اعتاد الصائمون إحضاره كمشروب على مائدة الإفطار في شهر رمضان الكريم، وتذكر المصادر العالمية أن تسميته أصلها عربي، وهي شجرة دائمة الخضرة تنتمي إلى أسرة تعيش بشكل طبيعي في المنطقة المُتوسطة، بما يشمل المشرق العربي والمغرب العربي، ومن الدول العربية الموجودة فيها “ليبيا” بالقرب من مدينة البيضاء، يستخرج منها شراب حلو المذاق يسمى “الرُب” يضاف أحيانا إلى العصيدة.
شجرة ممتدة الظلال دائمة الخضرة يصل ارتفاعها إلى ما بين 15 و17 متر في عمر 18 سنة، الأوراق ريشية تتكون من عنق طويل، ثمرة جافة تتبع الفصيلة البقولية، وهي كبيرة الحجم دائمة الخضرة تنمو في الأراضي الصخرية الجافة، وقد استخدم لب الثمرة كطعام حلو، وله العديد من الفوائد الرائعة، بالإضافة إلى مذاقه الجميل، ويشتهر أنه يمكن تناوله كأكل وكعصير، هو الخروب.
تاريخه
اعادت بعض المراجع أصولها إلى سوريا وفلسطين وكانت تسمى حينها بازلاء البحر المتوسط.
كما جاء ذكر هذه الشجرة في كتاب العجاب في بيان الأسباب، عندما كان النبي سليمان إذا نبتت الشجرة قال “لأي داء أنت فتقول لكذا وكذا فلما نبتت شجرة الخروب قال لأي شيء أنت قالت لمسجدك أخربه قال: تخربينه قالت نعم قال بئس الشجرة”.
وجاء ذكر شجرة في الكتاب المقدس، وزرعت في منطقة حوض البحر الأبيض المتوسط قبل حوالي 4000 سنة وكان اليونانيون القدماء على معرفة بالكثير من فوائدها واستعمالاتها، من إسبانيا قام أحد المهاجرين الإسبان بنقلها إلى المكسيك وأمريكا الجنوبية، وعمل الإنجليز على نقلها إلى جنوب أفريقيا والهند وأستراليا، وتبين السجلات التاريخية بأن شجرة الخروب قد نقلت إلى أمريكا عام 1854 وإبان الحملة العسكرية البريطانية إلى إسبانيا خلال الفترة من 1811 – 1812 كانت قرون الخروب تقدم علفًا لخيول سلاح الفرسان البريطاني ولا زالت ثمار الخروب تستعمل في كثير من البلدان لتغذية الحيوانات.
كما يرتبط الخروب بقصة النبي زكريا، فتقول الرواية أنه اختبأ في خروبة في قرية سبسطية وقد تبعه جنود القائد الروماني هيرودوس وشاهدوا ردائه من الخروبة التي لم تستطيع حمايته فنجحوا في قتله من خلال منشار، قبل أن يُقذف برأسه في نهر الأردن.
وهناك معتقدات أن هذا النوع من النبات ظهر لأول مرة في المناطق العربية منذ الألفية الثانية قبل الميلاد في مصر بالتحديد، وما يدعم هذه النظرية من خلال تقارير تحتمس الثاني، ورمسيس الثالث، أن خشب هذا النبات استخدم كمادة بناء، بالإضافة إلى ذلك فإن شرائط النسيج المستخدمة في تحنيط الموتى مستخرجة من ثمرة الشجرة.
قديمًا استخدم الكنعانيون وغيرهم بذور الخروب كأداة وزن واكتشفت جرار بزر الخروب في جلجولية وكفر ثلث ويعتقد أنها كانت للوزن وربما للعدد.
جلب الرومان الشجرة في القرن الأول قبل الميلاد إلى اليونان وإيطاليا، كما واصل العرب استخدام وزراعة الشجرة في شرق وجنوب إسبانيا وعلى طول ساحل شمال أفريقيا.
وهو طعام لتسمين الخنازير والمواشي، ولكن كان يَعِزّ على الابن الضال في المثل الذي ضربه المسيح، وقد اشتهى الابن الأصغر عندما جاع في الكورة البعيدة أن “يملأ بطنه من الخرنوب الذي كانت الخنازير تأكله فلم يعطه أحد.
فوائده
يساعد العسل المستخرج منه في علاج الاكتئاب، وتقليل التوتر والقلق ويعمل على تزويد الجسم بالطاقة، يحتوى الخروب على أحماض تعمل بمثابة مسكن، مضاد للحساسية، مضاد للجراثيم، مضادات لأكسدة، مضاد للفيروسات وكمطهر، يحسن الهضم ويخفض مستوى الكوليسترول في الدم، يستخدم لعلاج الإسهال في الأطفال والبالغين على حد سواء، لا يحتوي على مادة الكافيين، لذلك فهو مفيد للناس المصابين بارتفاع ضغط الدم، الاستخدام المنتظم للخروب يساعد في الوقاية من سرطان الرئة، يحتوى الخروب على فيتامين يساعد في علاج السعال والانفلونزا، يحتوي على الحديد، والذي يساعد على التغلب على فقر الدم.
يحتوي الخروب على حمض يعرف باسم “Gallic acid” والذي يساعد في منع وعلاج شلل الأطفال في الأطفال، يعتبر علاج مضاد لمرض هشاشة العظام، بسبب غناه في الفوسفور والكالسيوم، يقوم المطربين بمضغ الخروب لأنه يعمل على مسح الصوت والحلق، يُساعد الكليتين في عملهما وتقويتهما، كل هذه الفوائد تشجعك على تناول الخروب سواء عصير أو أكله، كما يمكنك استبدال المشروبات الغازية لك ولأطفالك بالخروب وغيره من العصائر الطبيعية.
استخدامات أخرى
يستخدم مسحوق الخروب كبديل عن مسحوق الكاكاو أو الشوكولاته في الكعك، والكعك والحلويات، لصنع الكعك والفطائر، وتستخدم رقائق الخروب بدلاً من رقائق الشوكولاته، المشروبات الساخنة من الممكن أن يستخدموا مسحوق الخروب بدلاً من القهوة، أصحاب المخابز والمعجنات يعتبرون الخروب عامل مهم وبديل تجاريًا؛ حيث يمكن استخدامه لتجعل قوام العجين سميك.
أضراره
لم يتبين حتى الآن وجود أي أضرار أو آثار جانبية سلبية عند استخدام الخروب بأي شكل، لكن يحذر من الإكثار من تناوله خاصة من قبل مرضى السكري، إذ يتم تحليته بكميات كبيرة من السكر.
