أحمــــد عمــــر ذاكرة الثورة ورائد التصوير في اليمن
لا ندري بالتحديد متى ظهر التصوير الفوتوغرافي في اليمن، إذا ما كنا نعني به، ظهور الكاميرا، إلا اننا نعرف أن لليمن كثيراً من الصور التي أرخت لها، والتي نشاهدها في الكتب التاريخية وكتب المذكرات والمواقع الإلكترونية، ولعل أهم الصور القديمة لليمن والتي التقطت بآلة التصوير المعروفة، كان قد التقطها محترفون وهواة من غير اليمنيين، كالمستشرقين والرحالة، والعاملين الأجانب في اليمن… وهي تلك أولى الصور وأقدمها التي تؤرخ لليمن، واحتفظت بجزء من ذاكرته.
ولا ندري متى ظهرت الكاميرا في اليمن، لكن كثيراً من الصور التي نعثر عليها تعود إلى مطلع القرن الماضي، وبعضها لأواخر القرن الذي يسبقه، لكن نجوى عبدالقادر ترى أنه تم إنشاء (معهد لهواة التصوير الفوتوغرافي والسينمائي في عدن ، في عام 1950م وكان مقتصراً على هواة التصوير الفوتوغرافي والسينمائي يضم عدداً قليلاً من المصورين المحترفين والهواة، وتباع فيه كاميرات التصوير الفوتوغرافي باسعار زهيدة)
وإذا ما تحدثنا عن تاريخ التصوير في اليمن، فلا بد أن يحضر اسم المناضل المصور أحمد عمر، الذي يعود إليه الفضل في التاريخ لثورة 62م، وثوارها وحالة الشعب اليمني حينها، سياسيا، واجتماعياً وثقافياً، ويقال أن الامام استقدمه من عدن ليكون مصوره الخاص، وقد صور كثيراً من المراسم الخاصة بالإمام، كما صور مشاهد الإعدام التي كان ينفذها الإمام بحق الثوار…ويعود إليه الفضل في توثيق وحشية الإمام، وإباء الثوار… ومن أشهر الصور التي التقطها صورة الشهيد أحمد الثلايا قبل الإعدام. ولم يتوقف أحمد عمر عند ذلك بل لقد صور كثيراً من المناظر الأثرية والتاريخية، ومظاهر الحياة الاجتماعية والعلمية في اليمن.
ولد الفنان أحمد عمر العبسي في عام 1911 تقريبا وتوفي في 28 اغسطس 1976. وهو أول مصور في اليمن والجزيرة العربية. وبدأ فن التصوير في أوائل العشرينيات في مدينة عدن. وفتح الاستديو الأول في كريتر-عدن- عام 1930 وفي عام 1949 انتقل إلى تعز وهناك فتح الاستديو الوطني أول استديو في شمال الوطن- من خلاله قام بتصوير وتوثيق حركة الأحرار وصور الشهداء عام 1955-1959م وعام 1948 – صور معظم الشخصيات في الحكم الملكي ودخل قصر الإمام كأول مصور بعد اقناع الحاشية الملكية بضرورة أخذ الصور وكذلك بداية تصوير الحجاج (فاقنع الإمام أحمد) كونه قد عرف المصور أثناء زيارته لعدن عام 1946.
والتقط صوراً للمدن الرئيسية خلال الخمسينيات وصوراً للشهداء وثوار الحركة الوطنية وصور الخريجين من المدرسة الأحمدية. واهتم بجمع التراث الوطني.
سمى الاستديو الذي افتتح في شارع 26 سبتمبر خارج الباب الكبير باستديو «أحمد عمر» وكان معلما لتجمع الحركات والوطنية ـ واجتمع في منزله معظم القوى الوطنية في الشمال والجنوب وكان مأوى ومقراً للجبهة القومية التي حاربت الاستعمار البريطاني. دخل الاستديو عبدالفتاح إسماعيل وسالم ربيع علي وعلي عنتر ومطيع وعبدالله عبدالولي ناشر ومعظم قادة الجبهة الوطنية أثناء الكفاح المسلح ضد الاستعمار الانجليزي.
قال عنه الدكتور عبدالعزيز المقالح: “لم يكن فناناً باحثاً عن المال ولا باحثاً عن الشهرة، وإنما كان يبحث عن صور الوطن وراء الكاميرا واستطاع الأحرار أن يجعلوا من صوره ملحمة تروي وضع اليمن وحالة الشعب الذبيح”. وفقا لما نشر بصحيفة الثورة.