“بسام الحجلي”.. ألوان وأفكار خارج السرب
الأحد 20 تشرين الثاني 2016
دبي
فنّانٌ مختلفٌ، اختار لنفسه التغريد خارج السرب والابتعاد عن المألوف، بحث أربعين عاماً في اللون والأفكار والقيم الإنسانية، كوّنت لديه مخزوناً غنياً بالثقة والجرأة والتمكّن، وظهرت جليّة في أعماله الفنية التي أوصلته إلى العالمية.
“بسام الحجلي”؛ فنّان تشكيلي استثنائي رسم طريقه الخاص في الفنّ، انطلاقاً من إيمانه بأنّ الفنّ يحتاج إلى الشرف والأخلاق والصدق كي يصل.
مدونة وطن “eSyria” تواصلت مع الفنان “بسام الحجلي” المقيم في “دبي” بتاريخ 7 تشرين الثاني 2016، حيث تحدث في البداية عن رحلته مع الفن قائلاً: «ولدت في بلد الحضارة والتاريخ، ومصنع الإنسان “سورية”، عام 1974، وتحديداً في بلدة “جرمانا” بـ”ريف دمشق”، لكن جذوري تعود إلى قرية “سهوة الخضر” في محافظة “السويداء”. بدأت الرحلة عندما بدأ ذلك الفنان يبحث عن الإنسان والذات البشرية، ويرسم الحياة ويراقص الحلم مع الأمل مع ضحكات الألوان، حتى تخرّجي في جامعة “دمشق” عام 1998، قسم الجرافيك، كلية الفنون الجميلة.
تابعت رحلة التمرد على واقعي الحزين حاملاً ألواني وحلمي الكبير، وسافرت إلى دولة “الإمارات”، وأسعدني فيها تنوع الجنسيات والأفكار، ودخلت عالم التصميم وتحويل أحلام الأفراد إلى واقع، وأصبحت أكوّن الفراغ وأزيّنه بالمادة والألوان، وكنت أضيف إلى كل عمل ديكوراً داخلياً عبارة عن لوحة من لوحاتي، أو جدار غريب نوعاً ما ليضيف تميّزاً إلى العمل وأشعر بعلاقتي مع المكان».
وتابع: «انتقلت إلى دولة “قطر”، وكنت أسمع قصصاً وحكايات عمّا يحدث في وطني “سورية”، تأثرت جداً بما يحصل وأثّر
بسام الحجلي |
ذلك في عملي الفني، صحوت بجوار لوحاتي البيضاء وفرشاتي وألواني، وانتقلت روحي في حلم فني تراقب المكان، وصرت أسرد قصتي لتلك اللوحة شاكياً وحدتي وشعوري بالقيد؛ ففتحت اللوحة أبوابها لي ودخلت عالم الصورة ولغة الإنسان والحياة، وأصبح الرسم عندي ثورة فنية ورحلة نقل لصور الجمال والهويّة وآلام الإنسان، وبدأت الواقعية السريالية الحديثة بعد أن تجاوزت المعزوفة البصرية ورحلة العزف مع اللون واللوحة، وقدمتها في معرضي الفردي في “قطر”، فكانت الواقعية السريالية الحديثة حركة تشكيلية تربط بين الحلم والواقع برسائل كونية متعلقة بعضها ببعض، وتعلق الإنسان بالهواء والماء والحلم والواقع».
وبشيء من التفصيل عن الواقعية السريالية في أعماله التي ظهرت جليّة في معرضه الأخير في “دبي”، أضاف: «أحاول الضبط بين الحلم والواقع من خلال الواقعية السريالية الحديثة، وهو خطي التشكيلي الجديد، أعمل على معرضي الأخير الذي حمل عنوان: “رسائل كونية” منذ عامين، قدمت من خلاله 72 عملاً، فمنذ بداية حياتي الفنية وأنا أفكر كيف أصل إلى مرحلة نقل حلمي، فكان هذا الشغف ونتيجة الثقافة والرؤية للعالم والتطور الفني التشكيلي حول العالم أن تبلور وأضحى واقعاً.
أظنّ أنّ من حقّنا أن نطرح ذاتنا وأفكارنا، ونتمرد على الواقع، فمن خلال الواقعية السريالية الحديثة التي أطرح
السفر |
فيها الحلم وأحوّله إلى واقع؛ أطرحه بعين الحالم؛ وهي علاقة تشكيلية جديدة بين المنطق واللا منطق، فكل لوحة هي حلم، ولكل لوحة تكنيك خاص بها، وتحمل اسماً وقضية تختلف عن الأخرى».
أما عن المشاركات في المعارض والملتقيات، فهي عديدة ومميزة، وأضاف: «في عام 2000 شاركت في معرض إبداعات 2000 في “الشارقة”، وتم اقتناء أعمالي في ذات العام من قبل دائرة الثقافة والإعلام، وفي عام 2008 قمت بأعمال في التصميم الداخلي وتماثيل ولوحات ومنحوتات خاصة بالديكور، وفي عام 2010 شاركت بمعرض الجالية السورية في “قطر” تحت عنوان: “إبداعات سورية”، وفي عام 2011 أقمت معرضاً في “آرت فير” بـ”قطر”، وحصلت على عضوية الجمعية القطرية للفنون التشكيلية عام 2012.
وفي عام 2013 أقمت معرض “المعزوفة البصرية” في “قطر”، وفي عام 2014 اقتنى البنك الدولي المركزي في “واشنطن” لوحة “معزوفة الطبيعة في أعماق الروح”، وفي عام 2014 تم تصنيفي كأهم الفنانين المجردين في العالم من قبل “آرت كالاكسي” للتصنيف العالمي للفنانين في “ألمانيا”، وفي عام 2005 شاركت في مهرجان الفن التشكيلي العربي في “دبي”، وعام 2016 “غاليري كيو، الولايات المتحدة الأميركية” عرضت لوحات بصورة دائمة، وفي عام 2016 الواقعية السريالية الحديثة عرضت في مرسم “مطر” في
السيمفونية الطبيعية في أعماق روحي |
“دبي”، وفي غاليري “كيو” في الولايات المتحدة الأميركية، “شيكاغو”».
“مها السباعي” مصممة جواهر، ومهتمة بالعمل الفني، تحدثت عن أعمال “بسام الحجلي” بالقول: «لنبدأ من معرضه الأخير؛ هو حقاً مبهر، طرق من خلال لوحاته عدة مدارس فنية، ومن غير المألوف أن تزور معرضاً لفنان واحد فيه أكثر من مدرسة فنية، نجد الانطباعية والسريالية والتجريدية، بأسلوب وطرح جديدين؛ وهذا ما أعطاه التميز. أنا متابعة دائمة لأعماله؛ فهي مميزة، وهو فنان استثنائي».