“جكو” وواقعيته الرمزية.. في صالة “الشعب”
السبت 09 أيار 2009
حمل واقعيته ورمزيته من غربته، ليشاركنا بمخزونه البصري الذي يجمع فيه تراكمات حياته بتأثيرات كل ما عرفه من أرقى حضارات العالم الفنية ولم تغرِه إلا ألوان شمس سورية ليسلط بها الضوء على لوحته.
موقع “eSyria” بتاريخ 26/4/2009 كان في صالة “الشعب” للفنون الجميلة للقاء الفنان التشكيلي السوري المغترب “جكو الحاج يوسف” وحدثنا بدايةً عن أولى خطواته الفنية: «انتسبت لمركز الفنون التشكيلية بـ”حمص” عام 1968 واستمرت دراستي فيه لمدة ثلاث سنوات وفي هذه الفترة كنت ومجموعة من الأصدقاء نعمل باسم “أصدقاء الطبيعة” وكان لدينا نشاطات فنية نقدمها من خلال مشروعنا الشبابي آنذاك، كما عملت في مجال التدريس لفترة قصيرة بـ”حمص” في دار المعلمين ثم سافرت إلى “السويد” عام 1974 وبدأت مشواري هناك بالدراسة في المعهد العالي للفنون الجميلة حيث تخرجت منه عام 1983 كما عملت أيضاً كمدرس في “السويد”».
يتابع “جكو”: «وقد انقطعت فترة عن الرسم إلا أني عدت من جديد من حوالي العشر سنوات وبدأت بالعمل في مرسمي الخاص في “السويد”، وقدمت
بين الماضي والحاضر لون |
معارض كثيرة في الدول الاسكندينافية وألمانيا، ومعرضي الأخير هنا كان عام 2007».
يجمع “جكو” تأثيرات بيئية من مكانين مختلفين وتفُوق سنين وجوده في “السويد” عن وجوده في وطنه بعقد ونصف وعن ذلك يقول: «بطبيعة الحال يتأثر الإنسان بالبيئة التي يعيش فيها فكل بيئة لها خصوصية.. هواؤها وشمسها.. وتختلف تأثيراتها النفسية على الأشخاص ويبقي الفنان أسيراً لهذه البيئة، والفنانون هناك يرون ألواني جريئة ومختلفة عن ألوانهم فلابد من أني أحمل معي الضوء الموجود هنا في بلادنا الذي يجعل رؤيتي للألوان مختلفاً عن رؤية الفنان السويدي».
كنظرة محايدة وبعيداً عن الوسط الفني في سورية كان للفنان “جكو” رأيه بحركة الفن التشكيلي في سورية: «توجد حركة تشكيلية جميلة والفنان السوري يمتلك صبغة خاصة، لكن أتمنى من بعض الفنانين الخروج عن دائرة اتباع
للوطن شوق وحنين |
خطوات فناني الستينيات والبحث عن التميز والخصوصية، كما أن هناك فنانين أعمالهم جيدة جداً وفي قمة الروعة إلا أنهم بعيدون عن مكانتهم التي يستحقونها».
وكانت آخر كلمات الفنان التشكيلي “جكو الحاج يوسف” في لقائه معنا تبوح عمق تعلقه ببلده وأصدقاء الصبا فيقول: « ذكرياتي ومعارفي يعززون ارتباطي بالبلد فأنا على تواصل دائم مع أصدقائي الفنانين هنا، وهم من أتاحوا لي فرصة عرض أعمالي اليوم، فهذه اللوحات كلها ساعدني أصدقائي بشدها وتحضيرها للعرض، ومنهم “عبد الله مراد” و”إدوارد شهدا” وأصدقاء آخرين، وما أرغب بقوله في النهاية: ستبقى سورية بلدي وشوقي إليها دائم حتى إني بمجرد أن أقطع تذكرة السفر أبدأ بعدِّ الأيام حتى لحظة وصولي إلى متن الطائرة».
ومن أجواء المعرض وبحضور مميز من كبار فناني سورية التشكيليين المقيمين والمغتربين،
ألوان جكو |
والمهتمين بالفن التشكيلي كان لنا لقاء مع الفنان “عادل داوود” وأمام إحدى اللوحات المعروضة حدثنا “عادل” عن نظرته الفنية للمعرض: «يتمتع هذا المعرض بخصوصية ساحرة، كما أن رموزه الغامضة التي يمتنع الفنان “جكو” عن الإفصاح عن بعض أسرارها تكسبك رغبة الإبحار في عمق اللوحة وأبعادها اللونية».