مغارة البيضا من أقدم المغارات الكارستية في العالم..؟
[مغارة البيضا من أقدم المغارات الكارستية في العالم..؟]
الأزمنة 184 – 22/11/2009
“مغارة البيضا” أدهشت علماء الآثار بمجموعة نادرة من المستحاثات البشرية
ومن أندر هذه المغارات “مغارة البيضا ” التي يعدها الكثيرون نموذجاً مصغراً من أقدم المغارات الكارستية في العالم حيث كشفت خفاياها على مستحاثات بشرية متحجرة من المحتمل أن تعود لملايين السنين.. ويقول المختصون في علم الآثار إن الكهوف الطبيعية تشكلت نتيجة جريان المياه الباطنية ضمن التشكيلات الصخرية، ما شكل فراغات وممرات طولانية وعرضية وعمودية اتصلت ببعضها نتيجة تحليل وإذابة المياه لهذه التشكيلات على مدى الزمن عبر إفقادها قسماً من ثاني أكسيد الفحم الذي ينطلق في جو الكهوف، لكون درجة حرارة الكهوف أعلى من درجة حرارة الهواء الخارجي، وهذا الغاز يساهم في زيادة عملية حت مادة الكلس من الصخور الموجودة في هذه المغارات، ومن جانب آخر؛ إن ترسب فحم الكالسيوم يصنع تشكيلات صخرية من صواعد ونوازل ضمن المغارة، وهذا القانون الطبيعي يطبق في مغارة البيضا الكارستية يومياً .
أدهشتهم
ودلت الستائر والسجف الصخرية فيها على أن ملايين السنين مرت على هذه المغارات، ومغارة البيضا تنفرد وتتميز بهذه الستائر والسجوف الصخرية التي تغطي معظم الجدران الداخلية على شكل تعرجات رقيقة من طبقات صخرية تطلب تشكلها ملايين السنين، وهي نشأت من مادتي الكالست والأرغوانيت شديدتي اللمعان والمتميزتين بألوان الطيف البراقة من أحمر وأبيض كريستالي وأزرق ووردي وغيرها، وأعرب عدد من علماء الآثار عن دهشتهم نتيجة اكتشاف مجموعة نادرة من المستحاثات البشرية المتحجرة في القسم الداخلي من المغارة، والتي لم يكن يتوقع وجودها سابقاً، الأمر الذي عزز التأكيد من أن هذه المغارة موغلة في القدم وتعود لملايين السنين، وهذه المستحاثات عبارة عن عظام وأفخاذ بشرية ضخمة جداً، ويزيد طول بعضها على 60 سم، وقد التحمت هذه العظام بالصخر وتشكلت عليها طبقة صخرية تحوي المستحاثات وهي بسماكة 2 سم وهذا يدل أن الزمن الذي استغرقته هذه العظام الضخمة للالتحام بالصخر استغرق ملايين السنين، من جهة أخرى؛ إن كبر أحجام هذه العظام خير دليل على أن الإنسان النياندرتالي قَطَن هذه المنطقة منذ فجر التاريخ..
كنز تاريخي ما زال مدفوناً
الانسان والزمن بقلم الـدكتــور نبـيـل طـعمـة
عن المدونة بقلم المهندس محمد طعمة
الــتـفـكـــيـر والــتـكـفـــيـر”
آخر المواضيع العلمية على موقع مجلة الباحثون
أغــلــى مــاتــمــلــك
إقـــــرأ موسوعة الدكتور نبيل طعمة على الأزمنة
وهذه المستحاثات النادرة تستحق الكشف عن أسرارها للعالم، فهي مجموعة نادرة جداً ليس في منطقة الشرق الأوسط فحسب بل في العالم، وإن قسماً كبيراً من هذه العظام ما زال مدفوناً داخل هذه المغارة إلى اليوم، ولم تبادرأي جهة إلى الكشف والبحث عن هذا الكنز التاريخي، الذي سيبرهن يوماً على أن جماعات بشرية قديمة قطنت سورية منذ ملايين السنين..
صواعد ونوازل وأعمدة مخروطية
ومغارة البيضا هذه ترتفع 820 م عن سطح البحر، وتؤلف شكلاً وأشكال التضاريس الكارستية الضمنية تحت سطح الأرض الخالية من الماء والممتلئة بالهواء والغازات، وتتصل بسطح الأرض بمدخلين أحدهما بئر ضيق بشكل عامودي في صخور هشة وآخر يشكل سرداباً شبه أفقي، ويتباين ارتفاع سقف المغارة الداخلي بين 1.5 – 4 م، وطولها يزيد عن 50 م، وتحتوي هذه المغارة أشكالاً مورفولوجية تتمثل بالصواعد والنوازل، وهي أجسام صخرية مدلاة من سقف المغارة نحو أرضها، لها شكل أعمدة مخروطية شاقولية والتي تتشكل نتيجة تساقط قطرات المياه المشبعة بالكالسيت، حيث يتراكم الكالسيت على شكل مخروط نازل مع مرور الزمن، وبالمقابل فإن قسماً من هذه المياه المشبعة بالكالسيت عند سقوطها نحو الأرض تكوّن الصواعد التي تنشأ على نفس الاستقامة مع النوازل.
وتكثر هذه الصواعد والنوازل في مغارة البيضا الكارستية وتختلف أحجامها حيث تتراوح ما بين 10 – 50 سم .
