Saad Hashmi | HIPA
فوتوغرافيا
صراعٌ بصريّ .. بين الجدّ والحفيد !
جائزة حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم الدولية للتصوير الضوئي
تنهّد الجد وهو يحمل حقيبة جلدية ثم يضعها أمامه على المنضدة بحرصٍ شديد، لمعت عيناه عندما بدأت محتوياتها بالظهور أمامه، كان فيها مجموعةٌ من ألبومات الصور القديمة وقد علاها الغبار، تناول أحدها وقام بتنظيفه بمنديلٍ بعناية ثم بدأ بمطالعة صوره واحدةً تلو الأخرى بكل حب وتأمّل، يستعيد قصة كل صورة وكل الأحداث المرتبطة بها، فجأة لاحظ أن حفيده يلتقط بعض الصور له منذ برهة ! سأله مندهشاً: لم أسمع صوت الكاميرا ! أنت تدّعي التصوير لكنك لم تلتقط صوراً أليس كذلك ؟ فكان جواب الحفيد: جدّي ببساطة يمكنني إخفاء صوت الكاميرا كي أستطيع تصويرك خلسة في هذا المشهد الجميل، لم أشاهد هذه الابتسامة على وجهك منذ مدة !
وضع الجدّ الألبوم جانباً وهو يتمتم: لا أعلم كيف تفكّرون أيها الصغار، تلتقطون مئات الصور يومياً دون تفكير ! كيف يمكنكم أن تشعروا بقيمة الصورة هكذا ؟ أجاب الحفيد بهدوء: هذا صحيح، أنا ألتقط حوالي مائة صورة يومياً لكني أحذف أكثر من نصفها بعد أن أنتقي منها الصور الناجحة ! ثم تناول ألبوم الصور من جانب جدّه سريعاً وبدأ يتصفّح الصور ثم أشار لجدّه على إحداها قائلاً: كم أحب هذه الصورة لك ياجدي ! انزعج جدّه ونصحه قائلاً: يجب أن تمسك ألبوم الصور بعناية وحرص كيلا تتأذّى الصور ! أنت لا تعلم قيمة هذه الألبومات عندي ! إنها لا تُقدّر بثمن ! رَسَمَ الحفيد ابتسامةً واسعة على وجهه وأجاب بفخرٍ وثقة: أعلم ياجدّي، لقد قمتُ منذ سنة تقريباً برقمنة وحفظ أرشيفك كاملاً.
صَمَتَ الجد لبرهة ثم ابتسمَ قائلاً: قصة جيلي مع التصوير تختلف عن جيلك، التصوير يابُنيّ يأبى إلاّ أن يكون أكبر من القصص ومن الأجيال.
فلاش
تتكامل القصص والمراحل .. ويبقى التاريخ الإنساني مَدِيناً للكاميرا