المصوّر نيك أوت… من الجحيم إلى هوليوود
17 مارس 2017
وفي هذه المناسبة نشرت الوكالة تقريراً حول المصور الشهير، من إعداد الصحافي جون روجرز. واختصر أوت مسيرته المهنية الطويلة في مجال التصوير الصحافي، قائلاً “من الجحيم إلى هوليوود”، في إشارة إلى أنه غطى أفظع الحروب وأكثرها مأساوية، كما التقط صوراً لألمع نجوم هوليوود على السجادة الحمراء.
وحازت صورة “فتاة النابالم” اهتماماً عالمياً، ووصفها المراسل الحربي الحائز بدوره على جائزة “بوليتزر”، بيتر أرنت، بأنها “عكست دراماتيكياً ما تحول إلى حدث عادي في فيتنام على مر السنين. آثار هجوم النابالم في القرى البعيدة. مدنيون قتلوا وأرعبوا بفعل الحرب. صور كانت نادرة”.
وأضاف أرنت “كشفت الصورة جزءاً لا يتجزأ من صورة الحرب، ما جعل نشرها أمراً في غاية الأهمية”.
كان أوت في الحادية والعشرين من عمره فقط عندما التقط الصورة التاريخية، في 8 يونيو/حزيران عام 1972، ثم وضع كاميرته جانباً كي يسرع بالطفلة كيم فوك (9 أعوام) إلى المستشفى، حيث أنقذ الأطباء حياتها.
والتقط بعدها عشرات المئات من الصور، بينها صور لألمع نجوم هوليوود على السجادة الحمراء أو صور لهم في قاعات المحكمة.
وفي هذا السياق، التقط صورة شهيرة للممثل الأميركي روبرت بلايك يبكي في قاعة المحكمة، بعد تبرئته من تهمة قتل زوجته. ووثّق لحظة احتفال مغني البوب الشهير، مايكل جاكسون، بعد تبرئته من تهمة التحرش الجنسي بالأطفال.
أما الأمر الأكثر سريالية فهو التقاطه صورة النجمة الأميركية، باريس هيلتون، دامعة في طريقها إلى السجن بسبب المخالفات المرورية، في 8 يونيو/حزيران عام 2007، أي في الذكرى الـ35 لصورة “فتاة النابالم”.
وحول “فتاة النابالم”، أشار أوت إلى أن هذه الصورة “غيرت حياته”. وأفاد بأنه بعد التقاطها، وضع كاميرته جانباً، وقدّم لها المياه، ثم سكب بعضه على حروقها. ووضعها مع آخرين في الفان التابع لـ “أسوشييتد برس”، وأقلهم إلى المستشفى.
في المستشفى رفض الأطباء الاعتناء بها، معتبرين أن حروقها بالغة جداً ومن الصعب إنقاذ حياتها، فعرض أوت بطاقته الصحافية غاضباً. وقال لهم إن صورها ستنشر في اليوم التالي في العالم كله، مرفقة بتوضيح حول رفض المستشفى مساعدتها.
واعترف أوت، في إحدى المرات لمراسل “أسوشييتد برس”، بأنه “بكى عندما رآها تركض”، وأضاف “لو لم أستطع مساعدتها، لو حدث أي شيء لها وتوفيت، أعتقد أنني كنت سأقتل نفسي بعدها”.
لكن كيم فوك في الثالثة والخمسين من عمرها الآن، وهي أم لطفلين. تعيش في كندا، وتجمعها صداقة حميمة مع أوت.
وحول بداية حياته كمصور صحافي، أشار أوت إلى أنه كان متأثراً بأخيه الأكبر منه سناً، وين تان ماي، الذي حالت حرب فيتنام دون تحقيق حلمه بالتمثيل. إذ تعاقد وين مع “أسوشييتد برس” في مهمة عام 1965، لكنه قتل مع مجموعة من زملائه الجنود على يد “الجبهة الوطنية لتحرير فيتنام” (فيت كونغ).
وفي جنازة أخيه، اقترب أوت من المصور الصحافي الراحل، هورست فاس، وطلب منه تأمين وظيفة له في “أسوشييتد برس”. لكن فاس الحائز على جائزتي “بوليتزر” بدوره ردّ طلبه، إذ لم يرد أن تفقد العائلة فرداً آخر.
بعد أسابيع من إلحاح أوت، وظّفه فاس، في الأول من يناير/كانون الثاني عام 1966. وفرض أوامر صارمة على ابن الخامسة عشر عاماً، مانعاً إياه من حمل كاميرته إلى منطقة حرب تحت أي ظرف. لكن الأمر تغير في يناير/كانون الثاني عام 1968، بعد تصويره أعضاءً من “فيت كونغ” يشتبكون مع القوات الفيتنامية قرب منزله. وتحول منذ ذلك اليوم إلى مصور حربي.
وتعرّض خلال مسيرته المهنية لمخاطر عدة، ونجا من الموت أكثر من مرة. بعد سقوط العاصمة السابقة لجمهورية فيتنام الجنوبية سايغون في عام 1975، بعد عامين من انسحاب القوات الأميركية، هرب أوت من فيتنام. أقام فترة قصيرة في مخيم للاجئين في كاليفورنيا، ثم عينته “أسوشييتد برس” في مكتبها في اليابان.
وهناك التقى زوجته هونغ هوين، وهي من المهاجريين الفيتناميين أيضاً، ثم انتقلا إلى لوس أنجليس في عام 1977، عندما افتتح أوت الفصل الهوليوودي من مسيرته. ولدى أوت ولدان وحفيدان.
وينوي قضاء فترة تقاعده بالاعتناء بحفيديه والتقاط المزيد من الصور، ولن يتوقف عن التقاط الصور إلا بموته، فالكاميرا “طبيبه ودواؤه” كما يقول.
– See more at: https://www.alaraby.co.uk/medianews/2017/3/17/%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%b5%d9%88%d8%b1-%d9%86%d9%8a%d9%83-%d8%a3%d9%88%d8%aa-%d9%85%d9%86-%d8%a7%d9%84%d8%ac%d8%ad%d9%8a%d9%85-%d8%a5%d9%84%d9%89-%d9%87%d9%88%d9%84%d9%8a%d9%88%d9%88%d8%af-1?utm_campaign=magnet&utm_source=article_page&utm_medium=related_articles#sthash.x8OMHprr.dpuf