“فراس بيطار”.. إلى العالمية بخطى ثابتة
الأحد 30 تموز 2017
باريس
تمكّن من خلال صوته القوي وحضوره الفني المقنع أن يتألق في عدة مسارح سورية وعالمية، مثبتاً بذلك قدرة الفن على محاكاة كل متذوقيه على اختلافهم.
مدونة وطن “eSyria” وبتاريخ 26 تموز 2017، تواصلت مع الفنان “فراس بيطار” المقيم في “فرنسا”، ليحدثنا عن بداياته بالقول: «تربى صوتي في الكنيسة على الترانيم الدينية عندما بدأت خطوتي الأولى مع جوقة الأمل عام 2000 بقيادة المؤلف والموزع الموسيقي الأستاذ “جان حسكور”، الذي كان له دور كبير في دخولي هذا الاختصاص، وأول من قدمني كمغنٍّ إفرادي للجمهور، ورافقني لألتقي أول مغنية أوبرا سورية “أراكس تشكيجيان” المختصة بعلم الصوت، التي بدأت معها التدريب قبل دخولي المعهد العالي بسنوات».
وتابع قائلاً: «الفن أسرع لغة للاتصال بالعالم والتعرف إلى ثقافاته المتنوعة، وشمولية الفن تتجسد بأنه لا يقتصر على هوية أو جنسية محددة، فهو (من الكل وللكل)، لكن لا يمكننا توحيد العالم حول لحن معين، فموسيقا الشعوب وعاداتهم وتقاليدهم مختلفة من بلد إلى آخر، لكن يمكننا أن نجمعهم على تذوق الفنون؛ وهذا ما نلاحظه عند شعوب تتباهى بتاريخها الموسيقي والفني وتتذوق كل أنواع الموسيقا، وهناك بعض الفنون التي حققت انتشاراً بين الشعوب مثل “الأوبرات” التي ترجمت إلى لغات متعددة لتحقق الانتشار الأوسع، لكننا اليوم في مجتمعنا العربي نحتاج إلى جهود كبيرة لتطوير ثقافة هذا النوع من الفن، خاصة مع ظهور عدد كبير من الدخلاء عليه الذين ساهموا بنشر
فراس في أحد التكريمات |
ألوان موسيقية وروجوا لها على أنها أغانٍ تراثية وفلكلور، وهي لا تمتّ إلى الفلكلور السوري بصلة، فالتاريخ الموسيقي السوري أعظم من أن يرتبط بمغنين وموسيقيين تروج لهم شركات تجارية لا تكترث سوى لتجارتها».
أما عن غناء الأوبرا، فتابع: «في الحقيقة هناك فئات مختلفة من الطلاب منهم من يريد أن يغني بدافع الشهرة وتقليد النجوم المعروفين، ومنهم يريد فعلاً التعلّم وفهم خفايا هذا العلم، مدركاً قيمة ما يفعل ويأتي وهو يحمل رصيداً من المقطوعات وثقافة جيدة، وأنا بدوري أحاول دائماً المعادلة بين الجميع، وأبذل كل طاقتي لإيصال أدق التفاصيل، وأحاول التأثير فيهم كي تتراكم المعلومات في اللا شعور؛ لأن إتقان الغناء يحتاج إلى وقت طويل جداً، وهناك أصوات جميلة تمتلك قوالب تساعدني على فهم أكثر أسرار الصوت ومكنوناته، وقد قمت بتدريس أكثر من 200 طالب من مختلف الأعمار، وشاركت بأكثر من 30 ورشة عمل مع مغنين أجانب وعرب، والتقيت أكثر من 70 مغنياً من العالم العربي والغربي، ومازلت حتى اليوم أقارن بين ما أملك وما يقدم أمامي من الأساليب، وأحاول الأخذ بالأنسب وإضافته إلى رصيدي الفني، ومن المهم أن نؤكد دور البيئة والمحيط الاجتماعي في التأثير بشخصية الإنسان وتفكيره وموهبته، فمن الممكن أن تساعد على
فراس في مهرجان فلانري |
نموها، أو ربما تكون عائقاً كبيراً أمامها، والموهبة وحدها لا تكفي، بل تكبر بالعلم والمعرفة والمتابعة، ودور الأهل مهم جداً في توجيه الأطفال إلى الفنون والموسيقا، إضافة إلى دور المدرسة الأساسي في تأسيس أجيال وتعريفها بالفنون وجعلها جزءاً من حياتهم اليومية، كالرسم أو العزف وغيرهما».
وبالحديث عن مشاركته في مهرجان “فلانري” للفنون المعاصرة في “فرنسا”، قال: «تلقيت الدعوة من رئيس المهرجان لافتتاحه في يومه الأول منفرداً بمرافقة موسيقيين عالميين، كعازف التشيلو الفرنسي “دومنيك فليانكور”، وعازفة البيانو السورية “رشا عرودكي”، واخترت مقطوعات لأشهر المؤلفين الموسيقيين، إضافة إلى مقطوعتين باللغة العربية، ومقطوعة باللغة السريانية لغة “سورية” الأم، حملت بمضمونها الرحمة والإنسان والأرض لتتوافق مع رسالة الحفل التي كان فحواها “الرحمة والسلام”؛ وهو العنوان العريض ليوم الافتتاح، وقد ضمّ 45 فناناً عالمياً من بلدان مختلفة من راقصين ومغنين وشعراء ومسرحيين، وعند مغادرتي استمر التصفيق مطولاً، فتابعت غناء مقطوعة من دون موسيقا، وهي مقطوعة “أكابيلا”، أهديتها إلى وطني “سورية”، وفي قادم الأيام سيكون لي عدد من الأمسيات الغنائية، وبكل تأكيد ضمن الوضع الراهن الذي يعيشه بلدي لا يمكنني إلا أن أقدم كل شيء يحمل رسالة عن ثقافته وموسيقاه وتاريخه للعالم، إضافة إلى وجود أمسيات تحمل رسالة السلام والمحبة».
الفنان جرجيوس العبد الله |
الفنان “جرجيوس العبدلله” عنه يقول: «يحمل في صوته صورة راقية عن الفن السوري وأصواته التي أثبتت تميزها في شتى الميادين التي حضرتها، وما يميزه امتلاكه لإحساس يتسم بالعمق، يدرك جيداً كيف يسمو بصوته إلى العالمية، ويحرص على نشر ثقافة السلام عبر حفلاته ومشاركاته الموسيقية».
يذكر أن “فراس” من مواليد “دمشق” عام 1982، وهو خريج المعهد العالي للموسيقا، وخريج دبلوم التأهيل التربوي، اختصاص موسيقا من جامعة “دمشق” أيضاً.