز في الطرق الرئيسية وتشكل عبئا ماليا إضافيا على السكان الذين ينفقون 15 مليار درهم على النقل سنويا. وبذلك تبرز أهمية المشروع الذي يهدف المسؤولون من خلاله إلى تحسين خدمة النقل الحضري بالدار البيضاء وإلى المساهمة في تهيئة الفضاء العمومي وإعادة الاعتبار للمواقع التاريخية بالجهة. وحسب الاتفاقية التي أشرف عليها الملك محمد السادس على توقيعها في أكتوبر 2010، سيساهم في تمويل المشروع كل من مجلس مدينة الدار البيضاء بلإضافة إلى ميزانية الدولة والمديرية العامة للجماعات المحلية بوزارة الداخلية وشركاء آخرين.
وتكمن أهمية هذه الخطوة، التي تحظى بدعم من صندوق الحسن الثاني للتنمية الاقتصادية والاجتماعية في إدماج الأحياء الهامشية في محيطها الحضري والمساهمة في إعادة تهيئة أهم شوارع الدار البيضاء.
الخط الأول للترامواي، الذي يمتد على طول31 كلم[42] ويمر عبر40 محطة، سيمكن من نقل200 ألف راكب يوميا والتخفيف من ضغط حركة السير.
وبذلك ستعزز هذه الوسيلة موقع المدينة كقطب استثماري قادر على جلب المزيد من الاستثمارات وتوفير وسيلة نقل ملائمة يمكن استعمالها من قبل جميع الفئات الاجتماعية.[43]
الهندسة المعمارية
- طالع أيضًا: العمارة في المغرب
سنوات العشرينات ” سمة السنوات الأولى للحماية “
ان ما ساعد على استقطاب مهندسين معماريين من جنسيات مختلفة إلى الدار البيضاء هو سمعة المدينة الحديثة التي روج لها المستعمر في أوائل القرن الماضي، حيث أنه خلال سنوات العشرينيات، وعلى سبيل المقارنة، سجلت مدينة الدار البيضاء تزايد عدد المهندسين المعماريين ثلاث مرات أكثر من تونس مثلا. إلا أنه على العموم تبقى مخططاتهم المعتمدة في ميدان التعمير تحت تأثير الفن التقليدي المغربي[44]. إن حداثة المعمار العصري الذي تبناه المعماريون الأجانب سوف يأخذ طابعه المغربي باستعمال الزخرفة التقليدية. فاستعمال الفنون التجميلية المغربية سيتفاعل والفنون الحديثة مما سيؤدي إلى ولادة نمط معماري جديد طبع السنوات الأولى للحماية. ومنذ ذلك الحين، أصبحت واجهات العمارات الكبيرة التي ظهرت وسط المدينة تتسم بالتعددية الجمالية المتمثلة في الزخارف مثل أطباق الفواكه أو رؤوس الأسود التي امتزجت بتناسق مع الزليج ومسحوق الرخام، أو شرفات خشب الأرز المنقوش الشاهد عليها شموخ فندق إكسلسيور وعظمة عمارة ممر الكلاوي وكذا أناقة البنايات الإدارية وسط المدينة. يتأرجح معمار الفيلات الكبرى الاستعمارية ما بين هندسة الفندق الباريسي ونظيرتها الموجودة على شاطئ أزير الفرنسي بأسطحها وشرفاتها. إلا أن الفيلات المثيرة للانتباه والتي تصدر بالمجلات المعمارية المختصة هي الفيلات المغربية الحديثة مثل فيلا “المقري” (هدمت حاليا) المتميزة بالعناصر الجمالية المغربية والتصفيف الذي يذكرنا بالفنادق الباريسية الخاصة. عند مجيء جيل جديد من المعماريين المتشبعين بالمبادئ الحديثة عند نهاية العشرينات، سيترتب عنه التخلي تدريجيا عن استعمال التزيين المتبع لصالح آخر جديد[45].
