وأشارت إلى أن الحياة البشرية مثلما تتسم بالبساطة تتسم أيضا بالتعقيد والمكابدة، وقد عانت المرأة في مجتمعاتها عبر العصور والأزمنة محاولة إثبات ذاتها وتحقيق تطلعاتها، واستطاعت قديما وحديثا أن تصل إلى هرم السلطة في عدة دول وكيانات مثل كيلوباترا، وأنديرا غاندي وما إلى ذلك، ومازال صراعها مع من حولها مستمرا.
وعن اللوحتين اللتين فازتا بجائزة «برج إيفل» في المسابقة التي أقيمت بباريس قالت العبدالهادي: «موضوع اللوحتين من زاوية أخرى هي معالجة القضية عبر تناغم اللون وتذوق اللون كان منذ الأزل عندما عشق الإنسان قوس قزح وترقب ظهوره من جيل إلى الآخر».
وتابعت: «في اللوحة الأولى نشاهد إطلالة المرأة عبر عنقها الطويل، ونظرة الثقة التي تدل على وجودها كأنها تقول أنا موجودة، كما أن اللون ذا الحمرة بالأسفل ليس نابعا من حمرة الخجل، وإن كان ميزة تتمتع بها المرأة، ولكن هنا حمرة الممنوعات والمنقصات والعراقيل، وقفي لا تتقدمي، ولكنها أبت ذلك لتنهض من حولها الماء ينبوع الحياة والنماء والخصوبة والحضارة بكل معانيها، هكذا هي رسالتها. فالمرأة هي المرأة عبر العصور والأزمنة فكيلوباترا، وأنديرا غاندي وأن ماتا جسدا لكنهما موجودتان روحا وعملا وإصرارا وعزيمة».
وعلقت على اللوحة الثانية قائلة: «تأتي مكلمة للوحة الأولى موضوعا، وإن اختلفت شكلا حيث يمكن أن يشكل الرجل عنصرا دعما للمرأه أو عكازا تتكئ عليه بين الحين والأخرى، ولكن القرار يبقى قرارها والتغير يبقي يميل لها».
وأضافت «وقد استخدمت هنا الحرف العربي لرشاقته وجماله لإيصال رسالة أنه منذ البدء كانت الكلمة، فالكلمة هي اللغة والفعل والفشل والنجاح، كما هي الدعم والمساندة والحب والكراهية، ودور الرجل يجب أن يكون إيجابا دعما عبر الكلمة الثناء والتشجيع، فالكلمة لها مفعول السحر، فهي كل الوقود الذي يحرك كياننا نحو مزيد من الإبداع والتألق».
وأشارت العبدالهادي إلى أنه شارك في المسابقة 30 فنانا من عدة دول منها تونس وفرنسا وألمانيا والعراق والسودان وغيرها من الدول.
وفقا لما نشر بصحيفة الجريدة.