استئصال الثدي والمبيض
كان إعلان خضوع نجمة هوليوود الممثلة أنجلينا جولي لعملية استئصال ثدييها طوعًا، محط أنظار عناوين الصحف العالمية وحاز على متابعة مفصلة على شاشات التلفزيون، وقد مثل هذا الخبر مفاجأة للمتابعين وخاصة وأن جولي ظهرت قبلها بثلاثة أشهر على شاشات التلفزيون أثناء زيارتها مخيمات اللاجئين في جمهورية الكونغو وبدت بصحة جيدة.[76]
وقالت انجلينا أنها قررت الإعلان عن خضوعها لعملية استئصال لثدييها في خطوة لتشجيع كل سيدة للتفكير إن كنت معرضة للإصابة بسرطان الثدي. وقد استمرت عملية الإستئصال 8 ساعات، وبعد ذلك أنجلينا قامت بزراعة ثديين.[77]
وأقدمت أنجلينا على هذه الخطوة بعدما أخبرها أطباءها بأنه في حال لم تستئصل ثدييها فإن نسبة إصابتها بمرض سرطان الثدي يبلغ 87 في المئة وذلك بسبب الجين المسبب للمرض والذي ورثته من والدتها.[78]
وكتبت جولي في صحيفة نيويورك تايمز أن سبب وفاة والدتها في سن الـ56 عاما إصابتها بالسرطان واكتشاف الأطباء أنها تحمل الجين المتحور (بي.آر.سي.إيه1) الذي يكشف عن مخاطر عالية للإصابة بالسرطان هو ما دفعها لاتخاذ هذا القرار الصعب خوفًا من أن يفقد أطفالها السبعة والدتهم.
وقالت في مقالها بعنوان «خياري الطبي» أنها تتحدث مع أطفالها عن جدتهم وعن المرض الذي أدى إلى وفاتها، ووجدت نفسها تحاول جاهدة في كل مرة تشرح بها طبيعة المرض الذي خطف والدتها، وأضافت في مقالها: «وسألوني ما إذا كان نفس الشيء يمكن أن يحدث لي، فكنت أقول لهم ألا يقلقوا لكن الحقيقة أنني أحمل جينا معيبا».
وقالت جولي عن تأثير العملية أنها تركت جرحين صغيرين جدًا، وعدا عن ذلك فكل شيء لا يزال على ما يرام، ولا أزال أنا نفسي، وبالنسبة لأطفالي لا أزال أنا أمهم الذين عرفوها، وسأقوم بأي شيء في حياتي لأكون معهم لأطول وقت ممكن. وعن الجانب الأنثوي، تقول جولي إنها لا تشعر أنها أقل أنثوية من ذي قبل، على العكس، إنها تشعر أنها أكثر قوة لأنها قامت بقرار مهم وقوي وقال وزير الخارجية البريطاني ويليام هيغ الذي رافق أنجلينا جولي في جولتهما إلى الكونغو، أنه يعتبرها امرأة شجاعة وستكون بمثابة أمل لكثيرات من النساء حول العالم، وأضاف هيغ في مقابلة مع سكاي البريطانية، أنها مهنية جدًا وقامت بكثير من الأعمال الإنسانية إلى جانبي في الأشهر الأخيرة.
وقال هيغ لم يلفت إنتباهي أن أنجلينا كانت تخضع للعلاج، وأن قيام أنجلينا باتخاذ قرار مشاركة العالم بتجربتها، هو شيء يدعو إلى الاحترام ولا يقوم به إلا الشجعان.[76]
ولا تعتبر جولي أول شخصية مشهورة تتحدث عن مرض السرطان علنياً. ففي عام 2009، أعلنت نجمة التلفيزيون البريطاني جييد غودي (27 عاماً ) بأنها مصابة بسرطان عنق الرحم، وأدى وفاتها في شهر مارس من ذلك العام إلى ازدياد عدد السيدات اللواتي خضعن لاختبارات للكشف المبكر عن الإصابة بالسرطان.
وقال رئيس جمعية سرطان عنق الرحم روبرت ميوزيك “شهدنا ازدياد في عدد السيدات الراغبات بإجراء فحص عنق الرحم”، مضيفاً ” بلغت هذه الزيادة حوالي 400 الف سيدة، أي بزيادة قدرها 12 في المئة”.
وأشار إلى أنه عندما أصيبت جييد بسرطان عنق الرحم وأعلنت أنها في الايام الأخيرة من حياتها، كان الجميع في بريطانيا يتابعون أخبار مرضها طوال اليوم”.