نقد مهم للملك الظاهر
وفي قلعة مصياف تم العثور على نقد مهم للملك الظاهر غازي بن صلاح الدين الأيوبي، كما تم العثور على منشأة صناعية محفورة بالصخر وعدد من الفصوص الزجاجية والحجرية. والمنشأة الصناعية عبارة عن إحدى القاعات التي لا تزال آثارها باقية في الصخر المحفور بالمستوى الأول من مستويات القلعة التي تبلغ أطوالها 4x 1م ، حيث تم الكشف عن أخاديد محفورة بالصخر طول كل منها 1 م وبعرض 20 سم وعمق 15 سم وهي تعود للقرن الثالث عشر في العصر الأيوبي بين عام 1140 – 1273 ميلادي .
كما تم العثور خلال أعمال التنقيب في القصر الملكي ضمن القلعة الذي يعود بناؤه إلى مطلع القرن الثالث عشر على درج صخري محفور يؤدي إلى قاعة كبيرة كانت تستخدم لأغراض الاستقبال والاحتفال بمساحة 120 م2، كما تم الكشف عن قاعتين جديدتين تحت أنقاض أحد الفراغات في منطقة القصر، ويعتقد بوجود خزان مياه أرضية يعود إلى فترة بناء القصر ما زال تحت الأنقاض..
وعثرت بعثة التنقيب الوطنية أيضاً على مجموعة من القطع الأثرية الهامة التي تشير إلى الحياة اليومية والفنية للناس في ذلك العصر، من أهمها فصوص زجاجية كانت تزين لوحات موزاييك وفصوص حجرية على شكل معينات كانت تزين أرضيات بحرات، إضافة إلى مجموعات متكاملة من الفخار من جرار كاملة وصحون خزفية وكؤوس تعود في مجملها للعصر الأيوبي والمملوكي والعثماني، وعثرت البعثة أيضاً على مجموعة من الفخارات المصنوعة في محافظات دمشق والرقة وحماة والتي تدل على وجود علاقات قوية بين هذه المناطق خلال تلك العصور، وبعض اللقى المعدنية والعظمية التي تشير إلى الحياة في القلعة خلال مراحل تاريخية مختلفة..
وفي بداية عمل البعثة التنقيبية عثرت على نقد أثري فريد مصكوك من معدن البرونز يعود إلى العهد العثماني 1223 هـ، حيث ظهرت عليه نقوش وكتابات ورسوم تؤرخ لأحد السلاطين العثمانيين، وبهذا يصل عدد النقود التي تم اكتشافها في القلعة خلال المواسم التنقيبية الماضية 350 قطعة نقدية.
سُرج فخارية ومكاحل بلورية
وفي موقع – حورتة – على بعد 15كم شمال مدينة أفاميا الأثرية بحماة عثرت البعثة الوطنية البولونية المشتركة على مجموعة من السرج الفخارية والمكاحل البلورية الأثرية التي تعود للعصرين الروماني والبيزنطي.
وحسب البعثة يوجد في موقع حورتة سويتان أثريتان: الأولى رومانية، والثانية بيزنطية، وأعمال التنقيب الأثري لهذا الموسم استهدفت الكشف عن معالم الجزء الأكبر من معبد الإله ميترا الذي يعد أهم ما تم العثور عليه في السوية الأولى، وهو من آلهة النخبة في العصر الروماني ويعود تاريخه على القرن الثالث الميلادي، حيث تم إظهار قسم كبير من المعبد وخاصة المحراب والصالة الرئيسية له، ولوحظت على جدرانه رسوم وأشكال تمثل ميترا والآلهة التي خضعت له خلال تلك الفترة التاريخية ومنها : إله الشمس ويرحبول… وغيرها .
مواصلة كشف أطراف المعبد
وقد واصلت البعثة البولونية الأثرية أعمال التنقيب وقامت بتثبيت وتقوية هذا “الفريسك” الرسوم الجدارية المكتشفة، والكشف عن أطراف المعبد من الجهة الغربية ما أظهر انهياراً شبه تام في سقف الكهف، حيث تم تنظيفه وترحيل الأنقاض منه ما سمح بالعثور على مجموعة من السرج الفخارية التي تعود للعصر الروماني، وعدد من المكاحل البلورية إضافة إلى بعض الكسر الفخارية التي ترجع للفترة البيزنطية.
كما تم العثور على جزء كبير من آنية فخارية كان مفقوداً، حيث تم العثور على قسمها الأول عام 2003 ، وتم اكتشاف القسم الثاني بمكان بعيد نسبياً عن المكان الذي تم العثور فيه على القسم الأول من الآنية مما جعلها الآن مكتملة الشكل والملامح..
وسيتم لاحقاً كشف وإظهار الأطراف الخارجية للمعبد الذي تصل مساحته إلى 200 م2 بما يتيح الفرصة في اكتشاف المزيد من اللقى الأثرية الهامة والتعرف على ما يحويه من أسرار أثرية قديمة، تعكس القيمة الحضارية والتاريخية لهذا الموقع الذي يأتي ضمن سلسلة من المواقع والكنوز الأثرية التي تحتضنها الأراضي السورية.
يشار إلى أنه خلال موسم التنقيب الماضي في موقع حورتة تم اكتشاف كنيسة المعمودية باسم ألكساندروس، وتعد أقدم كنيسة في المنطقة ومؤرخة في العام 421 ميلادي.
علي عادلة