“فادي العواد”.. رسالة الطاهي السوري إلى العالم
الأحد 11 حزيران 2017
مينة أخن – ألمانيا
بين “دمشق” و”الإمارات” أسّس الشيف “فادي العواد” خبرته العملية التي طارت به إلى ألمانيا حاملاً نكهته السورية، التي وثّقها في إصدارات كان ريعها للعمل الإنساني.
في رحلة العبور من تكوين الخبرة إلى التوثيق وطرح أفكار جديدة مزجت بين النكهة السورية والألمانية، يجسد حلمه في التمثيل ليصوغ بموهبته مشهداً للطاهي السوري القادر على نشر أطباقه السورية في أي محيط وأي مستقر، كما تحدث من خلال مدونة وطن “eSyria” بتاريخ 9 حزيران 2017، وقال: «أن أحمل رسالة المطبخ السوري اليوم في بلد أوروبي، مرحلة اكتملت على قواعد وأسس قطعتها خلال رحلة بدأت من مطبخ أمي التي كانت تطبخ كل يوم لتقدم أطباق ترضي أحد عشر شخصاً هم أسرتي، ومن حديقة والدي وجدي تعرفت باكراً إلى أنواع الحشائش والخضراوات العديدة، وحملتها بجعبتي لتكون إضافتي السحرية لقائمة مميزة من الأطباق.
كان مشواري شاقاً بالعمل ضمن المطبخ، ولأول مرة أرى فيها الطباخين ببدلاتهم وقبعاتهم البيضاء، وهنا بدأ التحدي للاستمرار، ولصغر سنّي ولكوني لا أعرف بتقنيات الطبخ الكبيرة والحديثة؛ كنت أساعد كل الأقسام بأمور صغيرة، كتقشير الخضار، وغسلها، ثم مراقبة الطناجر، وبعد ذلك التحريك، وكل يوم تزداد معرفتي بأسماء الأطعمة والمرافقات، وأدوّن كل شيء وطرائق الإعداد، ولا أنسى ذلك اليوم الذي ارتديت فيه قبعة بيضاء، حيث أحببتها لدرجة أنني أخذتها معي إلى المنزل».
عن الخبرة العملية، يضيف: «عملت في فندق “الميرديان” عام 1991، وهنا تعرفت إلى الشيف “عيسى العشي” الذي وهبني خبرته الكبيرة، وعرفني بالمطبخ الفرنسي حتى اعتمد علي كلياً في قسمه، والشيف “سفريان الناقولا” الذي بدوره عرّفني بالمطبخ الشرقي.
وانتقلت إلى شركة الإنتاج التلفزيوني كـ”شيف” مرافق لعمليات التصوير الخارجي، ولكوني كنت أحب التمثيل رحبت بالعمل الشاق مع الممثلين وأحدثت أول مطبخ متنقل بظروف طبيعية قاسية في الصحراء والبحر والبادية متنقلاً بين المحافظات، وأسست مطبخاً في مجلة “ستار” أستضيف فناناً أو
كتابه الصادر مؤخراً في ألمانيا |
فنانة فيه ببرنامج “رشة فن وسكر”.
لكن رحلة الاغتراب الحقيقية عندما عملت لست سنوات كشيف شرقي للمأكولات العربية، حيث حصلت فيها على أفضل موظف لعام 2000، وأفضل طبق عربي في الفندق الذي عملت فيه، والميدالية الذهبية في فن ابتكار الطعام، وكرمت من المدير الإقليمي، وشاركت عام 1999 بمسابقة الطهو في “صالون الإمارات للطهو”، وحصلت على الميدالية الذهبية من المطبخ السوري، وعدت إلى “سورية” عام 2002 لأبدأ مشواري بما أحمله من خبرة الإمارات بين المطابخ العالمية، وأساهم بافتتاح مطاعم كثيرة من الدرجة الأولى في “دمشق” و”بيروت”».