وأوضح ميوزيك ” إن الجمعية شهدت زيادة في الإقبال على خدمات الجمعية بنسة 300 في المئة”، مشيراً إلى أن “تأثير مرض جييد كان ضئيلاً ، فبعد وفاتها انخفضت مجدداً نسبة السيدات اللواتي يجرين فحص عنق الرحم”.[78]
بالإضافة إلى المغنية البريطانية ميشيل هيتون من فريق «ليبرتي إكس» التي خضعت لنفس العملية قبل شهرين من أنجلينا، بعدما تبين أنها تحمل عيبا في الجينات قد يؤدي إلى إصابتها بسرطان الثدي، وفي جميع تصريحاتها تقول هيتون إن العملية تبدو أسوأ مما هي عليها في الواقع، وتضيف: «راحة البال والبقاء حية إلى جانب أطفالي أهم من أي شيء آخر»، كما أن هيتون خضعت لعملية ترميم الثديين وهي بصحة جيدة وحاولت أيضا مثل أنجلينا مشاركة العالم بتجربتها الشخصية لتخفيف معانات النساء اللاتي يعانين في صمت.[76]
قررت ملكة جمال مقاطعة كولومبيا ألين روز الخضوع لجراحة لاستئصال الثديين مباشرةً بعد مشاركتها في مسابقة انتخاب ملكة جمال الولايات المتحدة، التي أجريت في يناير 2014. وكانت روز قد فقدت والدتها فيما كانت هي في سن المراهقة، على أثر إصابتها بسرطان الثدي مما دفعها إلى الإقدام على هذه الخطوة الوقائية حتى لا تلقى مصير والدتها التي توفيت وهي في سن 51 سنة. عن هذه الخطوة تقول روز: «أفضل أن أستأصل ثديي على أن أصاب بسرطان الثدي كما حصل مع والدتي، كونه قد تبين أني عرضة، جينياً، للإصابة بالمرض نظراً إلى التبدلات الجينية التي ظهرت في الفحوص التي أجريتها.
وتقول: «كثر فوجئوا بالقرار الذي اتخذته، علماً بأني اخترت الحياة بدلاً من الجمال، ولن أسمح لهذه الأمور بأن تطغى على صحتي التي تحتل الأولوية عندي. وأنا لا أخاف من أن أعيش حياتي دون ثديين. صحيح أن آراء الاطباء الذين استشرتهم انقسمت بين من شجعني على استئصال الثديين ومن لم يجدوا ضرورة لذلك، لكني فضلت الخضوع للجراحة كخطوة وقائية تحميني من المرض، وأنا في سن 24 سنة أي قبل 3 سنوات من السن التي أصيبت أمي فيها بالمرض للمرة الأولى. لقد عرفت أمي طيلة حياتي وهي بثدي واحد ولم يؤثر ذلك أبداً على صورتها عندي كأم مثالية وزوجة رائعة. وبالنسبة إلي ليس لفقداني ثديي أي تأثير على مستقبلي وعلى أهدافي في الحياة.[79]
وعن تأثير قصة استئصال أنجلينا لثدييها، يقول الدكتور ريتشارد فرانسيس أنها “ستنشر الوعي بين السيدات”، موضحاً أن هناك العديد من انواع سرطان الثدي، وهو أمر لا يعرفه الكثير من الناس، ونحن لا نريد أن تصاب السيدات بالهلع بتاتاً بل أن يكن واعيات إلى خطورة الاصابة بهذا المرض”.
وأضاف فرانسيس “يجب توعية السيدات بأن جين BRCAI يرفع احتمال الاصابة بسرطان الصدر والمبيض”.
وقد أعلنت المنظمات الخيرية المتخصصة في مجال مكافحة سرطان الثدي عن حدوث زيادة بمقدار أربعة أضعاف في عدد السيدات اللواتي يستفسرن عن إمكانية استئصال أثدائهن منذ أن أعلنت النجمة أنجلينا عن إجرائها لتلك العملية لتقليل خطر إصابتها بالمرض.
كما أظهرت أرقام تخص جمعية بحوث السرطان في المملكة المتحدة حدوث زيادة بمقدار أربعة أضعاف في عدد المكالمات التي تصلها عبر خط المساعدات، بالتزامن مع الزيادة المماثلة التي حدثت في عدد زيارات السيدات لموقعها الإلكتروني على شبكة الإنترنت وكلها تتعلق بسبل محاربة سرطان الثدي واستئصاله، وكل ذلك منذ إعلان النجمة أنجلينا عن استئصال ثدييها للحد من خطر إصابتها بهذا المرض.[80]
وتجرى الفحوص في بعض البلدان الأوروبية وفي أحد مستشفيات لبنان، لكنها تجرى بشكل أساسي في أميركا وتحديداً من خلال شركة MYRIAD حصراً.[79]
استئصال المبيض
ذكرت مجلة “بيبول” الفنية، في 15 مايو 2013 أن نجمة هوليوود أنجيلينا جولي تعتزم الخضوع لعملية جراحية لاستئصال المبيض. وحتى بعد العملية التي أجرتها لاستئصال ثدييها إلا أنها لا تزال جولي تواجه احتمالات بنسبة نحو 50% للإصابة بسرطان المبيض. ووفقا للمجلة فإن جولي الآن، “تخطط أيضا للخضوع لعملية جراحية لاستئصال المبيض”. وذلك وفقا لوكالة الأنباء الألمانية.[81]