سنوات الثلاثينات “الطريقة الموريسكية“
عرفت سنوات الثلاثينات تغييرا تمثل في الرفاهية والعصرنة اللتان أصبحتا إبداعا معماريا اندثرت على إثره الطريقة الموريسكية بزخارفها المتعددة. سيعمل الجيل الجديد من المعماريين القادمين إلى الدار البيضاء في أواخر العشرينات على تطبيق ما تعلموه بمدرسة الفنون الجميلة بباريس من نظريات عصرية. سيعوض التزين الذي كان يهتم بالشرفات وغيرها بالعمل على الأحجام قصد ربح المجال، وإن هاجس الرفاهية المنبعث من الطبقة البرجوازية في الدار البيضاء جعل العمارات مجهزة بالمصاعد وأماكن رمي النفايات وكذلك المرآب والحمامات. كالتحف الفنية الراقية، تأخذ العمارات الفخمة بوسط المدينة أسماء مصمميها، لتصبح بعد ذلك مرجعية معمارية ضمن معالم ” المدينة الجديدة”. غير أن مهارات المعماريين الحقيقية تظهر في الفيلات التي جربوا فيها آخر اكتشافاتهم في مجال السكن والراحة. وبوفرة البنايات المختلفة أجمعت الآراء الدولية على القول بأن الدار البيضاء عاصمة المعمار العصري بامتياز[46].
- عمارة Levy Bendayon
إن بناء هذه العمارة سنة 1928 من طرف المهندس المعماري ” Marius Boyer”تدشن الحركة العصرية الممثلة لسنوات الثلاثينات والمنظور إليها كطابع قوي لمعمار البيضاء الحديث.
- عمارة Moretti-Milone
بنيت العمارة التي تتكون من إحدى عشر طابقا من طرف “Jabin Piere”، فهي تحتل ساحة الأمم المتحدة، وتدشن مرحلة البنايات العالية لسنة 1934 في مركز المدينة. لم تعد جمالية العمارة مركزة على الواجهة التي أصبحت ممثلة بالخطوط العمودية والأفقية بل تم التركيز أكثر على التجهيزات الداخلية.
سنوات الخمسينات
مثلت سنوات الخمسينات فترة رخاء اقتصادي مما أثر آنذاك على الإنتاج المعماراي ملائمة ذوق البرجوازية البيضاوية المتشبعة بالثقافة الأمريكية مع النمط الجيدة لجيل المهندسين المعماريين لتلك الفترة أدى بهذه البرجوازية إلى اختيار أشكال الفيلات ذات البصمات الكاليفورنية. ففيلات سنوات الخمسينات قد طبعتها شخصيات مصمميها بشكل كبير. إن هذه الأعمال الفنية الشخصية تبهر بجرأتها المعمارية الجديدة والإبداع في أشكال الهندسية، لكن انتشار هذا اللون لا بعني الإجماع عليه، فتنوع الأشكال سيواكب اختلاف الطبقات: فإذا كان الطابع الجد الحديث يبهر الطبقات الميسورة، فإن البرجوازية الصغيرة أخذت تشيد داخل أحياء السيال “CIL” فيلات ذات طابع مختلط يجمع بين الخطوط الكبرى لمعمار الجنوب الفرنسي. عرفت سنوات الخمسينات تسجيل ابتكار “السكن من أجل الأكثرية” من طرف إيكوشار وفريقه خلال سنة 1950. سيؤدي تنفيد البرنامج العمومي للسكن إلى خلق مجموعات كبيرة للسكن المناسب موجه للمسلمين، واليهود، والأوروبيين. وعلى سبيل المثال فالحي السكني لكريان سنطرال سوف يمتص مدن القصدير وذلك بالمحافظة على العادات التقليدية للمسلمين، وحي العنق المحتمل أن يعيد اسكان 18000 يهودي مغربي القاطنين أصلا بالمدينة القديمة، وكذلك حي بورنازيل (1954) الموجه للجالية الأروبية الجد متواضعة. بالموازاة مع ذلك، تكاثرت وسائل الترفيه وأدت إلى خلق النوادي الخاصة ودور السينما مثل لوتيسيا “Lutetia” سنة 1950 أو تنمية محطات الخدمات والمرائب كمرآب فولفو سنة 1950 الذي يمثل معمارا فريدا. وبعد الاستقلال تواصلت الثقافة المعمارية لسنوات الخمسينات وامتدت حتى سنوات الثمانينات، حيث سيلاحظ تدفق ظهور أشكال معمارية عصرية.
