غسان كنفاني بطل الموت الذي حرضنا على الحياة غسان كنفاني أيقونة الأدب المقاوم…في الذكرى الخامسة والأربعين لاستشهاد المبدع والمناضل غسان كنفاني في عملية إغتيال جبانة قام بها جهاز الموساد الإسرائيلي في منطقة الحازمية في بيروت غادر غسان كنفاني دنيانا وهو في ريعان الشباب عن عمر لم يتجاوز السادسة والثلاثين ليكون الشاهد والشهيد وكان استهدافا للوعي الفلسطيني الذي مثله غسان كنفاني عبر رواياته وقصصه القصيرة وعبر تحليلاته السياسية التي كان ينشرها في الصحافة اللبنانية وقبلا في الصحافة الكويتية واخيرا قبل ان تمد اليه يد الغدر في مجلة الهدف التي اسسها في بيروت لتكون المجلة الناطقة باسم الجبهة الشعبية..
فتوق في نشوة أحلامنا إلى دالية (أم سعد) لأن تتعرف على سقوف مخيماتنا وإلى البنادق التي طالما هاجرنا النوم ونحن نفكر كيف يكون تفكيكها وإعادة تركيبها يومذاك لم يكن خيالنا يصل أنهم يستطيعون النيل منا ياغتيالك فارخت الوطاة مثقالها وكنا صغارا نتهجاك كيفما ادرت قلمك..فكيف نتهجى استشهادك?
أكان على جدلية الحياة والموت أن تاتي بالمعجزة وتمسك بطرفي سماوات بكينونتنا المشردة شريدون في حياتتا وشريدون في مماتتا فيتوزع قهرنا ونكسب أكثر من هواء ونخسر الآتية فوق طبقات الرماد من حجر سنوات قهرنا وتيهنا
في روايتك(عائد إلى حيفا)نعود لنبني انياب الحديد نكتشف عارنا وقد تمثل في ديفيد الذي كان(خلدون)فتصوغ إشكالية القضية من جذروها من آدم على الأرض وقبل نشوء مماليك الأديان زهر الحنون أزهر في دفاترنا حينما لامسته يداك وقمر المقابر من فتحات الأشجار لم يكن غير قمر الطريق الطويل والشاق حينما عاد الصمت إلى القلعة متابطا(مرتينته)ومازال حارس الخيمة يذود عن معاني الحرية التي تطاولت على حجم كون فكرة مثل نرجسة التي منك شذاها…
النص الاخير نحو فلسطينك آنذاك كان خارجا على تاريخ الانكسار وجغرافيا التسبيح كأن يسبح على عكس تيار الهوان العربي تاسيسا لواقع ييدو اشبه بمستحيل لكن ابطالك كانوا يرون كالهواء إلى العقل يسكنون الوهج والنجوم كي يتجسدو في كل قابض على الجمر