أبدوا ارتياحهم لإدراج فن التصوير الفوتوغرافي في المهرجان
نقاد ومصورون يعتبرون جائزة الإبداع العراقي إزالة للحصار عن العدسة العراقية
2016 الثلاثاء ,30 آب / أغسطس
بغداد – نجلاء الطائي
أبدى نقاد ومصورون فوتوغرافيون ارتياحهم لإدراج فن التصوير الفوتوغرافي ضمن حقول جائزة الإبداع العراقي، لما للصورة الفوتوغرافية أهمية كبرى في عالمنا المعاصر، وتوثيقها لتاريخ صادق ومهم في حياة هذه الأمة على الصعيد السياسي والفني والأدبي.
وقالوا إن الصورة الفوتوغرافية أصبحت وثيقة مهمة للأجيال المقبلة، وكان المصور الفوتوغرافي هو الأمين الصادق في نقل الحدث بكل مفاصله بصدق وأمانة ودون انحياز أو إضافة أو تشويه وإخفاء للحقيقة.
يقول عبد الرسول الجابري الناقد والمحكم الدولي والمدرب المعتمد من أكاديمية المصور العربي “إن الجائزة هي بمثابة فك الحصار عن العدسة العراقية، إضافة إلى انها وجه متميز وخطوة فعالة لاكتشاف الطاقات والمواهب العراقية الدفينة وإزالة الغبار عن الكثير من المبدعين التي تراكمت أمام وجوههم أسوار الخنق الإبداعي.
وعن كيفية بناء ضمير فني يرتقي بالذائقة الفنية العامة وينهي التعتيم؛ لفتح مفتاح الضوء لرؤية جائزة الإبداع لمن يستحقها يؤكد الجابري “إذا كنا جادين في صناعة الفن الإنساني والاستفادة من خبرات من لهم التجربة الرصينة على الصعيدين العربي والعالمي، والابتعاد عن المحاباة والمجاملات والجدية في بناء الثقافة البصرية التي تحمل طابعاها العراقي الأصيل”.
وعن كيفية الخروج بنتيجة ترضي الجميع يبين الناقد “إذا كنا نمتلك ثقافة بصرية رصينة والثقافة هنا لا تقتصر على الفوتوغرافي فحسب، وإنما ثقافة المتلقي لها دور كبير في البناء والمساعدة على الإنتاج والإبداع.
وثمّن رئيس اتحاد المصورين العرب فرع أوربا وأميركا، سمير مزبان دور الجهات الرسمية وشبة الرسمية، وكل من ساهم في العمل الجاد على هذه الجائزة المهمة للمبدع العراقي .. الذي يستحق وبجدارة هذه الجائزة لما يقدمه من عمل إبداعي كبير على الصعيد العراقي والعربي والعالمي، ولدينا الكثير من المبدعين العراقيين الذين نالوا جوائز كبيرة عالمية وعربية في الفنون والثقافة والآداب.
وأشار مزبان إلى إن الفوتوغرافي والمصور العراقي عانى بشكل خاص من التهميش وعدم التقييم والتكريم والمشاركة في المهرجانات والفعاليات والجوائز التي تقام في العراق خلال السنوات والأعوام الماضية.
وقال “لأمانة المصور العراقي وصدقه وإبداعه يستحق نيل جائزة الإبداع العراقي التي يطمح كل مصور أن يحصل عليها وفق الضوابط والشروط التي تضعها لجنة التقييم، التي نفضل أن تتكون من أكاديميين فوتوغرافيين لهم تاريخهم الفوتوغرافي المعروف، ونزاهتهم في العمل المهني الفني لكونهم أكثر قربًا ومعرفة بالصورة الفوتوغرافية .. هذه العوامل المهمة هي التي تساعد لجنة التقييم في وضع درجات التقييم للعمل الفني المرشح لنيل الجائزة، بعد أن خضع لكل الضوابط التكميلية – الجمالية التي وضعتها لجنة التقييم، إضافة إلى تاريخه وعطائه الفوتوغرافي خلال مسيرته الفنية والجوائز التي حصل عليها في مشاركته في المعارض والمسابقات العراقية والعربية والعالمية وما قدمة من منجز إبداعي فوتوغرافي .
