دمشق -سانا
ينحو الشاعر الدكتور راتب سكر في مجموعته الشعرية الصادرة مؤءخرا بعنوان “إكليل من شوك” تجاه مواضيع إنسانية أخذت شكل البوح الوجداني والفلسفة الذاتية.
وكتب الشاعر والأديب الدكتور نذير العظمة في معرض تقديمه للمجموعة “يتنوع شكل القصيدة عند راتب سكر ولكنه يتألق في وحدة الشخصية الفنية والفكرية وقصائده يتعانق فيها السرد والصورة في إيقاعات حديثة وخاطرة شعرية غنية بإضاءاتها السريالية”.
واعتمد سكر في هذه المجموعة على نمط شعري خاص يقوم على التفعيلة المقتطفة من بحور الخليل الشعرية لتساعده على صنع جو موسيقي يلف مكونات القصيدة كما في قصيدة “عربات ظلام”.. “عربات في دروب من ظلام..لوحت خلف زجاج خافت النور.. أياد من حنين بمناديل تدلت..كطيوف لعذارى هائمات..في قطار من سحاب”.
وفي المجموعة يعبر الشاعر سكر عن رؤيته للشعر فيحتفي بهذه الرؤية ويجعل من القصيدة اميرة تعبر في موكب وترفل بالجمال والجلال كقوله في قصيدة “مواكب عيد الشعر”.
“مشت القصيدة في مواكب من نحيب نشيدها..كانت ترتل وهي فاتحة ذراعيها..مطرزة عباءتها..بأنوار لفتنتها وفيض من جلال وجودها”.
والقصيدة عند سكر فسحة للمكاشفة الداخلية وإخراج ما يجول بصدره من حزن صامت فقال في قصيدة “ضجر قديم”.. ضجر يسكن صوتي..والأغاني في يباب..من أعالي موج أيامي يغطي يبس الصمت..نشيدا فأرجع الرؤءيا بقلبي مالئا نفسي بفيض من رعود”.
المجموعة الشعرية من إصدارات الهيئة العامة السورية للكتاب تقع في 141 صفحة من القطع المتوسط وتعبر عن أسلوب حداثوي خاص في الشعر الحديث.
يشار إلى أن راتب سكر أستاذ الآداب العالمية والأدب المقارن في جامعتي حماة ودمشق صدر له في الشعر ست مؤلفات من بينها “وجهك وضاح ثغر باسم”و”في حضرة العاصي” و”سلافة الروح” وفي القصة مجموعة بعنوان “تقارير كاذبة” أما في الدراسات الأدبية فلديه أربعة إصدارات منها “أسماء على ضفاف العاصي” و”مدخل إلى الأدب العربي في العصر العثماني”.
سامر الشغري