- فيلا سامي سويسة Sami Suissa
إن النوع الأكثر عصرنة لما بعد الحرب دشن ببناء هذه الفيلا من طرف جان فرنسواز زفاكوJean François Zevaco سنة 1947، والتي اعتبرت في حد ذاتها ثورة وإحدى شعارات المدينة المذكورة غيرما مرة في مجلات الهندسة المعمارية العالمية.
- عمارة الحرية
إن عمارة الحرية بطوابقها السبعة عشر والتي بنيت سنة1949 من طرف ليوناز موراندي، تعتبر أول تجربة إفريقية، عمارة ذات شقق بعلو كبير. توجد بشارع الزرقطوني، وهي اليوم واحدة من معالم المدينة.[47]
تراث معماري مهدد
سجلت مدينة الدار البيضاء ضمن قائمة التراث العالمي لليونسكو،[48][49] بعد أن قدم طلب التسجيل إلى اليونسكو في 27 نونبر 2013، وهكذا انضمت إلى “قائمة مواقع التراث العالمي في المغرب” نتيجة الرغبة الملحة في إعادة تقييم التراث المعماري والحضري البيضاوي، كتراث ثقافي إنساني ذو قيمة كونية خاصة، من بوابة الساحتين العربية والإفريقية انفتاحا على الكوسموبوليتية منذ البداية المبكرة للقرن العشرين، ويعتبر الفيلم الهوليودي العالمي كازابلانكا (فيلم) أحد معالمها ومن روائع الفن السابع. واكتسبت المدينة خصوصيتها القرنعشرينية العتيقة، كونها كانت مأهولة بالمغاربة المسلمين واليهود إضافة إلى الأوربيين من جنسيات مختلفة، إسبان وإيطاليون وبرتغاليون وفرنسيون وأفارقة جنوب الصحراء، ادياء وصيادين وحرفيين وبنائين وتجار ومستثمرين وأساتذة.
وتجمع المدينة بين ما هو تاريخي قديم وماهو حديث في تنسيق معماري فريد من نوعه ساهم فيه المهندسون الأوربيون بشكل بارز، مما أنتج مدينة بمعالم ثقافية كوسموبوليتية بامتياز، وهم استوحوا من طرازي “آر ديكو” و”آر نوفو” وأضافوا إليهما زخرفات مغربية تقليدية، واستعمال الزليج، الجص والنحت الجص وعلى خشب الأرز، فأعطى هذا التمازج أسلوباً فريدا.
من معالمها على مشارف المدينة العتيقة، حيث كانت بناية “الإكسلسيور” القديمة، أحد أهم المقاهي التي يقصدها المثقفون البوهيميون، المقهى التي صممت اسنة 1916، حيث كانت المدينة خليطاً متنوعاً من السكان حيث يمكن للعارفين بالماضي اقتفاء أثر وحنين أيام هامفري بوغارد، وإنغريد برغمان. هندسة مبنى الإكسلسيور بسيطة لكن تحتقظ تفاصيل فريدة من حديث الماضي. مطلية بالكلس الأبيض ومزينة بالزليج الأندلسي الأخضر الذي يعود إلى قرن من الزمن. ويعتبر هذا التسجيل ضمن أهداف المنظمة في حفظ التراث العالمي للقرن العشرين.