وأضاف قائلًا” على هذا الأساس سوف نرتقي بالذائقة الفنية لدى المتلقي ويكون الاختيار ناجحًا للتقييم واختيار الأفضل لنيل الجائزة. ودعا مزبان النخب الثقافية والفنية والأكاديمية كافة لتفعيل هذه الجائزة من خلال المشاركة والاختيار الأفضل للأعمال المشاركة المتقدمة؛ لتكون إضافة مهمة في مسيرة الإبداع العراقي وفي تاريخ الحركة الثقافية والفنية في المنطقة.. وحينها سوف يطمح الكثير من المبدعين العراقيين داخل وخارج العراق للتنافس عليها لما لها من دور كبير في حياتهم .
ويقول عبد الرضا عناد المصور والمحكم الدولي إن فن الفوتوغراف هو فن صناعة الجمال وتكمن أهمية الصورة في موضوعها المتناسق بين الشكل و المضمون برؤية فنية متميزة، مضيفًا أن لجنة التحكيم تعمل وفق الخبرة/ والتجربة/ والثقافة البصرية للمحكم/ ويتداخل فيها الاكاديمي والمهني وتعتمد الضوابط العالمية في تقييم الصورة من خلال تقديم رؤيا فنية غير مألوفة تبتعد عن الصناعة المفبركة والتقليد و التكرار.
وأشار إلى أن الصورة تعد رسالة معبرة ذات مضامين إنسانية تتفاعل مع الظروف التي يمرّ بها بلدنا الحبيب.. نعم وهذا رأي جيد يعبر عن الاهتمام الكبير لراعي الجائزة ومدى احترامه لهذا الفن الجميل، مبينًا أنه لا يمكن الربط بين الفن والتجارة؛ لان فن الفوتوغراف من الفنون الجميلة و بالتالي هو فن غير ربحي ويحمل رسالة إنسانية يمكن لها أن تؤثر في الرأي العام المحلي.
أما صباح عرار المصور الصحفي في مكتب بغداد للوكالة الفرنسية يقول” جائزة الإبداع لفن الفوتوغراف.. تحصيل حاصل لبلد مثل العراق يمتلك هذا التاريخ الرائع والمزدهر لهذا الفن.. ناهيك عن أسماء للفنانين ومصورين صحفيين معاصرين لا يتسع المكان لذكر أسمائهم ..هم في طليعة المصورين في الشرق الأوسط” .
وعن حال التحكيم يقول عرار”أما حال التحكيم الآن يعتمد التصويت الإلكتروني .. اي كل محكم يعطي نقطة وتجمع النقاط بشكل منفرد اي حتى وان لم تكن اللجنة مجتمعة..
وأضاف ” يعمد معظم المصورين الصحفيين الى إيجاد سمات معينة لتمييز أعمالهم عن غيرهم من المصورين، خصوصًا اذا توافرت للجريدة الإمكانات الخاصة بها.. مشيرًا إلى أن براعة المصورين وإبداعهم إلى جانب الإمكانيات المادية والآلية قادرة على أن تضيف إلى هذه السمات أبعادًا عميقة.
وتابع عرار” يعد التصوير الفوتوغرافي هو المرادف لفن الرسم القديم الذي انتشر في عصر الفراعنة والعصور القديمة، فمن خلال العدسة يقوم المصور بوضع تصوره للحظة الملتقطة من خلال عدسته لتبقى حية مهما تغير الزمان أو المكان الذي أخذت فيه الصورة ، وتصبح ملكًا للتاريخ.
وختم قائلًا” التصوير هو الأسلوب الأمثل الذي يعوض الإنسان عن تصور أدواته وحواسه.. عن التذكر المستمر والإبقاء على الحدث أو الغرض مدونًا بطريقة صادقة.. ومع تطور الصحافة أصبح الفن الصحافي الحديث فنًا بصريًا يعتمد على الصور.