دمشق-سانا
ترى الكاتبة والناقدة الدكتورة عفاف الشب أن الدراما السورية ما زالت في الطليعة عربيا رغم ما يوجه لها من انتقادات في ظل الظروف التي تمر بها البلاد.
ومهمة النقد الحالية برأي الشب تكمن في دعوة صريحة وقوية للتصويب والارتقاء بالدراما السورية لتعود إلى مجدها السابق.
وأضافت الدكتورة الشب في حديث لسانا.. “شكلت أعمال هذا الموسم الدرامي لدى الكثير من السوريين نوعا من المفاجأة حيث كنت أتوقع لها النجاح الأكبر ولكن على ما يبدو انه هناك مسائل مازالت عالقة تعرقل تطور هذا المنتج الفني الهام ومنها على سبيل المثال ضعف النصوص الدرامية المقدمة ومراعاة رغبات السوق الإعلامية بشكل واضح”.
وتابعت .. “لم يكن العمل الوطني الملامس لقضايا الناس في ظل الأزمة حاضرا هذا العام بالشكل الذي يجب تناوله” معتبرة أن تناول عمل وطني بامتياز لن يلقى رواجا إنتاجيا وتسويقيا إلا أن أقدمت على إنتاجه مؤسسة إنتاج وطنية.
أما عن مقومات نجاح الدراما السورية أوضحت كاتبة فيلم حادثة على الطريق انها غير متوفرة حاليا والتي تتعلق بانتقاء نصوص درامية لكتاب ممن لهم باع في تاريخ الكتابة بصفة عامة ومن ذوي الفكر ومشيرة إلى ان “هناك دخلاء أصبحوا فجأة كتابا دراميين”.
ولفتت الدكتورة الشب إلى ان الكثير من أهل الفكر والمثقفين الحريصين على الدراما السورية يتمنون أبعاد النص الدرامي عن الأقلام الضعيفة من ناحية الخبرة والدقة في المعلومة التاريخية ومدى تطابقها مع طبيعة الظروف وحاجات المواطن بصفة عامة مبينة انه لا يجوز لشخص لم يحصل على تعليم فوق الجيد أن يصبح كاتبا دراميا وإن كان موهوبا في الكتابة والسرد سبب عدم دقة المعلومة عنده.
صاحبة المجموعة القصصية غاب القمر ترى اننا نملك بعض المخرجين ممن لهم سويتهم المهنية والفنية العالية قالت عن أعمال البيئة الشامية .. “تفتقد أعمال البيئة الرائجة حاليا لكاتب درامي محترف واختصاصي في تاريخ المدن والشعوب وهذا يتطلب تكليف مستشار تاريخي عند كتابة أعمال البيئة لتوثيقها وهذا ما طالبت به مرارا إلا أن شركات الإنتاج ربما لا يعنيها ذلك تحت ذريعة ان هذه الأعمال تقدم قصة للتسلية وليس عملا تاريخيا” معتبرة أن ما سمته اختلاط للأحداث في بعض أعمال البيئة الشامية يؤكد ضرورة التوثيق التاريخي.
وحول أهمية لجان المراقبة والمشاهدة للأعمال الدرامية لإجازة عرضها أوضحت الدكتورة الشب ان هناك منتجين يرفضون فكرة وجود الرقيب كلها مؤكدة ان الواقع الذي تعيشه الدراما بسبب الحرب الظالمة على سورية يستلزم تفعيل دور اللجنة الاستشارية العليا للدراما التي ساهمت في أحداثها لتجاوز المشاكل العالقة في دائرة الرقابة الفكرية وتجاوز عقبات اللجان الخاصة.
أما عن النقد الدرامي في وسائل الإعلام قالت عضو اللجنة الاستشارية العليا للرقابة على النصوص الدرامية في التلفزيون العربي السوري “نحتاج للنقد الجاد الذي يبتعد عن العلاقة الشخصية مع الفنانين أو الكتاب أو المخرجين لتصويب لمسار الدراما السورية التي لها شهرتها ومكانتها” مشيرة إلى ان لدينا اليوم عشرات النقاد من الصحفيين إضافة إلى نقاد مواقع التواصل الاجتماعي ممن يمارسون النقد السلبي للدراما بصورة تنافس المنتج الدرامي في إشكالاته.
وحول الأعمال الدرامية المشتركة والمقتبسة من أفلام أو روايات أجنبية لفتت الناقدة الشب إلى ان هذه الأعمال لا تشبهنا وتتناول أفكارا جريئة بعيدة عن حياتنا كدراما المافيات والعصابات.
وترى الدكتورة الشب ان الدراما السورية بخير وإن عانت من بعض السلبيات وتعبر عن تفاؤلها بمستقبل الدراما وتختم حديثها بالقول.. “الدراما السورية بهمة الشرفاء لا بد أن تتلمس طريقها إلى النجاح من جديد بعد أن أثار تراجعها الرأي العام ورغم كل المناخات غير الملائمة حاليا لتطور واضح المعالم وسريع الحضور”.
الكاتبة والناقدة عفاف الشب حائزة شهادة الدكتوراه في تاريخ العرب والإسلام وعملت في التدريس وشغلت منصب مدير تربية مساعد لشؤون التعليم الفني ودرست في بعض الجامعات السورية واللبنانية ولها مقالات وأبحاث في الإعلام المطبوع ومحاضرات وندوات في التلفزيون وكتبت أكثر من مئة وخمسين سيناريوها إذاعيا ثقافيا وتاريخيا وسياسيا ولها أبحاث علمية في عدة جامعات عربية وحائزة عدة جوائز من منظمات دولية ولديها مخطوطات لنصوص دراما ولها عدة أفلام سينمائية طويلة مثل فيلم دموع مرام من إخراج نجدة أنزور وفيلم حادثة على الطريق إخراج رشا شربتجي وكرمت من عدة دول عربية وصدر لها مجموعة قصصية بعنوان غاب القمر وديوان شعري بعنوان رفيف الأماني ورواية بعنوان حبر الأنثى.
محمد سمير طحان