السياحة
- طالع أيضًا: السياحة في المغرب
المدينة القديمةكانت عبارة عن مجموعة من الأسوار تحيط بمدينة الدار البيضاء القديمة، في سنة 1770 دعم السلطان سيدي محمد بن عبد الله هذه الأسوار. وتعد الصقالة رمزا لحكمه. وهذا المعقل، الذي تم الآن تجديده ليصبح مطعما، يقدم مشهدا بانوراميا على المدينة والميناء، وهومحمي برصيف اصطناعي يقدر طوله ب 3180 م بني في أوائل القرن العشرين. منار ة الحنك، التي بنيت سنة 1920 والتي تسهل عملية الوصول إلى الميناء، عنوان على النجاح الاقتصادي للمدينة. أما في غربي المدينة فسوف تجدون ساحة ” لا كوميدي”، وفيها يقع سوق وساحة تتوسطها قبة “سيدي بو سمارة”[50] | |
حي الأحباسشيد حي الأحباس في فترة الحماية، وذلك رغبة في القضاء على مدن القصدير التي كثرت بهوامش مدينة الدار البيضا[51] ء، وهو يعد من المعالم السياحية الكبرى في مدينة الدارالبيضاء، إنه حي ثقافي وحضاري بامتياز، ينفرد بأقواسه وبنائه المعماري المستلهم من روح الهندسة العربية والإسلامية بالإضافة إلى لمسات من الهندسة الغربية والأوروبية من بقايا الحقبة الاستعمارية.[52] | |
مسجد الحسن الثانيمسجد الحسن الثاني هو مسجد يقع في ساحل مدينة الدار البيضاء، بالمغرب، وهو أكبر مسجد في البلاد وسابع أكبر مسجد في العالم، مئذنته أندلسية الطابع ترتفع 210 متر(689 قدم) وهي أعلى بناية دينية في العالم[53].شيدت صومعة مسجد الحسن الثاني طبقا للمعمار المغربي-الأندلسي، تمتاز بالرخام الذي يكسوها، وهي مزودة بمنارة وجامور بثلاث تفافيح نحاسية. يشد انتباهك ليلا شعاع لايزر موجه من قمتها نحو الكعبة الشريفة لبيان اتجاه قبلة المسلمين، يصل مداه إلى 30 كلم. توحي الزخارف المنقوشة على الواجهة الرخامية لصومعة المسجد بالصوامع المرينية. أما الألواح الزليجية المزينة للجهة العليا للصومعة باللونين الأبيض والأخضر، ألوان السلم والحياة. | |
كورنيش عين الذيابيمتد على طول الشاطئ وهي واجهة بحرية تضم سلسلة مسابح وفنادق ومقاه ومطاعم جميلة ويتمتع السائح فيها بكل ما يطلبه من شمس ورمال وشواطئ وكل ما يشتهيه من المناظر الطبيعية. أضيفت بنايات مختلفة حديثة لاستكمال عمليات التهيئة الأولى لتجعل من كورنيش الدار البيضاء المكان الخالد للموضة.[54][55] في الوقت الحاضر يساهم المدار الساحلي للكورنيش في نمط حياة البيضاويين حيث يجمع كل مكونات المجتمع البيضاوي المتعطش للترويح عن النفس بالترفيه والتمتع بالهواء الطلق | |
شارع محمد الخامسعلى امتداد كيلومترين يتباهى شارع محمد الخامس بعمارات ذات أناقة فرنسية، وبنايات تجمع بين اللمسة الفنية الأصيلة والديكورات العصرية.. هي واجهات من بين أجمل ما في المدينة البيضاء.. فسحر هذا الشارع يجمع بين الفن والهندسة، ويشهد على مرحلة تاريخية بعبق الثلاثينيات وعمران حقبة شهدت أوجه ثرائها الحضاري في سنوات ما بين الأربعينيات والخمسينيات من القرن لماضي[56]. |
المجتمع
الرياضة
- طالع أيضًا: الرياضة في المغرب
الدار البيضاء، عاصمة الرياضة المغربية، وهي أكبر قطب رياضي، حيث عرف منذ القدم، بالمنافسات الرياضية الأكثر شيوعا في المملكة والعالم، وخاصة كرة القدم، فالدار البيضاء هي مقر الناديين الأشهر وطنيا، نادي الوداد الرياضي البيضاوي الذي تأسس سنة 1937، انطلاقا من فرع السباحة، ليمتد إلى رياضة كرة القدم، التي تسيد مجالها في الدار البيضاء، وفريق الرجاء الرياضي البيضاوي، التي تأسس فيما بعد ليصبح الغريم التقليدي للوداد. بل الفريقين المتنافسين بكل معاني الرياضة، سواء تاريخا أو تنوعا في الرياضات والإمكانات وحتى الوسائل…، ولقاء هذين الفريقين يسمى الديربي البيضاوي، وهو أقوى لقاء تعرفه البطولة الوطنية، كما تعرف الدار البيضاء أكبر قاعدة مشجعة للرياضة[57].
