“د.منذر الحايك”… توثيق الثقافة والفكر للشعوب
الأربعاء 02 آذار 2016
حمص
دبي – الإمارات
عمل عشرات السنوات باحثاً ومنقباً في المراجع والكتب لتوثيق تاريخ الأديان والمجتمعات، وخصوصاً المجتمع المحلي؛ عبر سلسلة كتب استغرق تأليف بعضها عشرين عاماً.
مدونة وطن “eSyria” تواصلت مع “د. منذر الحايك” بتاريخ 1 شباط 2016، عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وهو مغترب سوري في مدينة “دبي”، استفاد من غربته لغرض البحث العلمي، وإصدار الكتب التي تعدّها كثير من المؤسسات مراجع فكرية لها؛ ليحدثنا عن حياته بقوله: «أنا من مواليد مدينة “حمص” 2 تشرين الثاني 1944، حصلت على إجازة في التاريخ من جامعة “دمشق”، ودرجة الماجستير ثم الدكتوراه من الجامعة اللبنانية، درَّست مادة التاريخ في كلية الآداب بجامعة البعث لعدة سنوات، في عام 2006 انتقلت للعمل في جامعة “القلمون” الخاصة».
انتخب “الحايك” رئيساً للجمعية التاريخية السورية لمرتين غير متتاليتين، كما ترأس اللجنة العلمية للمؤتمر الدولي الذي انعقد بمناسبة إعلان “دمشق” عاصمة للثقافة العربية، وكان رئيساً للّجنة العلمية للمؤتمر الدولي الذي انعقد بمناسبة إعلان القدس عاصمة الثقافة الإسلامية، كما شارك في اللجان العلمية للعديد من المؤتمرات الدولية لجامعة البعث، وشارك ببحوث كثيرة في مؤتمرات علمية في الجامعات والمؤسسات العلمية السورية والعربية والأجنبية.
وعن أعماله في المغترب أضاف: «غادرت “سورية” إلى مدينة دبي عام 2010، حيث أقيم فيها حتى الآن متفرغاً للبحث العلمي والمشاركة في المؤتمرات والتأليف، وقد تكون بلد الاغتراب قد قدمت لي
المحامي عمار العلي |
ما أطلب من المعلومات والمصادر من خلال توافر المكتبات والجامعات والمراكز البحثية والعلمية والثقافية، لكن الأهم من هذا توفر عزيمة المتابعة والمثابرة لدى الباحث، ومن ثم التمكن من روح البحث؛ وهذا ما مكنني من نشر العديد من البحوث في المجلات العلمية المتخصصة، كما نشرت عدداً كبيراً من الكتب ما بين تأليف وتحقيق في موضوعات تاريخية مختلفة».
ويتابع: «في أواخر سنوات عملي في “سورية” كان اهتمامي بدراسة الأديان القديمة وخاصة أديان الهند، فنشرت عدة كتب تتحدث عن الزردشتية والهندوسية والبوذية والجانتية، لكن في المغترب وخلال السنوات الأخيرة، حيث تصاعدت وتيرة استغلال الأديان وظهور تيارات التكفير واستفحال التعصب الديني، حاولت الاهتمام بدراسة أصول الأديان مبتدئاً بالقديمة منها في الشرق العربي، ونشرتها تباعاً ضمن “سلسلة كتب مقدسة”، وقد صدر منها حتى الآن خمسة كتب، هي: “الزبور، كنزا ربا الأقدس، إنجيل برنابا، التوراة السامرية”، وأعمل الآن على الجزء السادس وهو “كتاب مورمون” الكتاب المقدس للطائفة المورمونية، أما أهمية هذا العمل الثقافي فتأتي من كونه يهدف من خلال التحليل والنقد العلمي وإعادة ترتيب الأفكار والمعتقدات بكل شفافية وتجرد، إلى نتيجة كاملة الوضوح تقول: إن الأديان جميعها من منبع واحد، وروحها هي الأخلاق،
منامات الوهراني |
وغايتها راحة النفس البشرية».
ترجم “الحايك” حنينه واشتياقه إلى مدينته الأم “حمص” بعملين كتبهما في المغترب، وهما كما يقول: «الأول: تحقيق كتاب “حوادث حمص اليومية” وهو يوميات دونها “محمد المكي”، وتنبع أهمية الكتاب من تدوينه لأصول المجتمع الحمصي وبدايات تكوّن عاداته وتقاليده الحالية، وهو الكتاب الوحيد -حسبما أعرف- عن “حمص” في العصر العثماني. أما الكتاب الثاني فهو: “تاريخ حمص وتراثها الشعبي”، وقد استغرق مني إعداد مواده نحو عشرين عاماً، وهو يشمل أهم المراحل التاريخية لمدينة “حمص” مع أهم شخصياتها، ويتضمن كل ما تمكنت من جمعه من مواد التراث الشعبي اللا مادي لـ”حمص”، فهو أشبه بموسوعة في مجاله».
المحامي “عمار العلي” وهو زميل سابق للدكتور “منذر” في “حمص”، تحدث عن علاقته وتجربته الشخصية معه: «الدكتور “منذر” من أهم أعلام مدينة “حمص”، وبالنسبة لي هو الصديق والأخ والإنسان الطيب القلب والمعطاء للمعرفة والثقافة، والمحب لنشر الأفكار المتسامحة في كل مكان. جمعتنا ذكريات كثيرة وجميلة؛ ففي مكان عملنا كنا نطل على شوارع “حمص القديمة” وآثارها، ودائماً يحدثني عن أسرار وتاريخ هذا المكان؛ فهو خير العارفين بكل نزل وزاوية في مدينتنا. الدكتور “الحايك” أضاف إلى الفكر من خلال محاربة التطرف الديني الذي ظهر في العالم عبر مشروعه الثقافي المهم؛ من خلال الدراسة النقدية لبعض الكتب المقدسة والمتعمّقة في لبّ التراث أيضاً الخاص بالشعوب، وخصوصاً التراث السوري؛ حيث يتناول في أغلب كتبه أصول هذا التراث ومرجعيته البعيدة عبر آلاف السنين، ومحاولة التحقق منها لتكون بمنزلة مرجع أدبي فكري دقيق، ويعتمده كسلسلة معلومات تفصيلية عبر كتبه، فكتبه تعد من أهم الكتب السورية والعربية الخاصة بأصول التراث والأديان للمجتمعات والشعوب».