“فؤاد كمال الدّين”.. خبايا التّصوير مقصده
الأربعاء 14 حزيران 2017
شارع العابد
عشق “فؤاد كمال الدّين” الكاميرا منذ بداية حياته، حيث استطاع من خلالها أن يخلق الانسجام بين ما كان يرى من جمال، وما يتركه هذا الجمال في النفس لتظهر صورته ومشاهده بكامل التميز والإتقان.
مدونة وطن “eSyria” التقت بتاريخ 8 حزيران 2017، المصور “فؤاد كمال الدّين” تجوب وإياه جولاته مع كاميرته عبر رحلته الطويلة، فقال: «في “سرغايا” عام 1945 ولدت وتعلّمت، والتّصوير عندي لم يكن مجرد هواية، بل كان عشقي، فتعلمت أصوله وقواعده وحصلت على شهادة مهنيّة في فن التّصوير، كانت لدي كاميرتي الفوتوغرافيّة الخاصة، وشاركتني كل ذكرياتي مع أهلي وأصحابي، كانت صوري وبشهادة كل من رآها وكأنها تتكلم. عملت باستديو تصوير في “شارع خالد بن الوليد”، ثم في استديو آخر له مكانته، إضافة إلى عملي بوظائف وأعمال متنوعة إلى إن عُيّنت عام 1970 في التلفزيون العربي السّوري، دائرة التّصوير السنيمائي، وفي عام 1980 انتقلت إلى دائرة الكاميرات المحمولة، وبدأت التعلّم على كاميرا التّصوير السّينمائي كمساعد مصور، كنت آخذ من الزملاء المصورين الخبرة، وأعمل لأوقات طويلة بلا مقابل في سبيل تحقيق هدفي في امتلاك أصول التّصوير على هذه الكاميرا، فكان
في أحد معامل الأدوية |
لي ذلك بوقت قياسي، وأصبحت المصور ذا الحضور المطلوب لأغلب الفعاليات والأحداث. أحببت التّصوير وأصبحت مهنتي التي أعشق، تعلقت بها، واعتنيت بكل تفاصيلها، فهي الوحيدة التي لم تدخل الصّيانة، ولم تحتج إليها».
ويتابع: «مسيرتي الطّويلة النّاجحة برفقة الكاميرا كانت نتيجة يقيني الكامل بأن الصورة لا تحتاج إلى الكاميرا فقط، بل تحتاج إلى العين التي تجسّد هذه الصورة وتعطيها الإحساس وتصقله، وكان تعاملي مع الخبر وتصويره لا يأتي إلا بعد أن أطلع على فحوى الخبر المطلوب تصويره بالتعاون مع المحرر، ليتسنى لي تحديد الزاوية المناسبة والتركيز على التّفاصيل، وإن تعددت وتنوعت الأماكن لأخذ اللقطة الجميلة الصّحيحة بزمن محسوب ومدروس من دون الزّيادة التي تفرض العمل والمونتاج.
وكان تصويري لبرنامج “سورية اليوم” المثال الأوضح لذلك؛ فقد كان يأخذ عرض هذا البرنامج 20 دقيقة ليتم الحديث فيه عن الوطن وما تحقق من مشاريع وأعمال، وكان هذا العمل يستلزم
المصور فؤاد برفقة الزملاء |
مني تصوير مدة زمنية لا تتجاوز 25 دقيقة».
وتحدث المصور التّلفزيوني “مهند الحلو”؛ وهو واحدٌ ممن تعلموا على يد المصور “فؤاد كمال الدّين”، وأخذوا أصول العمل عنه، فقال: «كانت لي الفرصة الممتازة؛ لأن مرحلة التّدريب جاءت مع المصور “فؤاد”، ثم مرحلة العمل معه كمساعد مصور؛ فهو لم يتوانَ في وضع تجربة عمله الطّويلة التي امتدت على مدى سنوات طويلة بين يدي، وإن دلّ ذلك على شيء، فهو يدل على الرّوح المعطاءة الكريمة والثّقة بالنفس، فرافقت مدربي، وأخذت عنه ألف باء التّصوير، وزادني من المعرفة الكثير، ودأب في توسيع مداركي للعمل في التّصوير، ومكّنني من كاميرتي، حيث تابعني باهتمام من البداية، ولم يتردد في أن يعطيني فرصة العمل مكانه في بعض مهماته ليرفع من معنوياتي، ويضيف إلى تجرية التّدريب لدي المزيد من خلال ملاحظاته وتوصياته، ولن يفوتني أن أزيد بأن ما أخذته عنه لم يقف عند العمل
المصور مهند الحلو |
وفن التصوير والكاميرا، بل تعداه إلى أبعد من ذلك، فقد أخذت منه فن الحياة التي خبرها بما فيها من تجارب كثيرة ومتنوعة.
ما يجدر ذكره، أن المصور “فؤاد” الذي درّبني وعلّمني علّم الكثيرين من المصورين وبذات الرّوح التي علّمني بها، فكان له الحضور المستمر والدائم في حياتهم ومجريات عملهم حتى الآن».