“عدنان أيلوش”.. تحديثات “العود” لمواكبة العصرية
الاثنين 30 حزيران 2014
الفردوس
أولى اهتماماً خاصاً بآلة “العود” وأضاف إليها بعض التعديلات، فزاد عدد الأوتار إلى 18 وتراً، وغيّر مفاتيح العود من خشب إلى معدن، وألّف كتباً نظرية دُرِست في المعهد العالي للفنون المسرحية.
مدونة وطن “eSyria” التقت بتاريخ 23 حزيران 2014، الأستاذ في المعهد العالي للموسيقا “نزيه أسعد” الذي تحدث عن الفنان “عدنان أيلوش” وقال: «تعلم العزف على آلة “العود” في سن مبكرة دون معلم يساعده، وفي عام 1947 الذي افتتحت فيه وزارة المعارف -أي التربية حالياً- المعهد الموسيقي الشرقي، انتسب إليه وتخرج فيه عام 1955، لتعينه الوزارة ذاتها نظراً لمؤهلاته مدرساً للموسيقا في مدارس “دمشق” الثانوية وفي المعاهد المتوسطة، وبعدها تابع التدريس في المعهد العربي للموسيقا، والمعهد العالي للفنون المسرحية إلى أن أحيل إلى التقاعد في العام 1989».
ويضيف: «حول بيته المتواضع الصغير إلى معهد كبير يقوم فيه بتدريس الموسيقا والعزف لعشرات الطلاب الذين يؤمون بيته كل يوم، وإبان فترة نشاطه التي امتدت من عام 1955 ولغاية عام 1989، ساهم مساهمةً كبيرةً في تأليف العديد من الفرق الموسيقية إلى أن وافته المنية في عام 2003م، أما مؤلفاته الموسيقية فهي أحد عشر سماعياً من مختلف المقامات من أهمها: “غابات الفرلق” من مقام “سوزدلارا”، وسماعي من مقام “اللامي”، وسماعي من مقام “زنجران”، ومقطوعة موسيقية بعنوان “السماح” وتضم عشرة
أستاذ الموسيقا نزيه أسعد |
أوزان، وأخرى بعنوان “تحية”، وثالثة بعنوان “لقاء” وهي من مقام “العجم عشيران” الذي يقابل مقام “سي بيمول ماجور” في الموسيقا الغربية، إضافة إلى مقطوعات مثل: “أفراح”، “خيال”، “ذكرى في أوسلو”، “قصتي مع ملاك”، و”ليالي الريف”».
أما الباحث “صميم الشريف” فيشير في كتابه “الموسيقا في سورية” بالقول: «يجيد “عدنان أيلوش” العزف على آلتي “العود” و”القانون”، وقد أولى الأولى اهتمامه أكثر فعمل على تطويرها لتستطيع مواكبة إنجازات العصر الموسيقية، حيث زاد عدد أوتار “العود” من خمسة أوتار مزدوجة، إلى ستة أوتار مثلثة (كل وتر يتألف من ثلاثة أوتار)؛ وبذلك أصبح “العود” قادراً على أداء أقصى الجوابات بطريقة سهلة، كما أدخل عليه الأوتار المعدنية مما أضفى على صوته حساسية ورقة وجمالاً زادت في تناغمه مع أوتار “العود” الأخرى، وغَيّر موضع حامل الأوتار المعروف باسم “الفرس” فأصبح في قاعدة “العود” عوضاً عن صدره، بما يجعله قادراً على تحمل مزيد من الضغط والشد، كما استعاض عن المفاتيح الخشبية القديمة بمفاتيح معدنية لولبية على غرار مفاتيح “الغيتار” و”الماندولين” و”البانجو”، زود “العود” بمكبر للصوت بغية استعماله عند الحاجة، وحامل للكتف ليسهل
الموسيقا في سورية. |
على العازف عملية العزف عليه وقوفاً».
وأضاف: «أول ردود فعل ظهرت حول هذا التطوير جاءت من “تونس” في أعقاب مهرجان “تستور الدولي” عام 1980، فقد جاء في كتاب الدروة الرابعة عشرة للمهرجان ما يلي: (كان ابتكار الأستاذ “عدنان أيلوش” العجيب لتطوير آلة “العود” من عشرة أوتار إلى ثمانية عشر وتراً مفاجأة موسم عام 1980، فكانت التجربة رائدة ولاقت التشجيع الكبير، وتجاوب الجمهور معها بالتصفيق والهتاف، ونحن من جهتنا ندعو إلى تعميم هذا الاقتحام الموسيقي العملاق في ربوع وطننا العربي)».
أما عن مؤلفاته النظرية فيبينها “الشريف” ويقول: «أهمها “الموجز في دراسة آلة العود” ويضم تمارين موسيقية ومقطوعات في المقامات الشرقية وفروعها التي تضم أربعين مقاماً في الموسيقا العربية، وكتاب “النظريات الموسيقية العالمية” ويضم جميع قواعد الموسيقا الغربية، وكتاب “مقتطفات موسيقية” يضم المقامات العربية مع شرح تفصيلي لها، وإضافة إلى العديد من الكتب منها: “الصولفيج الغنائي”، “القراءة الإيقاعية (بونا)”، “الأدب الموسيقي”، “التاريخ الموسيقي”، “علم التجويد”، “العود الحديث” وكتاب “الأناشيد” الذي دُرِّس في المعهد العالي للفنون المسرحية في “دمشق”، أما مؤلفاته الغنائية فهي: أوبريت “شهداء العروبة”، و”أربعون
الباحث صميم الشريف |
نشيداً”، وأغنية “لا تلومي الوردات” الشعبية، وأغنيتا “ما كان يخطر على بالي”، و”يا محيرني بجمالك”».
يذكر أن، الفنان “عدنان أيلوش” ولد في “دمشق” 1929م، في أسرة شعبية محافظة امتهن أفرادها تجارة الخضار والفواكه، فلم يعرف عنهم أي ميل فني، باستثناء “عدنان” الذي عانى الأمرين من موقف الأسرة لإصراره على دراسة الموسيقا قبل أن ترضخ على مضض، وتوفي في “دمشق” أيضاً عام 2003م.