الخطاط فيصل فؤاد الخطيب
الخطاط فيصل فؤاد الخطيب
كتب عامر رشيد مبيض ، مؤرخ حلب عالم آثار Aleppo
فيصل الخطيب أصبح مضرب المثل في حلب ، فأنامله تعزف بالحروف العربية .
يعدُّ فيصل الخطيب شيخ الخطاطين في حلب ، في العقدين الأخيرين من القرن العشرين ، وقلادة في عنق التراث . ما زال يتبوأ الصدارة في هذا الفن ، بعد رحيل الخطاط الكبير المبدع إبراهيم الرفاعي .
ـ استطاع أن يتعلم الخط العربي منذ صغره ، نتيجة لتقليده لأبيه الخطاط فؤاد ، واستهوته تلك الهواية ، فعقد العزم على دراستها من خلال اطلاعه على كراسات كبار الخطاطين الأتراك ، منهم : محمد عزت ، شفيق ، سامي ، والقصيدة النونية للشيخ محمد عبد العزيز الرفاعي ، والإيراني عماد الحسني . وتفتحت عينا الطفل الموهوب على تلك الإبداعات، وتعلق بأسلوب أستاذه الفذ والده ، وجده الشيخ العلامة محمد علي الخطيب.
ـ أخذ الفنان فيصل يتعمق بدراسة هذا الفن من أجل الإلمام بكل ما خفي من تفاصيله . وكانت انطلاقته الأولى حين كلفه أحد المتبرعين ببناء مسجد في حلب بعمل كتابات على محراب المسجد ، فجاء عمله إبداعاً متميزاً وخطوطه سمفونيات تعزف ، وكل واحدة منها مملكة قائمة بذاتها .
ـ وما زالت رحلته مستمرة في ترصيع جدران المساجد الحديثة بروائع الخطوط لأكثر من عشرين مسجداً ، وجميعها بخط الثلث « مجاناً » كما برع في الحفر على المرمر بأنواعه ، وارتقى به مرتبة عالية وبروحانية جميلة .
ـ عمل مع والده الخطاط محمد فؤاد في محلة باب الفرج ، واستمر مع أخيه الخطاط فاروق ، الذي برع وأتقن أنواع الخطوط ، ثم استقل فيصل بالعمل لوحده في محلة شارع يوسف العظمة جانب جريدة الجماهير .
ـ كان جده الشيخ الكبير الخطاط محمد علي الخطيب الذي لقب في عصره « خطاط الشرق » > له العديد من الأعمال الرائعة المنتشرة في جوامع حلب القديمة .