جميل قاشا
جميل قاشا (1958 جسر الشغور – ) فنان تشكيلي (نحات) سوري. تخرج من كلية الفنون الجميلة في دمشق عام 1982. وأقام معارض عديدة في سورية تجسدت في النحت على الحجارة المستخرجة من نهر العاصي والنهر الكبير الشمالي، كما أقام معرض نحت في امستردام بهولندا عام 1993.
جميل قاشا
مواليد جسر الشغور 1958
إجازة في الفنون الجميلة ـ جامعة دمشق 1983
المعارض:
1989، صالة إيبلا ـ دمشق
1990، صالة عشتار ـ دمشق
1991، صالة السيد ـ دمشق
1993، صالة الفن الحديث ـ هولندا
1994، صالة السيد دمشق
1995، صالة انانا ـ دمشق
1996، صالة السيد ـ دمشق
2000، صالة نصير شورى ـ دمشق
2004، صالة كلمات ـ حلب
2006، صالة السيد ـ دمشق
وفي كتالوج التعريف بالفنان جميل قاشا، نقرأ هذه الإضاءة لصالة “تجليات“:
منذ آلاف السنين وذاك الحجر مغمض العيني غافياً في حضن التراب. أو منسياً في ماء النهر. و عندما تحلق عينا قاشا من علو الحب، تبدأ الأشكال والألوان تركض حافية إلى الصخور والأحجار كفراخ الحجل إلى أمها. وحين تنقض أصابع قاشا على حجر.. تسيل العذوبات، يكون بلا روح فيصير طائراً! يكون بلا صوت فينتفض لحناً! يكون بلا شكل، فيصير جمالاً!.
قاشا والطبيعة من حوله. كما الكلمات الجميلة. والصوت الرخيم. غناء متواصل من البحث والصيد والتشكيل. إنه صيد في الجوار القريب من منزله. فالسحالي التي تدب على جدران مشغله. تصير من أحجار. وكذلك اليوم الذي يستريح على الأغصان القريبة. يصير من حجر. الصبايا. الغزلان. الثيران. حتى الزهور ونواطير الحقول الوهميين.
النحت بالنسبة لقاشا انتماء للمكان أولا. وانتماء إلى الجمال أولاً. ورغم ألم النحت. ومخاضاته اليومية. إلا أنه فرح. يشبه الولادة!. شغب يشبه الحرية. بحث يشبه العشق. هذا كله يشكل حالة فهم. استقراء لرهبة الشكل في الطبيعة. واستقراء من نوعت آخر لغموض الأسرار. في الحجر. وكلما اتّحدت وغرقت العين واليد مع هذه الأسرار كلّما أصبح متاحاً التقاط إشارات الحجر. فمن الخارج لحن، ومن الداخل ثمة وهج، وكل هذا يأخذ إلى اكتشاف جديد، ويبعث حياة من جديد في الحجر الميّت. استقراء قاشا يمتدّ من فهم الطبيعة والخامة إلى فهم الشكل والحالة، فالنحت قد يكون على السطوح ليبقى الحجر متشحاً بطعم التراب والمكان وتأثيرات الزمن، وقد يمد إلى عمق المادة، حيث صرخة الحجر الجمالية. فهمّ قاشا لا يقف عند حدود الجمالي أو حالة الرؤية بل يمتد إلى إيقاعاتها النفسية والاجتماعية والفكرية. فذات الشكل له أكثر من حضور، فالبومة ليست مجرد طائر ليلي من حجر، بل كرمز للمعرفة والحكمة وقد يكون عند البعض مصدر للخوف، ولكنه الخوف من العتمة والمجهول. ومصدره الداخل وليس البومة! الثور أيضاً، هو الآخر رمز قادم من الأسطورة كمعنى للقوة والحرية، والانعتاق من القيود، وفي الوقت نفسه هو توازن وانسجام وجمالي وتشكيلي، وهكذا الحرباء، رمز للون والتلون، والاتحاد مع الطبيعة، وصولاً إليه ليس تأليف وانسجام وحسب، بل توضع وارتكاز في الهواء، لتشكل حالة الرؤية، والرؤية كفهم لدى قاشا تكون بالجمع بين الجمال والخفة، الشكل والحركة، وصولا إلى حب الحجر. صالة تجليات.