وتجدر الإشارة إلى أن البنية التحتية كانت تعتبر وإلى الأمس القريب هي أرقى البنى الوطنية المغربية، وأفخم التجهيزات، كتوفرها على مركب محمد الخامس الذي أسس سنة 1955، لتجد هي الأخرى اليوم، وبعد الدفعة الملكية، بالسياسة الرياضية بهدف النهوض بالرياضة الوطنية، وتشييد المركبات الرياضية ودعم النوادي وتشجيع الرياضيين، ومحاربة المنشطات، والاهتمام بالفئات الرياضية الشبابية. وبهذا تكون الدار البيضاء قطبا للرياضة الوطنية المغربية في مختلف الرياضات:
- كرة القدم: وتعتبر الرياضة الأولى للمغاربة.
- كرة السلة: وهي ثاني الرياضات متابعة لدى المغاربة.
- كرة اليد
- التنس أو كرة المضرب: وهي الرياضة الموسمية التي تتوفر على جمهور متتبع واسع في المغرب، ليس بخصوص البطولات الوطنية وانما حتى العالمية وتنظم المدينة إحدى بطولات التنس 250 نقطة وهي بطولة الدار البيضاء للتنس.
- وغير ذلك من الرياضات الجماعية والفردية: كالفول كونتاكت، والملاكمة، وألعاب القوى، وغيرها…
الصحة
تحتضن جهة الدار البيضاء عددا من المستشفيات الإقليمية (10 مستشفيات) ومركزا وطنيا لمحاربة داء الجذري والمراكز الصحية (حوالي 120 مركزا) ومستشفى للأمراض العقلية بتيط مليل، ودورا للولادة (11 على الأقل) ومستشفى جهوي[58].
