«موطني» للفنان السوري العالمي هارتش أرباش في باريس
14 تشرين الأول 2014
.في حدث سوري عالمي إنساني بامتياز ووسط أجواء فنية مفعمة برسائل الحب والسلام أقام الفنان السوري العالمي هارتش أرباش مساء أمس فعالية فنية إبداعية باسم «موطني» في كنيسة القديس سيفيران بحي القديس ميشيل وسط العاصمة الفرنسية باريس وذلك ضمن احتفالات الليلة البيضاء التي تشهدها فرنسا.
وفي حوار لمكتب سانا بباريس أكد الفنان أرباش أن الفعالية هي صرخة سلام وألم وأمل كما هي عمل فني يهدف لخدمة الإنسانية في سورية ولا يخدم السياسة موضحاً أنها رسالة وطنية إنسانية سامية جامعة لكل السوريين بعيداً عن المصالح التجارية أو الشخصية لتتوجه إلى كل السوريين.
وقال أرباش: «إن فعالية موطني عمل نابع من القلب وموجه إلى القلب»، منوهاً بالفن باعتباره الوسيلة الأمثل لخدمة وتقديم هذه الرسالة السورية السامية طالما بقي الفن بعيداً عن المصالح السياسية أو التجارية أو الشخصية متمنياً أن ينتهج الفنانون في _بنك:سورية مشاريع وطنية تخدم الرسالة السورية السامية وهي رسالة المحبة والسلام والحضارة الإنسانية.
وفي رمزية للاندماج الموحد بين الديانتين السماويتين الإسلام والمسيحية أشار أرباش إلى إقامة فعالية موطني في كنيسة القديس سيفيران التي ترمز للمسيحية وكذلك اختيار اللون الأخضر للإنارة الداخلية في أرجاء الكنيسة كرمز للإسلام مؤكداً أنه بهذا الاندماج نقدم ديناً موحداً تم تدعيمه عبر طقس ديني موحد يخدم فكرة انتصار الفرد على الألم بمشاركة الجميع في إذابة الآلام وذلك تعبيراً عن اندماج الأديان مع بعضها لتكون ديناً موحداً يهدف لخدمة الوطن والإنسان وهو دين العمل الإنساني الجماعي نحو المحبة والسلام.
وأكد الفنان العالمي السوري أن كلمة موطني وحدها جمعت أكثر من خمسة وأربعين شخصاً في بداية إعداد وتنفيذ الفعالية حتى وصل عدد المشاركين اليوم إلى أكثر من ألفي شخص ساهموا جميعاً في تنفيذ فعالية موطني.
وعبر الفنان أرباش عن شكره لجميع المشاركين المبدعين المحبين للسلام والداعمين لفعالية موطني الذين ساهموا بطاقة إيجابية كبيرة في تقديم الفعالية بهذا المستوى الراقي وعلى رأسهم القائمون على خدمة كنيسة القديس سيفيران والعطار الفرنسي العالمي المشهور فرانسيس كيونجوعبر مشاركته الإيجابية بتقديم عطره المبتكر خصيصاً لفعالية موطني مجاناً وكذلك دار سيختيدون للشموع وهي أقدم دار للشموع في العالم وشاركت أيضاً بالعمل والأفكار مجاناً إضافة للموسيقار الفرنسي صاموئيل الذي استوحى من الأشعار الوطنية موسيقاه الشرقية البديعة.
وتوجه الفنان أرباش إلى السوريين جميعاً في الوطن الأم بالتأكيد على أن التسامح هو الحل الأمثل للخروج من آلام الوضع الراهن في سورية فالجميع يسامح الجميع كخطوة نحو السلام لافتاً إلى أن الإنسان السوري هو المسؤول الأول عن تحقيق السلام في بلده كما أن كل سوري اليوم هو مسؤول عن الحل.9
ودعا ارباش إلى العمل جميعاً على بناء وطننا سورية بروح المشاركة والتسامح كما كنا دائماً لأن سورية هي الحضارة والإنسان وكذلك هم السوريون منذ فجر تاريخ الإنسانية وعلى مر العصور وهكذا سنكون دائماً متسامحين محبين للسلام طالما كنا سوريين.
وشهدت الفعالية مشاركة من مبدعين عالميين في مجال الموسيقا والعطور والشموع إضافة إلى أكثر من ألفي شخص من السوريين والفرنسيين إذ كانت بامتياز عملاً فنياً إبداعياً تميزت بالرائحة السورية التي تملأ أجواء المكان وتداعب أحاسيسه وذكرياته من خلال العطر الفواح الصادر من ذوبان الشموع المعطرة برائحة سورية قام بتحضيرها العطار الفرنسي كيونجو حيث مزج فيها روائح الياسمين والأرض برائحة سورية أصيلة تذكر الحاضرين بذكريات الطفولة في سورية وبمحبة الأرض السورية وبدم الشهيد الذي طالما كان هو الثالوث المقدس لكل السوريين.
كما حفلت الفعالية بموسيقا شرقية رائعة تصدح في المكان لأشعار وطنية تعبر عن عمق حب الوطن من أشعار محمود درويش ونزار قباني رددها الموسيقار صاموئيل وعزفها على آلة الأورغ على امتداد سبع ساعات متواصلة.
وفي إشارة للألم وضعت شموع صغيرة لها شكل مسامير بجانب بعضها على طول أرض الكنيسة بشكل طريق ومعطرة بمزيج من رائحة الياسمين والأرض والدم كإشارة لرائحة سورية وهي تقدمة من دار سيختيودون للشموع فيما جسدت الفعالية طقساً دينياً موحداً متمثلاً بمشاركة كل زائر بوضع الشموع المسمارية على المذبح بشكل جماعي لتفوح منها بعد أن تذوب رائحة سورية في إشارة إلى أن ذوبان الألم تفوح منه رائحة الأمل والمحبة والسلام التي هي رائحة سورية.
وفي نهاية فعالية موطني شكل المشاركون من الشموع المسمارية المذابة تمثالاً شمعياً سيبقى مع المذبح بشكل تمثال تذكاري يحمل اسم موطني.
يشار إلى أن باريس تشهد كل عام وفي أول أسبوع من تشرين الأول فعاليات الليلة البيضاء وذلك على غرار الليالي البيضاء التي تقام في الدول الاسكندنافية وقد سميت البيضاء نظراً لأن كل المعالم والمتاحف والمعارض تبقى مفتوحة طوال الليل أمام العامة مجاناً ويحضرها فنانون ومسؤولون.
سان