التوجه إلى النشر وتوثيق الخبرة في إصدارات بدأت مع مرحلة اغترابية مستمرة لغاية هذه المرحلة في ألمانيا؛ كما قال، وأضاف: «انتقلت إلى “ألمانيا”، وخضت تجربة جديدة في مطبخ جديد بلغة جديدة مزجت فيه التوابل الشرقية بالمكونات الغربية، وأعددت أطباقي بطرائق حديثة أكدت فيها أن الطبخ فنّ من فنون الحياة، لأنه يعتمد الحواس الخمس في الطهو، واعتمدت أسلوب الطعم الممزوج. وجاءت فكرة الكتاب الأول لمشروع دعم الأطفال عن طريق جمعية في “سورية”، واقترحت موضوع الكتاب 4 عن المطبخ السوري، وتمت طباعة 10 آلاف نسخة منه بيعت بالكامل، وذهب ريعها لدعم الأطفال، وحصلت على تكريم من المدينة التي أعيش فيها، وقلدت ميدالية تخصص للأشخاص الذين يقدمون ابتكارات عالمية. وحالياً أعمل على كتابي الثاني: “رحلة في المطبخ السوري”، متنقلاً بين محافظات “سورية” كلها، لأوثق عادات وتقاليد المطبخ السوري من التوابل وبيت المؤونة والحلويات.
إلى جانب عملي في تعليم المطبخ السوري للألمان، وتعليم الطبخ السوري في معهد مدينة “أخن” للتقنيات المهنية، ومقدم عبر إذاعة “مونتي كارلو الدولية” برنامج “مذاقات أطباق”، وقدمت عبر التلفزيون الألماني الطبخ السوري في برنامج “الطبخ
الدكتور أدهم مطر |
لأجلك” مع السوريين في مدن مختلفة».
“الشيف الفنان” صفة أطلقها عليه الدكتور “أدهم مطر” محاضر في كلية السياحة بجامعة “دمشق”، وأستاذ خبير في مجال إدارة الفنادق وصناعة الشيف، ومدير فنادق “شيراتون”، وقال: «الشيف “فادي” أطلقت عليه لقب “الشيف الفنان”؛ لأنه حين يتعامل مع المواد الغذائية يحولها إلى تحفة فنية، منطلقاً من مبدأ أن العين تأكل قبل الفم؛ وهذا ما جعل عالم الطهو الفندقي الحديث يفتح له أبوابه الواسعة؛ ولذلك بدأ يساهم في تطوير المفهوم العالمي للطهو الاحترافي؛ وهو ما جعله دائم البحث والتجربة لاستخلاص كل ما هو جديد في عالم تقنيات الطهو المبتكر؛ لذلك لم يرضَ أن يقف عند اختصاص واحد من اختصاصات الطهو الفندقي؛ فأتقن صناعة “الصلصات” الرئيسة، و”الصلصات” المشتقة الباردة التي تقدم مع السلطات، أو الساخنة ذات النكهات المتعددة التي تقدم مع كافة أنواع اللحوم والبحريات؛ وهو ما أعطى لأطباقه تلك النكهة التي تدل على خبرة أكاديمية عميقة في مجال صناعة المأكولات، وخبرة راقية في مجال التفنن بابتكار نكهات ووصفات جديدة بخلط مكونات التوابل المتجانسة، ومن يتذوق أطباقه يحلق بعيداً نحو عالم فن الطهو الراقي والنكهة الاستثنائية».
الجدير بالذكر، أن الشيف “فادي طلال العواد” من مواليد “دمشق”، عام 1967، ينحدر من قرية “شقرة” في محافظة “درعا”، نال الشهادة الثانوية في “باب توما”، عضو الجمعية الألمانية والإماراتية والقطرية للطهاة، وعضو اتحاد الطهاة العالمي في أوروبا، وعضو مجموعة “صناع الجودة العرب”، وعضو الجمعية السورية للطهاة وسفيرها في أوروبا ومستشار دولي معتمد لأعمال جودة وسلامة الطعام والشراب، محاضر عن المطبخ السوري في ألمانيا، كاتب بمجلة “اليقظة” الكويتية و”سيدتي” وفي كتب “جريدة الشرق الأوسط” مقالات عن الصحة الغذائية والأطباق المبتكرة، حاصل على
من أطباق فادي العواد المتميزة |
ميدالية فن ابتكار الطعام بالسلامة والصحة العامة، وسجل حلقات تلفزيونية في قناه “مسايا” “إم بي سي1” الجديد، وعبر إذاعات “شام إف إم” و”أرابيسك”، ومعد صحفي في مجلة “سورية والعالم” لمدة ثلاث سنوات عن المطابخ العالمية والمطابخ العربية والصحة والسلامة الغذائية.