“أحمد الدرا”.. اقتناص الصور بعدة لغات
الثلاثاء 07 شباط 2017
غوتنبرغ
تجلّت رغبة المصور “أحمد الدرا” بإظهار الجانب الفني والإبداعي للسوريين في أي مكان في العالم، وتقديم صورة حقيقية عنهم في المغترب كان الدافع لإنشاء موقع “السويد الآن” باللغة العربية، إضافة إلى تجمّع “لمسة سورية” الذي ضمّ كافة المواهب الفنية والمهتمين بالثقافة السورية.
«التصوير نوع من أنواع الفنون الذي يعشقه الكثيرون من المصورين ومتابعي أعمالهم؛ فهو التعبير الصامت عن الأشياء الصارخة، والصورة هي الذاكرة التي نسترجع من خلالها الذكريات»؛ هذا ما قاله المصور “أحمد الدرا” المقيم في “السويد” لمدونة وطن “eSyria” بتاريخ 4 شباط 2017، ويتابع حديثه عن رحلته مع التصوير بالقول: «ولدت في “دمشق”، عام 1987. بدأت علاقتي مع التصوير الفوتوغرافي بعمر مبكر، حيث كانت البداية بكاميرا الهواتف المحمولة، فقد كنت ألتقط أي مشهد أراه ساحراً، وأشعر بأنه لقطة تستحق التصوير، وعندما سنحت لي الفرصة اقتنيت أول كاميرا، وبدأت التقاط الصور والمناظر التي أراها حولي.
كان التصوير بالنسبة لي مجرد هواية حرة ليس لها حدود، وبعد عدة سنوات سافرت إلى “الصين الشعبية” للعمل، فوجدت نفسي بعالم آخر من حيث الطبيعة الساحرة والناس المختلفين بأشكالهم وعاداتهم وأسلوب حياتهم، وضمن هذا الجو صقلت موهبتي بالتصوير، وقمت بتأسيس مجلة “الصين العربية” كأول صفحة على “الفيسبوك” تنقل وتهتم بكل ما يعني هذا البلد من مواضيع وتفاصيل باللغة العربية، موثقة بصور من تصويري، وبدأت أشعر أنني وجدت نفسي في هذا المجال لكونه يشعرني بسعادة لا توصف؛ وخصوصاً عندما ألتقط الصور العفوية لملامح ووجوه الناس، وتفاصيل الحياة المتنوعة بهدف توثيق اللحظات وتسجيل الذكريات،
لقطات من تصويره |
وقد لاقت الصور التي كنت أنشرها الإعجاب؛ وهو ما شجعني على المتابعة وإكمال طريقي في هذا المجال، وبعد مدة من الزمن عملت في شركة ضخمة مختصة بالتصوير الفوتوغرافي الاحترافي والإعلاني في مدينة “كوانجزو” الصينية؛ وهو ما أعطاني خبرة كبيرة واحترافية في هذا المجال، إضافة إلى أن السفر والتنقل بعدة بلدان مثل: “تركيا”، و”السويد”، و”فرنسا” كوّن لدي مخزوناً غنياً بالثقة والتمكن من أدواتي، وطور مهاراتي بالتصوير أكثر».
وتابع رحلته حاملاً أدواته ليحط رحاله في “السويد”، يتحدث عن تجربته الجديدة بالقول: «لكوني من المسافرين من بلد إلى آخر أعرف تماماً أن الغربة صعبة؛ وخصوصاً للمغتربين الجدد الذين انتقلوا إلى عالم غريب عنهم، وكل ما فيه جديد ومختلف من حيث اللغة والثقافة ونمط الحياة، فقمت بإنشاء موقع “السويد الآن”؛ بقاعدة شعبية تجاوزت ربع مليون متابع، وهو عبارة عن موقع إلكتروني نقدم من خلاله خدمات ومعلومات مترجمة من اللغة السويدية إلى العربية، وبالعكس، بهدف مساعدة السوريين، وحلّ مشكلة الإحساس بالغربة من جهة، ومن جهة ثانية تسليط الضوء على الجانب المشرق من أعمال المهاجرين السوريين في الغربة التي تثبت للأوروبيين بأن السوريين موهوبون ومتميزون بعدة مجالات».
وعن التجمع الذي ضم المواهب السورية المتميزة “لمسة سورية”، والهدف منه حسب قوله: «منذ
جانب من تصويره في الصين |
10 أشهر تقريباً تم إنشاء “لمسة سورية”، وهو عبارة عن مجموعة على أحد مواقع التواصل الاجتماعي يجمع المواهب السورية المبدعة في التصوير والرسم والغناء والموسيقا، وغيرها من المواهب داخل “سورية” وخارجها، إضافة إلى المهتمين بالفن والثقافة السورية، وكذلك المنظمات والمؤسسات الإعلامية؛ بهدف إظهار الجانب الفني والإبداعي المتميز لدى الشباب السوريين، ودعم هذه المواهب بعرض أعمالهم وتأمين فرص عمل أحياناً عن طريق بعض العروض التي يتم نشرها في هذا التجمع».
المغتربة “فرح شقير” المقيمة في “هلسينبورغ” في “السويد”، تحدثت عن معرفتها بالفنان “أحمد” وأعماله في المغترب، فقالت: «قام “أحمد” بمبادرة إنسانية بهدف دعم قصص النجاح والتميز التي يحققها السوريون في المغترب، وذلك بنشر إنجازاتهم وأعمالهم على موقع “السويد الآن”، وبهدف إعطاء أمل للسوريين بأن الإنسان قادر على تحقيق حلمه في أي مكان من العالم، فقد قدم الدعم لي وللعديد من السوريين الذين حققوا نجاحات في الخارج – على الرغم من عدم معرفته بنا – ولا يزال حتى اللحظة يقدم المساعدة والعون لكل سوري في المغترب».
وفي حديث مع صديقه المغترب “أحمد الحلاق” المقيم في “السويد”، وأحد المتابعين لأعماله الفنية، قال: «من أكثر الشباب الطموحين الذين التقيتهم في بلاد المغترب، يستطيع تحقيق النجاح في أي مجال يدخله،
إحدى صوره |
كما أنه من المصورين المتميزين؛ فهو ينشر يومياً على صفحته ما يقوم بتصويره من أماكن زارها في عدة بلدان بهدف التعريف بأنماط الحضارات المختلفة. تمتاز صوره بالدقة والوضوح وبالعمق الإنساني والفني، وخاصة صور “البورتريه” التي التقطها في “الصين”، وغيرها من الصور المتنوعة التي اتسمت بالإبداع».
الجدير بالذكر، أنّ المصور “أحمد الدرا” عمل كمصور فوتوغرافي في صحيفة “الوسيط” الموجهة إلى الجالية العربية في “الصين”، وهو عضو في اتحاد المصورين العرب.