بدأ افتتاح المعرض المنفرد بكلمة ترحيب قدمتها الآنسة عليا ريان مديرة الحوش. أبرزت الآنسة ريان في البداية اهمية هذا الحدث وهو ثاني معرض يتم في حوش الفن الفلسطيني للفنان النوباني؛ “حيث جرى اول معرض منفرد للنوباني في الحوش عام 2006، وقد كان بمثابة اللحظة الحاسمة في تاريخ المؤسسة.” كما تطرقت لمسألة الهوية والانتماء في أعمال النوباني وكيف انها عبرت عن الجمهور الأوسع وليس فقط عن ذاته: “تعريف الأمة، والفضاء الثقافي والانتماء هي مواضيع متكررة في الأعمال الفنية لإبراهيم نوباني. إن معضلة الفنان الداخلية حول الانتماء تبرز وتكشف قوتها الذاتية… ويمكن استخدام أزمة هويته كمثال على ضرورة نقاش النفس الفلسطينية الساكنة”.
عبر مازن قبطي، عضو المجلس الإداري في حوش الفن الفلسطيني ومتذوق للفن، وهو احد اقوى الداعمين للفنان نوباني، في كلمته قائلاً: “باعتقادي، القنان ابراهم نوباني هو احد أهم الفنانين التشكيليين الفلسطينيين، وتتميز أعماله بالتقنية العالية والحساسية الشخصية المرهفة”.
“ثقب أسود يحجب الشمس” هي مجموعة من اللوحات التي تحكي مسيرة الفنان نوباني. يواصل الفنان بناء لوحاته طبقة تلو طبقة الى ان يحقق مستوى الرضا المنشود. إن روح الفنان نوباني تسكن في لوحاته. وإن بحثه عن هوية الذات يعادل بحثه عن منزل آمن ومستقر قد يريحه من حياة الترحال. تلك هي الرحلة التي تحكيها لوحاته. إنها تسعى لغريزة الحياة في عالم مر، فهي تعبر احياناً عن المفارقات في مزيج من الألوان الجميلة المفعمة، واحياناً أخرى تستخدم درجات اكثر داكنة من الألوان المعتدلة. وخلال معاناته من قضية الهوية، والعيش في ظل القيود المستمرة تحت سيطرة الحكومة الإسرائلية منذ عام 1948، نما لدى الفنان نوباني حالة نفسية مركبة يعكسها بقوة في فنه. وعلى قدر ما يعبر عمله في معظمه عن صدمته النفسية الخاصة وعن معاناة الفلسطينيين الذين يعيشون في الأرض المحتلة عام 1948، فإن عمله يعكس أيضاَ معاناة كل مجتمع مقهور. لقد تأثر فن نوباني وصدمته النفسية بشكل جزئي وعميق بعدوان الحكومة الإسرائيلية على مخميم اللجوء في جنين وتدميره أثناء الانتفاضة الثانية.
رولا خوري، القائمة على معرض “ثقب أسود يحجب الشمس” هي مؤرخة وناقدة في مجال الفن. وهي حالياً تتابع دراستها لنيل شهادة الماجستير الثانية في كتابة ونقد الفنون في كلية الفنون البصرية في نيويورك. ذكرت الآنسة خوري بعد مساعدتها في تنظيم معرض الفنان نوباني الذي عقد في حوش الفن الفلسطيني عام 2006، “لقد أوجد نوباني المعنى الخاص به واكتشف ذاته من خلال عمله الفني. لكننا حين نعجز عن تعريف العدم، فإننا نتضائل الى حدود الوجود الخالص. إن استخدام نوباني لمراكمة الطبقات ليس استراتيجية جمالية فحسب، بل إنه بمثابة خريطة لرحلته في غياهب العدم”.
تخلل الافتتاح عزف موسيقي بدعم من الاتحاد الأوروبي، وقد أدى العزف المؤلف الموسيقي سامر راشد ومجموعة من زملائه الموسيقيين. وفقا لما نشر بصحيفة PNN .