يستمر معرض الفنانة الإماراتية فاطمة عبدالله «ليدي ديزاين» حتى الخميس المقبل في جامعة إيسمود الفرنسية للأزياء في مدينة دبي الأكاديمية، وقةمت فيه أفكاراً ومفاهيم متنوعة في كيفية تصوير الأزياء، فعلى التراب المتراكم بسبب أعمال الطرقات، وكذلك بالقرب من المعدات الخاصة بأعمال الطرقات، التقطت صور العارضات، بالإضافة إلى صور أخرى على الصخور وفي الحافلات.
اللافت في المعرض الذي كان مخصصاً لأزياء طلاب الجامعة، على الرغم من أنه غير جديد، هو وجود التصاميم بالقرب من الصور، بحيث يمكن للجمهور أن يشاهد فساتين ترتديها العارضات عن كثب، لتصبح الصور أكثر وضوحاً بعين المتفرج الذي سيتمكن من اكتشاف التفاصيل الخاصة بالأزياء، من خلال الصورة والحقيقة في آن .
وشمل المعرض الذي أقامته عبدالله بعد 10 سنوات من دخولها مجال تصوير الأزياء صوراً خاصة بالجمال، ركزت من خلالها على الوجه، حيث أبرزت المصورة من خلال أعمالها الجمال الطبيعي، ونعومة وأنوثة المرأة، وكذلك قوتها من خلال الألوان الدافئة التي سيطرت على أجواء صورها. وحرصت عبدالله في المعرض على عرض الأعمال التي تمثل نظرتها وأسلوبها الخاص في عالم التصوير، ليكون بمثابة تعريف بخطها وأسلوبها.
راحة ذاتية
وقالت عبدالله عن أعمالها «أحببت أن أظهر شعور المرأة، وهي ترتدي الأزياء سواء الفستان أو العباءة، لذا أهتم بأن تكون المرأة في صوري مرتاحة مع ذاتها»، مضيفة عن اختيار الجامعة مقراً لمعرضها الأول «كوني أصور الأزياء والجمال، فهذا يعطي الأعمال حقها في الجامعة، لأن المكان يعج بأشخاص من أهل الاختصاص، وهذا لا يظلم الأعمال».
وجمعت عبدالله في المعرض صوراً للوجوه وأخرى للأزياء، وعن طريقة التعامل مع الاثنين، أوضحت «عندما أريد أن أتعامل مع الوجه، أفضل أن يكون طبيعيا، وأركز عليه كي أبرز جماله. لذا، لا أفضل الماكياج القوي على العارضات عندما أصور جمال وجوههن، وغالباً ما أبحث عن الوجوه بنفسي، ولا أسأل وكالات عرض الأزياء تقديم أي عارضة فحسب»، لافتة إلى الصعوبة التي تتأتى من البحث عن هذه الوجوه. وقالت «غالباً ما تكون هؤلاء العارضات التي أختارهن من دون خبرة . وبالتالي، هذا يعذبني في التصوير، كونهن لسن محترفات في التعامل مع الكاميرا، وهذا يتطلب وقتاً أطول».
ولتخصص عبدالله في تصوير الأزياء والجمال أسباب عدة، قالت عن أبرزها «اخترت الأزياء كوني منذ الصغر أهوى الجمال، وكل ما يرتبط بعالمه. لذا، أردت من خلال التصوير أن أظهر رؤيتي الخاصة للأزياء، لأنني كمصورة أضع أفكاري حين أصمم مشاهد كاملة لكل زيّ».
وفي ما يتعلق بكيفية وضع المشهد الخاص بالزي، أوضحت أنها تضع المشهد قبل أي شيء، إذ ترسم رؤيتها الخاصة التي تناسب التصميم، ثم تختار الموقع الخاص بالتصوير والماكياج وتسريحة الشعر المناسبة .
التزام
أوضحت فاطمة عبدالله أن قيما كثيرة يجب أن يتمتع بها الفنان، بالإضافة إلى الخبرة والإبداع، ومنها الالتزام بالمواعيد، مستشهدة بقصة تعرضت لها قائلة «التزمت بموعد تصوير مع مصممة أزياء، لأفاجأ في يوم التصوير أنني استيقظت مريضة، وحرارتي مرتفعة جداً، لكنني رفضت تأجيل الموعد، وأصررت على التصوير في اليوم نفسه، لأن الالتزام يكرس مصداقية المصور مع الذين يتعامل معهم». |
وأضافت «من المهم لي أن أتحدث مع مصممة الأزياء، وأعرف الفئة العمرية التي تريد أن تجذبها من خلال الصورة وهدفها من الفستان. وبناءً على ذلك، اختار الموقع الذي قد يكون داخل الاستديو أو في الطبيعة».
وتابعت «العباءة عادة ما تصور في الاستديو، لكني أعمد إلى تصويرها في الخارج، لأننا نرتديها في الخارج وفي الحدائق، وهكذا تكون أقرب إلى الطبيعة» .
ويتأثر اختيار الموقع الخارجي بعامل الطقس، حسب عبدالله التي روت بعض التفاصيل، قائلة «حين صورت أزياء طالبات الجامعة، كان الهواء قوياً، وهذا ساعدني من ناحية في منح الأزياء حركة، لكنه جعلني ألجأ إلى إجراء تعديل بسيط على الألوان، كي أخفي الرمال القوية».
الإماراتية الأولى
ولفتت عبدالله إلى أنها الإماراتية الأولى التي دخلت هذا المجال، إذ تعرفت لاحقاً إلى مصورة إماراتية في العين تصور الأزياء، غير أنها ترى أن لكل شخص ما يميزه في هذا المجال. لذا، أكدت أنها تبحث دائماً عن أفكار مختلفة تميزها، وتبتعد قدر الإمكان عن التقليد. وهي تحب تصوير الأزياء الإماراتية التي تعجبها، وبالتالي تقصد المصممات الإماراتيات أن شعرت أن تصاميمهن جميلة ومميزة.
وأفادت بشأن الألوان الدافئة التي تسيطر على صورها «هذا الأسلوب الجديد للتصوير، وشخصياً أحب أن أكون مواكبة لكل جديد، لكن هذا لا يمنع أن أميل أحياناً لأختار الألوان الكلاسيكية»، موضحة أن اختيار وضعية العارضة يكون بين الوقوف والجلوس، وأنها تصور العارضة بأكثر من طريقة، ما يمكّنها من اختيار اللقطات المناسبة للفستان، وكيف يبدو أجمل.
ورأت مديرة جامعة ايسمود الفرنسية للأزياء تمارا هوستال أن أهمية المعرض تكمن في عرضه تصوير الفنانة لأزياء طلبة تخرجوا من الجامعة، معتبرة أنه جزء من تعليمهم . وقالت «على الطلاب أن يعتادوا طريقة التصوير الخاصة بالأزياء، وكانت هذه الجلسة التي أقامتها فاطمة عبدالله مهمة بالنسبة إلينا كجامعة، وبالتالي عرضنا للأعمال يساعد الطلاب والمصورة على حد سواء».
وذكرت أن الأزياء مهنة تعد حديثة في دبي، «لكن المصممين في دبي يتمتعون بالإلهام والابتكار اللذين هما جزء من العملية الترويجية للأزياء في المنطقة. وبالتالي، كل شيء يتعلق بالأزياء يخدم هذا الهدف، وهدفنا الأساسي من خلال الجامعة أن نقدم المواهب الناجحة التي ترتبط بهذا المجال على مختلف أوجهها».