يضم المعرض صوراً التقطها رضا منذ بدايات عمله، منها ما يمثّل شخصيات شهيرة كالزعيم الأفغاني الراحل أحمد شاه مسعود الذي كان صديقاً له. تطالعنا أيضاً، وبعنوان «وجوه»، صور للاجئين سوريين بعدسة الإماراتي علي بن ثالث الذي، بموازاة عمله كمصوّر، يشغل منصب الأمين العام لـ «جائزة حمدان».
أما مفاجأة المعرض فهي الصور التي التقطها أولاد سوريون بأنفسهم وكان رضا قد التقاهم عام 2013، في مخيم كفركوسك للاجئين قرب أربيل في كردستان العراق، حيث درّبهم على تقنيات التصوير الفوتوغرافي. تتراوح أعمار هؤلاء الأولاد بين 12 و15 سنة، وقد جاءت صورهم جميلة ومعبّرة تختصر مشاهد من حياتهم اليومية كلاجئين. ومن أروع اللقطات، صورة لمايا رستم اختيرت كملصق للمعرض. وخلال عمله مع هؤلاء، أسس رضا مشروعاً جديداً عنوانه «صوت اللاجئين خارج الوطن»، ويقضي بأن يتعاون المصوّر مع مفوضية الأمم المتحدة للاجئين لتنظيم محترفات لتعليم الأطفال والشباب تقنيات التصوير في مخيمات اللاجئين في العالم. وهنا لا بد من التذكير بأن عدد اللاجئين في العالم يبلغ 60 مليون شخص وفق إحصاءات الأمم المتحدة.
في لقائه مع الإعلاميين الذين أتوا لمشاهدة المعرض في الهواء الطلق، عبّر رضا عن سعادته الكبيرة بالعمل مع الأولاد ودهشته بمنجزاتهم الكبيرة، قائلاً بمرح أنه يغار منهم، وأن التطورات التقنية الكبيرة والثورة الرقمية التي عرفها فن التصوير، تتيح لمن يهوى هذا الفن اليوم أن يصبح محترفاً منذ الصغر.
وروى تجربة لقائه الفتاة رستم التي كانت في الحادية عشرة من العمر عندما تعرف إليها، فأدهشته بتصميمها وإرادتها على تجاوز الصعاب التي واجهتها في المخيم، منها البرد القارس والثلج. انتظرت يومين حتى تتمكن من التحدث معه بسبب انشغاله مع أطفال آخرين، وحين التقته قالت له: «أريد أن أتعلم التصوير حتى أستطيع أن أروي للعالم ما أشعر به وما أعيشه اليوم». واختصرت بعبارتها ما سعى المصوّر دائماً الى تحقيقه في عمله منذ أكثر من ربع قرن، وهو أن تكون الصورة أداة لمخاطبة العالم.
في هذا المعرض، كما في معارضه السابقة وفي الكتب التي صدرت له، يبتعد رضا من المواقف السياسية المباشرة، مركّزاً على رؤية إنسانية في التعامل مع الحروب والكوارث الطبيعية، هو الذي عانى الديكتاتورية في بلده وأجبر على الهجرة، فوجد نفسه متنقلاً من بلد الى آخر حيث تسود الحروب والصراعات الدموية. لكنه في تحقيقاته المصوَّرة وتوثيقه الدمار والموت، يبتعد من الفاجعة ملتفتاً إلى مشاهد من الحياة اليومية، راصداً لحظات الأمل التي يعيشها البشر وسط الدمار والحطام.
وفقا لما نشر بصحيغة دار الحياة.