ياسمين أتاسي… سفيرة أهل الفن السوري في الخليج العربي
الخميس 15 كانون الثاني 2009
غادرت مدينة “حمص” في العام 1995 متجهة إلى عاصمة المال والفن “دبي” لتؤسس واحداً من المراكز الأولى التي تعرض للفن العربي والسوري بشكل خاص.. وتكون سفيرة لأهل الفن في سورية وتقدم نخبة أعمالهم الفنية في المجال التشكيلي والنحتي، السيدة “ياسمين أتاسي” صاحبة غاليري “غرين آرت”
التقاها موقع eSyria يوم الاثنين 12/1/2009 خلال تواجدها في ندوة الفن التشكيلي التي أقامتها احتفالية “دمشق” عاصمة الثقافة العربية على هامش افتتاح المرحلة الرابعة من فعالية إحياء الذاكرة التشكيلية السورية.
بداية سألناها عن مناسبة زيارتها إلى سورية فقالت: «تواجدي في سورية جاء بناءً على دعوة الأمانة العامة لاحتفالية دمشق عاصمة للثقافة العربية 2008 وبمناسبة افتتاح متحف الفن الحديث في “دمشق”، وسأقدم خلال ندوة اليوم عدداً من الموضوعات والأفكار التي من شأنها أن توضح أهمية وجود مراكز ومتاحف فنية في سورية وما تلعبه من دور في تحسين الأجواء الفنية وتعزيز التواصل الفني مع دول العالم.. إضافة إلى نقل جزء من التجربة التي عشتها في مدينة “دبي” من خلال تأسيس غاليري “غرين آرت” الذي يعتبر من أوائل المراكز الفنية التي تعرض للفن العربي والسوري منها تحديداً».
وأخبرتنا عن رأيها في سلسلة المعارض الفنية “إحياء الذاكرة التشكيلية السورية” التي قامت بإطلاقها احتفالية “دمشق” عاصمة للثقافة العربية تقول: «أعتقد أن هذه الفعاليات من أهم النشاطات الفنية في سورية ويجب أن تستمر خلال السنوات القادمة وتأخذ صفة دورية.. وتنبع أهميتها بصفة خاصة من كونها عملت على نوع من الأرشفة
اسمين اتاسي الى اليسار خلال تواجدها في الندوة |
والتوثيق للفن التشكيلي السوري خلال السنوات الماضية، ومن خلال تواجدي في الإمارات ألاحظ أن الجيل الجديد من الفنانين التشكيليين السوريين يجدون سوقاً تجارياً واسعاً ليس في الإمارات فقط وإنما في كل الدول الخليجية، إلا أن الملتقيات والمعارض الفنية تعطي دائماً الفنان خيارات أوسع للمشاركة وتقديم أعماله الفنية بعيداً عن السوق التجارية لأن ذلك من شأنه أن يخلق تواصلاً حياً ومباشراً مع الجمهور ويتعرف الفنان من خلالها على الانطباعات والآراء حول أعماله، أضف إلى ذلك أن تواصله مع فنانين آخرين يمنحه تجارب مختلفة ويتحول الفن إلى فكر وعطاء بعيداً عن الحركة التجارية».
وللفن السوري مكانة مميزة في دول الخليج خاصة في السنوات الأخيرة تقول “ياسمين”: «منذ العام 1995 كنت أقدم الأعمال الفنية السورية إلا أن أحداً هناك لم يكن يعلم بشأنها ومن قام بصنعها.. وحين كنت أعرض لوحات للفنانين السوريين من أمثال “فاتح المدرس، لؤي كيالي”، ونضع سعراً بحدود ألفي دولار للوحة يستغربون الأمر ويدهشون من السعر وكنا نسمع بعض الكلمات حول نوعية هذه المعروضات، أما خلال السنوات الأخيرة الماضية فالوضع أصبح مختلفاً تماماً وزاد الاهتمام بالفن السوري بمختلف أشكاله وأسمائه، وقبل أشهر قليلة فازت
من اللوحات التشكيلية السورية |
لوحة للفنان “فاتح المدرس” بأعلى سعر في مزاد “دبي”، وهذا دليل على أن الفن السوري يتقدم بخطوات واسعة ويلاقي رواجاً في الدول العربية، إضافة إلى سبب آخر هو تطور الحركة الفنية العربية بصورة عامة، واليوم تعرض لوحات الفنانين السوريين بمئات الآلاف من الدولارات وتجد من يقتنيها».
وعن رأيها بإقامة متحف الفن الحديث في “دمشق” قالت: «إقامة متحف الفن الحديث في “دمشق” خطوة هامة على طريق توسع الفن السوري والارتقاء به نحو الأفضل، وهذا المتحف يجب أن يكتمل خلال هذه السنة وليس في السنوات القادمة لأن من شأنه أن يحسن التجارب الفنية في سورية ويحقق التواصل مع الفنانين من مختلف دول العالم، خاصة وأن الفن تحول إلى شيء مجرد لا يملك جنسية وإنما ينتمي إلى العالمية بكل خصوصيتها وأبعادها.. من هنا سيكون متحف الفن الحديث واحة يجتمع فيها أهل الفن ويتواصلون فيما بينهم».
ذكرت لنا السيدة “ياسمين” حادثة حصلت معها خلال تواجدها في مطار “دمشق”: «تعليقاً على أهمية وجود متحف للفن في سورية ذكرت خلال محاضرتي لقاء عابراً جمعني مع أحد الفنانين البريطانيين الذي يعتبر اليوم واحداً من أبرز الوجوه الفنية في أوروبا، وسألته في
من القطع النحتية. |
مطار “دمشق” عن سبب زيارته إليها فأخبرني بأنه يعد مشروعاً فنياً خاصاً عن هذه المدينة.. من هنا أقول أن وجود متحف للفن كان سيؤمن مكاناً للقاء يجمعه مع فنانين سوريين ويتبادلون الأفكار والخبرات وربما الزيارات في وقت لاحق.. وأعتقد أن “دمشق” هي من أهم المدن التي لم يراها العالم إلى الآن بصورة كافية وهناك المئات من الفنانين في العالم يرغبون بزيارتها والتعرف على أهل الفن فيها».