فوتوغرافيا
العمل بصمت ثم الفوز، عُمان مثالاً
سحر الزارعي- الأمين العام المساعد للجائزة
@SaharAlzarei
كانت الفرحة التي شعرنا بها أكبر من أن تُوصف، كل العرب المشاركون والحاضرون في معرض فوتوكينا 2014 شعروا بسعادةٍ مفاجئة وفخرٍ واعتزاز بلا حدود، كأس العالم الخاصة بـمنظمة الفياب لفئة الشباب تحت سن 16 سنة ذَهَبت لفريق سلطنة عُمان، أيضاً كأس العالم لفئة الشباب تحت سن 21 سنة حصدها أبناء السلطنة متفوّقين على أشهر دول العالم في هذا المجال ! هذا ليس كل شئ، بل توسّع الإنجاز الخليجي العربي العُماني باتجاه الإبداعات الفردية حيث ظَفِرَ شابّان وفتاة بمراكز متفوّقة في الفئات الشبابية، كانت سلطنة عُمان هي العنوان العريض للفرح، الإنجازات العُمانية المتتالية عطّرت الأجواء بشحنات السعادة والفخر والكثير من الثقة بالإبداع العربي.
من كان وراء ذلك ؟ الجمعية العُمانية للتصوير الضوئي التابعة لمركز السلطان قابوس العالي للثقافة والعلوم، تلك الجمعية التي لم يتجاوز عمرها العامين ! لكن القائمين عليها وعلى رأسهم السيد أحمد البوسعيدي وأعضاء فريقه لم يعبؤوا بقوانين الزمن ولا بمعايير الإنجاز التقليدية المتكلّسة، بل كان إيمانهم بالمواهب البصرية التي تضجّ بالإبداع والحماس والطاقة منقطع النظير، فكان أن بدأت المسيرة بالعمل الجاد الدؤوب الصامت وبالصقل عالي الحرفية والخطط الدقيقة التي تعرف تماماً خطواتها ووجهتها وأهدافها.
كل من شاهد الإبداعات العُمانية شعر بالدهشة من الذوق البصري العالي والحس الفني المكثّف، كان من الواضح أن المجهودات التي بُذلت لم تكن خبط عشواء، لم تكن مجرّد محاولات لتطوير المستوى أو تحقيق إنجازات محلية محدودة ! المستوى كان عالمياً، الفوز لم يكن مجرّد “توفيق” حصل نتيجة تظافر عددٍ من الظروف ! الفوز أتى عن سبق الإصرار والاستهداف، أتى كنتيجةٍ حتمية للعمل الصامت الجاد الذي يعرف أين ومتى وكيف يفجّر المفاجأة ويلفت أنظار العالم. هذا الإنجاز يُعتبر شهادة ميلاد لجيلٍ فنيّ جديد برعاية هذه الجمعية الرائعة، جيل جديد يستبعد فكرة الحدود من قاموسه الفكري، هذا الجيل سيكون مدرسة محلية تعيش مفردات العالمية في كل أبجديات مكنوناتها المهارية والمعرفية والإبداعية. جيل يفهم الصورة كما يجب أن تُفهم، ويتحدّث لغة التصوير بمخارج الحروف الصحيحة.
كلنا فخر واعتزاز بهذا الإنجاز العُماني الصاخب، الذي لم يأخذ حقه بعد في الترويج الإعلامي من وجهة نظري، العديد من الأصدقاء والزملاء كتبوا مشكورين عن الجمعية وعن الإنجاز العربي الفريد، وتناقلت بعض وسائل الإعلام الحدث، لكن هذا ليس كافياً ! يجب على كل إعلامي محترف أن يساهم بأداء واجبه في إيصال هذه التجربة المميزة للجميع كي تكون نموذجاً يُحتذى في صناعة الإنجاز، وحرفة الفوز.
فلاش
الفوز هو أكثر الهوايات خطورة .. ومتعة
— مع Sahar Alzarei.