هناك أيضًا معرض لأعمال المصور الروسي سيرجي تشيليكوف وآخر بعنوان «عرض المصباح السحري» (ذا ماجيك لانترن شو) الذي يركز على التصوير في الشارع.
خلال التجول بين بعض الغاليريهات المشاركة يلفت النظر تماهي الحدود بين أنواع مختلفة من الفنون التصويرية، فهناك من استخدم أسلوب الكولاج باستخدام قصاصات من مجلات على صور فوتوغرافية، وهناك من عرض أعمال فيديو وآخرون استخدموا الرسم لمحاكاة الصور الفوتوغرافية.
من الصور التي تلفت النظر أعمال للمصور نيك براندت وهي ضخمة الحجم عبر من خلالها المصور عن الدمار الذي أصاب البيئة الأصلية والغابات في أفريقيا. في صور براندت، التي عنونها بـ«ميراث الغبار»، اعتمد على وضع لوحات ضخمة بالحجم الطبيعي تصور حيوانات الأدغال التي كانت في وقت من الأوقات تعيش في ذات البقعة. التناقض الواضح بين الصورة والواقع حولها الذي يعكس الدمار البيئي وجبال المخلفات والقاذورات التي حلت مكان البيئة الطبيعية، يعبر ببلاغة عن رسالة المصور. ألمح أحد الأشخاص المسؤولين عن الغاليري وأسأله عن أعمال المصور، وتحديدًا عما إذا كانت اللوحات الضخمة التي تصور الأفيال والأسود قد أثارت بعض الاهتمام من الناس في تلك المواقع. يشير إلى أن «معظم هؤلاء الأشخاص الذين نراهم في الصور وجدوا هناك حسب تعليمات المصور، ولكن ردًا على سؤالك فقد قال براندت إنه دهش من عدم اهتمام السكان باللوحات وحسب تعبيره (لم يرمش جفنهم) لذلك». سألته عن الفترة التي قضاها براندت في مشروعه هذا ويجيب بأن المصور قضى فترات طويلة بدأها في عام 2001 بهدف تسجيل اختفاء المحيط الطبيعي والحيوانات في شرق أفريقيا. وخلال ثلاثة أعوام عاد مرة أخرى ليكمل تسجيل التدمير المستمر للبيئة هناك.
في أحد الغاليريهات تلفت انتباهي صور عملاقة تبدو مألوفة، وسرعان ما يتضح أنها صور تستوحي لوحات فنية شهيرة، فترسم بالضوء ما رسمه فنانون عالميون بالألوان. فهنا صورة ضخمة تمثل لوحة «زنابق الماء» لمونيه، وأخرى تحاول الوصول إلى تلاقٍ بين التصوير والرسم في لوحة فيلاسكويز «لاس مينيناس». عمومًا المحاولة جميلة وإن كنت شخصيًا أفضل اللوحات الأصلية، فلا غنى عن التأمل في تمازج الألوان والظلال في لوحات مونيه أو استكشاف براعة المفاجآت الصغيرة والتفاصيل في فيلاسكويز.
في غاليري مجاور يعرض فنان عبر صفوف متراصة أمام بعضها بعضًا من القصاصات الملونة لوحات مميزة. يشرح لنا القائم على الغاليري أن الفنان يقدم خلال «لوحاته» (التي تماثل الصور الفوتوغرافية بشكل كبير)، أكثر من طريقة لرؤية العمل، «إذا اقتربنا من العمل فلن نرى كثيرًا، فقط صفوف أفقية متراصة بشكل جذاب، ولكن لن نتبين شكلاً معينًا لها وتبدو كلوحة تجريدية، أما إذا ابتعدنا قليلاً إلى الخلف فسيمكننا عندها رؤية العمل كما أراده المصور».