التعليم
- مقالة مفصلة: التعليم في المغرب
- طالع أيضًا: قائمة الجامعات في المغرب
بالدار البيضاء يتابع بالسلك الابتدائي 398713 تلميذة وتلميذاً دراستهم. وتصل نسبة التمدرس الخاصة بالفئة العمرية 11/6 سنة 96,25% على الصعيد الجهوي وبالوسط القروي في حدود 92%. أما فيما يخص الثانوي الإعدادي، فقد انتقل عدد الإعداديات العمومية من 172 إلى 178 إعدادية، حيث عرف هذا السلك تنامي وتيرة بناء الحجرات الدراسية في السنوات الأخيرة نتيجة تدفق أعداد التلاميذ الوافدين من السلك الابتدائي بفعل تحكم الخريطة المدرسية في نسبة النجاح. وسينعكس هذا التدفق على السلك الثانوي التأهيلي أيضا لنفس النهج. أما عدد المتمدرسين بالثانوي الإعدادي، فقد وصل إلى 205793 تلميذة وتلميذاً مع تراجع نسبي وصل إلى 3%، وذلك بسبب النسبة التي تم تحقيقها على مستوى الالتحاق بالثانوي التأهيلي، وهي التي ترتكز على النزول إلى معدل 8,50 كعتبة و8 فقط لكل من استوفى سنوات التكرار. وإذا كان تمدرس الأطفال معمما تقريباً في المستوى الابتدائي، فإن الأمر بالنسبة للثانوي الإعدادي مازال دون التعميم نسبياً، إذ تصل النسبة الصافية إلى 83,3% ومقارنة مع ما هو مسجل وطنياً. 53,9%، فإن الوضعية بالجهة تكاد تبدو مريحة وأن المخطط الاستعجالي يطمح إلى التعميم للفئة العمرية 14/12 عند المدة المحددة له. عدد المؤسسات الابتدائية التي استغلت خلال الموسم الدراسي 2009/2008 هو 435 مدرسة. أما الحجرات المستعملة فهي 6280 حجرة، حيث تمت إضافة مدرستين عن الموسم السابق. أما عدد المؤسسات بالثانوي الإعدادي خلال الدخول المدرسي 2009/2008 فهو 178 إعدادية وعدد الحجرات المستعملة للتدريس 4316 حجرة، بزيادة 6 مؤسسات و102 حجرة عن الموسم السابق[59] .
مشاريع تحديث الدار البيضاء
مارينا الدار البيضاءيهدف مشروع” “الدار البيضاء مارينا ” إلى وضع المدينة في مصاف العواصم الكبرى، وبفضل موقعه الاستراتيجي بين البحر، ووسط المدينة، وجوانبه الحديثة، يشكل المشروع إضافة نوعية، تدعم سمعة مدينة الدار البيضاء الكبرى السياحية. وهو مشروع سياحي عقاري ضخم يقدر فيه بنحو 8 مليارات درهم[60]، ويقام المشروع على مساحة 26 هكتارا بين ميناء الدار البيضاء ومسجد الحسن الثاني[61] ، ويتكون المشوع من شقق سكنية، ومكاتب إدارية، وثلات وحدات فنادق، وقصر مؤتمرات بسعة3500 مقعد، بالأضافة إلى 60.000 متر مربع من فضاءات تسوق وخدمات، ومساكن فاخرة تتكون من عشرة مبان بارتفاعات مختلفة وتصاميم ومنتجات مختلفة. | |
موروكو موليعد المركز التجاري “موروكو مول” المطل على المحيط الأطلسي وجهة التسوق الأساسية في حوض البحر الأبيض المتوسط وأفريقيا، وكان قد افتتح في ديسمبر الماضي[62]. وتبلغ مساحة المجمع التجاري الإجمالية 250 ألف متر مربع، ويحتوي المركز على 350 محلا تجاريا تقدم منتجات 600 علامة تجارية عالمية. وإضافة إلى المتاجر]، يتضمن المركز العديد من المطاعم والمرافق الترفيهية ومواقع الاستراحة ومساحات خضراء واسعة. | |
برج دبي كازابلانكا تاورزهو عبارة عن برج ظخم أشبه بمجمع متكامل للأعمال والتسوق والسياحة والترفيه، يتكون من فندق فاخر ومجمع للشقق المفروشة والسكنية، يمتاز المشروع بتصميم هندسي فريد، مما يتوقع معه أن يصبح فور إنجازه رمزاً من دبي في مدينة الدار البيضاء وأحد أروع المعالم على مستوى شمال أفريقيا، وتجري دراسة هذا المشروع ضمن برنامج تهيئة منطقة «منارة العنق» الواقعة على كورنيش الدار البيضاء، وهو المشروع الذي تملك منه «سما دبي» حصة 70 في المائة، فيما يملك فيه «صندوق الإيداع والتدبير» المغربي حصة 30 في المائة[63]. |