قصة “شارع الغورية” وتحوله من أعرق أحياء القاهرة الفاطمية لـ”سوق ملابس”
جهاد نصر
الخميس 17/أغسطس/2017
“حي الغورية” حي عمره 500 سنة، وبه الكثير من المساجد الأثرية، التي لم تحظ بأي اهتمام في الآونة الأخيرة، بسبب الإهمال وعدم الرقابة من وزراة الآثار، بل ووصل الأمر إلي تحول المكان إلي سوق للملابس، وتم استخدام جدرانه المساجد لرفع الملابس، ومحت تلك المعلقات الطراز المعمارى الأصيل، ذلك الشارع الذي يضم مجمعا ضخما للآثار الإسلامية من العصر الفاطمي والأيوبي والمملوكي ويحتفظ بطابعه الأثري الفريد، ولا يحتوي أي مكان آخر علي مثل هذه الأماكن الأثرية، ولذلك كتب الأديب الراحل نجيب محفوظ ثلاثيته الشهيرة: “قصر الشوق،السكرية، بين القصرين”.
تاريخ الحي
حى الغورية أو منطقة الغورية شارع عريق يقع في منطقة الجمالية في القاهرة الإسلامية، أسسه السلطان “قنصوة الغوري”، وهو آخر سلاطين دولة المماليك، يتعدى عٌمر حي الغورية عمر بعض دول العالم، ويتوسط شارع الجمالية والجامع الأزهر، ويتقاطع مع شارع المعز لدين الله الفاطمي، وكانت به دكاكين لصناعة وخياطة الملابس السلطانية، وكان أشهر الأماكن لشراء الهدايا من الأقمشة الجيدة ويعتبر الآن سوق الملابس والمفروشات الأول لكثير من الناس.
وترصد “أهل مصر” في هذا التقرير أهم معالم حي “الغورية”، والتحول الجذري الذي وقع عليه..
أهم معالمه
تقع مجموعة فريدة من المباني الأثرية على ناصية شارع المعز التاريخي، الذى يعتبر أطول شوارع العالم الأثرية عند تقاطعه مع شارع الغورية. وتعد المجموعة الواقعة في الشارع عددا من المواقع الأثرية، التي تتكون من الآتي:-
وكالة الغورية
وهي عبارة عن صحن كبير وحوله محلات متراصة في أربعة طوابق كانت مخصصة لاستقبال التجار ببضائعهم، وكان بها مكان للدواب ومخازن للمحاصيل وأماكن لمبيت التجار الوافدين، غير أنها تتبع الآن وزارة الثقافة باعتبارها أثرًا ومركزًا للفنون، والتي لا تزال تحتفظ بطابعها المعماري الأصلي.
سبيل الغورية
من أبرز ما تتميز به مجموعة السلطان الغورى نظرًا لكونه سبيلًا ذا طراز محلى، حيث يضم ثلاثة شبابيك للتسبيل تطل جميعها على كل من شارع الأزهر وشارع المعز لدين الله، وكانت هذه المنطقة تمثل قلب القاهرة الفاطمية ومركز تجارتها.
مدرسة الغورية
فرشت أرضيتها بالرخام الدقيق الصنع والمزخرف بأشكال هندسية رائعة الجمال وأرضية السبيل من الرخام الأبيض المزخرف.
مسجد الأقمر
أحد مساجد القاهرة الفاطمية، والذي يوجد في شارع النحاسين، وقـد بناه الـوزيـر المـأمون بن البطايحى بأمر من الخليفة الآمر بأحكام الله سنة 519هـ، وسمي المسجد بهذا الاسم نظرًا للون حجارته البيضاء التي تشبه لون القمر، وهـو أول جامع أيضا فيه الواجهة موازية لخط تنظيم الشارع بدلا من أن تكون موازية للصحن، ذلك لكى تصير القبلة متخذة وضعها الصحيح.
الإهمال
أدي الإهمال وعدم الرقابة علي المناطق الأثرية إلي تحول أجمل أحياء القاهرة، إلي سوق للملابس، حيث المساجد في تلك الأيام لا يوجد أي اهتمام بها، حيث أن الملابس معلقة على جدرانها واليفط فضلا عن القمامة وتحولها إلى مأوى للمشردين، والباعة الجائلين يحيطون بقصر ووكالة الغورية، وإشغالات المحلات أمام أبواب المساجد والقصور الأثرية، أدي إلي تلاشي اللمسات الساحرة للمبانى العتيقة الموجودة بالحي.