لملمت الأعمال الدرامية حلقاتها وانصرفت مع نهاية الموسم الرمضاني بعد أن تركت لدى الجمهور انطباعات متباينة مع كل ما حملته من حبكات وقصص وجهد لكوادرها من المخرجين والكتاب والفنانين والفنيين.
واستطاعت الدراما السورية مع مرور العام السابع من الحرب على سورية أن تحضر على الشاشات العربية وتجذب المشاهدين اليها معتمدة على ارث وتاريخ كبيرين من الاعمال الناجحة وذات السوية الفنية العالية وعلى أسماء النجوم من الفنانين السوريين المحبوبين لدى الجمهور العربي.
وعن أثر الاعمال الدرامية لدى الجمهور حول ما شاهدوه خلال شهر رمضان المبارك استطلعت سانا بعض الآراء فعبر كل من المترجمة رينا خنيسة وزوجها أسامة الجردي عن تفضيلهما لمسلسل شوق عن سواه من الأعمال الرمضانية وقالت خنيسة “حمل شوق حالة إنسانية ورومانسية خاصة ومميزة من خلال قصة بطلته ومرضها الى جانب اضاءته على موضوع مهم ومغيب في وسائل الاعلام والدراما وهو معاناة المخطوفات لدى الإرهابيين وملامسته بطريقة فنية لما يعانينه من ألم ووجع نفسي وجسدي بأداء مميز من الممثلات والممثلين وباخراج متمكن”.
بدوره قال الطبيب قيس خير بيك إن “وجود بعض الأعمال الكوميدية على قلتها كان أمرا ضروريا للمشاهد السوري ليخرج من حالة الحزن جراء الحرب على سورية مثل مسلسل أزمة عائلية الذي شكل فسحة جميلة للمشاهد السوري ليرى واقعه الصعب بشكل ساخر كنوع من الكوميديا السوداء”.
وتوافقه الرأي الموظفة حسناء ناصر التي اوضحت ان أزمة عائلية شكل العمل الكوميدي الأفضل مع فقدان مسلسل بقعة ضوء ألقه في جزئه الثالث عشر.
المهندسة ربا ابراهيم قالت “الأعمال الدرامية التي تقدم مشاهد العنف بشكل مباشر وفج لم تعد تجذب الناس فالجميع أصبح يهرب إلى الأعمال الخفيفة على أمل الخروج من حالة الكآبة لذلك شكل مسلسل سنة اولى زواج من خلال احداثه الواقعية البسيطة حالة فنية جميلة ومسلية”.
أما الطالب الجامعي فراس حنا فرأى أن مسلسل قناديل العشاق كان الأجمل من بين ما قدمته الدراما خلال هذا الموسم وشكل خلطة خاصة بين البيئة الشامية والغناء والاستعراض وقدم قصص حب جميلة نحن بأمس الحاجة لها في وقت صار فيه الحب نادرا.
السائق مجد نوفل وجد في مسلسل الهيبة حالة تشويقية جديدة وقال “قل ما نشاهد مسلسلات سورية مليئة بالاثارة والحركة كما شاهدنا في مسلسل الهيبة الذي اقترب من الاعمال الاجنبية بجودته وقصته وممثليه”.
وتخالفه الرأي المحامية نور الشطا التي قالت “تقديم أعمال درامية تتركز مواضيعها حول الانفلات من القانون والفوضى وتمجيد وتجميل عمل العصابات أمر خطير جدا على المجتمع وعلى الشباب والمراهقين تحديدا حيث يبحث هؤلاء عن القدوة في مثل هذه الأعمال وهي في النهاية مسلسلات لا تشبهنا في شيء وتسيء لقيمنا الاجتماعية”.
وعن أعمال البيئة الشامية التي صار لها حصتها من الدراما السورية في كل عام قالت ربة المنزل روضة قاسم “مسلسلات البيئة الشامية تعيدنا لأيام زمان حيث كانت الالفة بين الاهل والجيران وقيم الخير والتعاون هي السائدة في المجتمع الى جانب انها مسلية وتحمل الكثير من القصص والتشويق واجملها هذا العام كانت مسلسلات طوق البنات وباب الحارة وخاتون”.
أما الموظفة ناهد وحيد وجدت في اعمال البيئة الشامية استخفافا بعقول المشاهدين من خلال التكرار الذي تقع فيه عام بعد آخر الى جانب ابتعادها عن الكثير من حقائق وتاريخ دمشق ما يسيء لها ولتاريخها معتبرة ان كثرة هذه الاعمال لتلبية طلبات القنوات العربية لها اكثر من الجمهور السوري.