حاجة الصورة الفوتوغرافية العربية للنقد التشكيلي ……
على الرغم من ان النقد بشكل عام غير ثابت الاسس وغالبا ما ينحسر في حدود الانطباع الشخصي للناقد . إلا ان الصورة الفوتوغرافية لم تأخذ نصيبها الكافي والطبيعي من النقد التشكيلي في الوطن العربي . ولم تحضى ايضا برؤية فنية منصفة او مستحقة لكي تاخذ مكانتها الحقيقية بين الفنون التشكيلية الاخرى . ومازالت بعيدة عن النقد التشكيلي في الساحة الفنية العربية …
ان الاهتمام بالصورة الفوتوغرافية عربيا ليس كألاهتمام بالفنون التشكيلية الاخرى بأعتبار ان الصورة الفوتوغرافيا تندرج ايضا تحت خيمة التشكيل بشكل عام .
والتشكيك بالقيمة الفنية الفوتوغرافية ومكانتها عمل على تكريس العزلة النقدية إلا من بعض القراءات التي تعتمد بهيكليتها النصية على اللغة والفلسفة وبعض المجاملات التي ترفع من شأن صورا غير مستحقة على حساب الاعمال الابداعية المتميزة .
بأيجاز واختصار .
اعتقد أن تباينا كبيرا بين النقد التشكيلي والابداع كمنجز فوتوغرافي هو الذي جعل النقد التشكيلي عاجزا عن ايصال الابداع الحقيقي كقيمة فنية في الصورة الفوتوغرافية العربية المعاصرة ..
علما ان الصورة الفوتوغرافية العربية الآن هي بأمس الحاجة الى النقد الحقيقي البناء وخصوصا مع هذا التقدم التقني الحاصل وغزارة المنجز الفوتوغرافي الذي يسعى بدوره للبحث عن هوية عربية وخصوصية فنية مستقلة …
والهوية الفنية الفوتوغرافية العربية بحاجة الى استنفار تجربة الواقع العربي في الصورة واهتمام الناقد بشكل استثنائي لكي يأخذ بيد المصور ويخرجه من النظام التقليدي الذي يقوم على تكرار التجارب والاقتباس من الثقافات الفوتوغرافية الاخرى وبذلك يكون خاليا من الابداع .
وعلى المصور الناجح ان يبدأ من حيث ينتهي الناقد لكي يخطو خطوة اظافية للامام ويتمكن من التعبير الصادق عن الواقع والمحيط والبيئة التي يعيشها شكلا ومضمونا وبألامكان الاستفادة من الرموز والدلالات التاريخية والمعاصرة في المجتمعات العربية وتوظيف المظامين الفكرية في صورة مع مراعاة خصوصية البيئة ومحيطها الثقافي .
انور الدرويش /
ناقد فني / فنان تشكيلي / مصور فوتوغرافي
الصور المرفقة
بعدسة الفنان العربي العالمي مراد الداغستاني …