صلاح الدين مصطفى
الخرطوم ـ «القدس العربي»: بحضور أربعة من كبار المصورين في العالم، تشهد الخرطوم أكبر حدث في مجال التصوير الفوتغرافي، وخلال أسبوع كامل، تتحدث الصورة وتعبر عن نفسها في مهرجان «المقرن أسبوع فوتوغرافي».
وذلك في تعاون مشترك بين معهد جوتة الثقافي الألماني فرع الخرطوم وجمعية المصورين السودانيين، «المقرن» وهو النقطة التي يلتقي فيها النيل الأبيض القادم من جنوب القارة الأفريقية بالنيل الأزرق الذي ينبع من أعالي الهضبة الإثيوبية، وجاء اختيار اسم المعرض ليحمل دلالات إلتقاء مجموعة من المصورين الشباب الأفارقة والعرب في الخرطوم عبر ورش عمل ثرية كان نتاجها هذا المهرجان الذي يستمر بين يومي 23و30من شهر أيلول/ سبتمبر الحالي.
مدير معهد جوتة الثقافي مانفريد إيفيل قال: إن هذه الفعالية تأتي بعد نجاح معرض «حكاوي النيل» الذي أقيم في العام الماضي تحت إشراف المصور العالمي أندريه لوتزن، حيث تم توسيعه في هذا العام ليعكس تجارب مصورين واعدين من دول مختلفة هي جمهورية مصر، الجزائر، تونس، المغرب، العراق، فلسطين، الأردن، الأمارات، ويحمل المعرض الإفتتاحي اسم «بالقرب من هنا»، وستصاحب الإفتتاح موسيقى لفرقة بنتاتونيك التي ستؤدي أغنيات من مختلف البلدان العربية.
ويقول رئيس جمعية المصورين السودانيين علاء خير لـ «القدس العربي»: إن السودان وجد اهتماما كبيرا من العالم في الفترة الأخيرة ولذلك كان لابد لنا كشباب سودانيين أن نتقدم لعكس صورة حقيقية عن بلادنا، وتطلب هذا أن نسعى في تطوير إمكانات ومهارات الشباب، ويضيف: «وهذا هو أول مهرجان بهذا الحجم الكبير في السودان، حيث استقدمنا أربعة من أشهر المصورين في العالم هم إندريه لوتزين من ألمانيا، أكن بودي أكن بي وهو نيجيري يعيش في األمانيا ويحمل الجنسية الألمانية وميشيل لوكيدس من جنوب افريقيا».
وسيشهد المركز الثقافي الفرنسي في الخامس والعشرين من هذا الشهر معرض «لمحات» وهو معني بتواصل أجيال المصوريين السودانيين وتعرض فيه مجموعة مختارة من الصور التي تعكس حياة السودانيين في الحقب التاريخية المختلفة، ومن خلال هذا المعرض يتعرف الناس على تطور فن الصورة في السودان من المراحل البدائية الأولى وإلى عصر الديغيتال.
المصور العالمي أكن بودي اكنيبي وهو ألماني من أصل نيجيري، أقام ورشة ضمت مجموعة من المصوريين السودانيين والأفارقة، ستكون حصيلتها معرض باسم «حيث يلتقي النيلان» وفيه تمتزج لقطات مصورين سودانيين وأفارقة، أكن بودي تحدث لـ «القدس العربي» وقال: إن التصوير لغة عالمية لا تحتاج الى ترجمة، فالمصور يعبر بالصورة عن ما يعجز عن قوله اللسان، عبر عن استفادته كثيرا من هذه الورش رغم أنه محترف، ويرى أن تبادل التجارب والأفكار ومعرفة الطريقة التي يفكر بها شبان في دول مثل السودان تمتاز بالتنوع والتعدد، أمر مهم جدا.
وأضاف: «المصورون يعكسون حياة البلد بغض النظر عن نوع الموضوع، ونحن هنا نريد أن نطور المستوى الفني للمصورين الشباب وفي الفنون عموما لا يوجد سقف للإبداع، وفي تقديري وحسب التجربة، فإن المصورين السودانيين يمتلكون الموهبة والقدرة على التعبير عن بلدهم بالصورة، وقد وضح ذلك من خلال نتاج الورش التي أقيمت».
يشتمل المهرجان على معرض بعنوان «عدة أنهر.. نيل واحد» وهو عبارة عن عرض بالبروجكشن لفنانين من ست دول افريقية قدموا حكاوي مختلفة بالصور عن النيل، وهدفت الورشة التي يجيء نتاجها هذا المعرض لتعريف المصورين بكيفية حكاية «قصة بالصور» وتقدم فيه أعمال لمصورين من تشاد، كينيا، إثيوبيا، غانا والسودان.
إيثار محمد جبارة مهندسة اتصالات تعشق التصوير، وهي إحدى المشاركين في هذه الورش وأكدت تميزها باختيار إحدى صورها في البوستر الذي صمم خصيصا للإعلان عن هذا المهرجان. وتقول إيثار إن علاقتها مع الكاميرا بدأت منذ فترة مبكرة، لكنها كانت تجهل الكثير عن الفنون المتعلقة بالتصوير الذي تتنفس من خلاله على حد تعبيرها.
وتضيف أن وجود الكاميرا الدائم معها يجعلها لا تتحسر على اللقطات التي تصادفها في الطريق، فهي جاهزة دائما لإقتناص اللحظة الحاسمة، وتقول إنها تعلمت من هذه الورش أن ترى الصورة كما يجب أن يراها الناس، وليس كما تراها هي وحدها والصورة عندها فن مهم لنقل ثقافة السودان للآخرين وتضيف: «السودان جميل وبه جانب مشرق وليس كله حروب ومجاعات».
ويقول مهند علي وهو أحد المصوريين المشاركين إن الفكرة مدهشة وقد استفاد شخصيا من أفكار المدربة الجنوب افريقية ميشيل لو كيدس، ويضيف أن المهرجان فرصة حقيقية لوضع فن التصوير في مقدمة الفنون التي يحتفي بها الناس.
ويهدف المهرجان بشكل عام لعكس نتائج نشاطات مستمرة في مجال التصوير الفوتوغرافي في السودان، وإشراك المجتمع في الإحتفاء بالصورة ومعرفة تجاوب الناس مع هذا الفن، وهناك أنشطة خاصة بالأطفال، وورش عمل ومسابقات و تتوزع المعارض في أماكن مختلفة بالخرطوم وسوف يتم نقله الى بعض المدن الآخرى في السودان.
صلاح الدين مصطفى