تضارب بشأن دواعي إلغاء دورة المهرجان 2017
«مراكش الدولي للفيلم» في مهب الريح
المصدر:دبي ـ غسان خروب
التاريخ: 04 يوليو 2017
لم يمر إعلان إلغاء الدورة الـ 17لمهرجان مراكش الدولي للفيلم، حيث الخبر قلب موازين صناع الأفلام العرب والغرب على حد سواء، ممن كانوا يأملون بعرض أعمالهم على شاشاته، ليضع ذلك المهرجان الدولي للفيلم الذي يعد الأكبر في المملكة في مهب الريح، لا سيما وأن أسباب الإلغاء جاءت متضاربة.
ففي حين احالت إدارة المهرجان السبب إلى عملية التطوير، علقت وسائل إعلام مغربية السبب على شماعة فك الارتباط مع شركة بوليميك سيستيم سينما الفرنسية التي تولت عملية تنظيم المهرجان طوال دوراته الماضية، لا سيما بعد تهديد غالبية صناع السينما المغربية بمقاطعة المهرجان، بسبب الهيمنة الفرنسية عليه.
خبر الإلغاء لا يزال ساخناً في ميادين التواصل الاجتماعي، وتمكن في غمضة عين أن يتحول إلى «ترند» على موقع تويتر، حيث عبر بعض رواد هذه المواقع عن استغرابهم ورفضهم للقرار، على اعتبار أن «مراكش السينمائي» يعد واجهة للإبداع السينمائي العربي، فضلاً عن كونه ساحة رحبة تعرض شتى انتاجات السينما العربية والأوروبية والهندية وغيرها، فيما باتت أروقته بمثابة «صفوف» لتدريس أصول الفن السابع، حيث اعتادت إدارة المهرجان على تنظيم «ماستر كلاس» على هامش الفعاليات.
بيان
تأجيل دورة المهرجان التي كانت مقررة مطلع ديسمبر المقبل، إلى 2018، واقعة تحدث للمرة الأولى منذ تأسيس المهرجان في 2001، في حين لم تتضح الأسباب الحقيقية وراء هذا القرار، لتكتفي إدارة المهرجان ببيان رسمي، كتب بالفرنسية.
قال فيه: أن «المهرجان سيتوقف لدورة واحدة فقط، على أن يعود ليستأنف من جديد في 2018»، مضيفة أن القرار «يأتي لتمكين المهرجان من مواصلة مهمته المتمثلة ليس فقط في النهوض بالصناعة السينمائية المغربية، ولكن أيضا للانفتاح على ثقافات أخرى وعلى الواقع الذي لا محيد عنه لعالمية الفن السابع».
مشيرة إلى أنه «سيتم خلال هذه الفترة الانكباب على تحديد وإعطاء دينامية للتغيير الذي يتوخى إرساء تنظيم جديد وآليات جديدة تأخذ بعين الاعتبار التطور الذي يعرفه العالم الرقمي، من أجل خدمة، بشكل أفضل، رؤية أهداف المهرجان».
بعض وسائل الإعلام المغربية، لم تكتف بما جاء في البيان، لتذهب ناحية التفتيش عن الأسباب الحقيقية التي أدت إلى اتخاذ القرار، حيث عزت السبب الحقيقي إلى تخلي إدارة المهرجان عن الشركة الفرنسية «بوليميك سيستيم سينما» التي أشرفت لسنوات على تنظيم هذه التظاهرة، وقالت إن المهرجان بسبب هذه الشراكة حصل على انتقادات معظم السينمائيين المغاربة، الذين هددوا بمقاطعته بعد لمسهم لطغيان الطابع الفرنسي على دورات المهرجان الذي يعد الأكبر والأهم في المملكة المغربية.
دعم
ولفتت التقارير المغربية، إلى أن المهرجان يحصل سنوياً على نصيب الأسد من الميزانية المخصصة لتنظيم المهرجانات والتظاهرات السينمائية في المغرب، كما يحظى ايضاً بدعم بعض المؤسسات الكبيرة.
وبينت أن دوراته الأخيرة قوبلت بهجوم حاد من قبل صناع السينما المغاربة، بسبب طغيان الصبغة الفرنسية على المهرجان، حيث كان عدد من المخرجين، قد أعربوا، إبان انعقاد الدورة الماضية، عن غضبهم من محاولة الشركة الفرنسية طمس «الهوية المراكشية عن المهرجان»، مهددين في الوقت ذاته بمقاطعة المهرجان.
وفي هذا الصدد، كان المخرج المغربي محمد الشريف الطريبق، قد أطلق نداءً عبر الفيسبوك، طالب فيه بتحرير المهرجان مما وصفه بـ «الاستعمار الفرنسي»، داعياً إلى الدفاع عن الوحدة الترابية للوطن سينمائياً، وقال في بيانه إن «المغرب هو صاحب البيت بسينمائييه ومثقفيه وفنانيه بامتياز وليس بجيبه فقط».
فيما أكد المخرج إدريس شويكة، عبر صفحته على الفيسبوك، أن هناك هيمنة فرنسية كلية على المهرجان، وهو ما عكسته سيطرة الأفلام الفرنسية أو التي تشارك فرنسا في إنتاجها، أو تدخل في سلسلة التوزيع الفرنسية، على الورقة التقنية لأفلام المهرجان.