توماس إديسون
توماس غديسون
كانت حياة الناس بسيطة جدا منذ زمن ليس ببعيد، حيث انتقلت أنشطة الناس إلى داخل المنازل مع غروب الشمس. أما الإنارة الصناعية فكانت من الكماليات سواء اعتمدت على الشموع أو المصابيح.
الحياة حينها كانت مملة.
من حسن الحظ أنهم اخترعوا النور الكهربائي.
=-=-=-==
مرحبا، أنا توماس ألفا إديسون. كانوا في الصغر يسمونني آل، وتوم في سن الشباب، ولكنهم الآن يسمونني السيد أديسون، مع أن بعضهم أكبر مني سنا. ربما لأني أصبحت الآن مسؤول في العمل.
أشرف إديسون على فريق من عمال حديقة مينلو في نيوجرسي. وقد جمع الفريق لمساعدته في الاختراعات.
رافقني الفريق في جميع الأعمال، كان هدفنا إنتاج اختراع بسيط كل عشرة أيام. واختراع كبير كل ستة أشهر.
يبدو أنه مصنع اختراعات.
لا بد أنها أعمال كثيرة.
لم يعمل أحد أكثر من إديسون شخصيا. وقد احترمه العالم على هذا.
عندما أبدأ في عمل لا أحب التخلي عنه حتى إنجازه. إنها الحقيقة، لهذا قلت أن واحد بالمائة من العبقرية إلهام، وتسعة وتسعون بالمائة مثابرة.
كثيرا ما كان ينكب على العمل في مشروع يمنعه من التمتع بليلة نوم هانئة، ويكتفي بالسهو قليلا متى أمكنه ذلك. أحيانا ما كان يسهو على طاولة مكتبه.
لكن هذا ليس مريحا.
ليس مريحا، ولكنه في صالحه، لأنه كان يستلهم الأفكار لاختراعاته التي عمل عليها ليلا نهارا إذا ما تطلب الأمر.
إليك اللمبة مثالا، أجريت مع الفريق مئات بل آلاف التجارب، حتى استطعنا اختراع لمبة تشتعل فترة طويلة، قبل احتراقها.
أي أنه اخترع اللمبة؟
ليس تماما، استمرت التجارب بعد خمسين عاما من اختراعه لمبة الإنارة، وقد استطاعوا إشعالها، دون استمرارها بالاشتعال.
كانت المشكلة في الأسلاك، تنير الأسلاك الرفيعة التي داخل اللمبة عند مرور الكهرباء فيها. ولكن جعلها قابلة للاستعمال، يتطلب تحمل الأسلاك لحرارة عالية، دون احتراقها، وقد جربنا كل أنواع الأسلاك ولكن دون جدوى. وأخيرا استعملنا الخيوط القطنية التي احترقت وتحولت إلى فحم.
في المساء جلس إديسون يجرب آخر سلك تم التوصل إليه، وهو سلك فحم الكربون. اشتعلت اللمبة هذه المرة طوال الليل. وأخيرا نجح إديسون.
لا أعتقد أني أتمتع بالصبر اللازم للاختراعات.
فعلا، يبدو أن جميع التجارب كانت تفشل.
لا أعتقد أنها كانت تجارب فاشلة. فكل المحاولات اللاغية شكلت خطوة إلى الأمام، حتى إحراز النجاح.
عند النجاح في التوصل إلى شيء هام كاللمبة، يمكن تغيير العالم.
فعلا، تخيل الحياة دون اللمبة الكهربائية.
لا شكرا،لا أعرف ماذا فعل الناس قبل زمن إديسون.
استعمل الناس الشموع والفوانيس لآلاف السنين، حتى توصلوا إلى إنارة الغاز عام ألف وثمانمائة، ليشكل تقدما ما، إلا أنه يسبب الأوساخ والروائح الكريهة والخطر، حتى شاعت الحرائق الناجمة عن الغاز.
تسببت إنارة الغاز بالمشاكل. ولكن طريقة توزيع الغاز، أعطتني فكرة، إذ أن انتقاله من مصدره كان يتحرك عبر الأنابيب، لينتشر عبر فروع توزعه على جميع المنازل والأعمال التي تريده. فعلمت أن هذا ما أريده للكهرباء.
أدرك إديسون أن الإنارة الكهربائية ستنافس إنارة الغاز، وتأكد بأن على الكهرباء أن يكون مناسبا بأسعار مقبولة كالغاز. فأدرك أنه يحتاج إلى نظاما كاملا لتوليد الكهرباء وتوزيعه، ذلك أن اللمبة بدون تيار كهربائي يبعث فيها النور، لن تنفع أحد.
ألم يستعملوا التيار الكهربائي قبل إديسون؟
استعمل نوع من الإنارة الكهربائية المعروفة بالإنارة القوسية في عدد من شوارع روسيا وفرنسا وألمانيا والولايات المتحدة. ولكن الإنارة القوسية كانت أسطع من أن تستمل في المنازل إلا في المباني الهائلة. كما أنها كانت تصدر ضجيجا وتبعث رائحة كريهة وتحترق بسرعة، هذا إلى جانب ما كانت تشكله من خطورة.
إذا أردت استبدال إنارة الغاز بالنور الكهربائي، لا بد من التوصل إلى نظام كهربائي يعمل بشكل أفضل من النور القوسي.
لم يتوصل إديسون إلى الفكرة فحسب، بل جعل رجاله يشيدونها، بدءا من المولد الذي ينتج الكهرباء في محطة الطاقة، بما في ذلك الأسلاك والعوازل والمحاجر والساعات، وكل ما يلزم لتوزيع الكهرباء.
لقد نجحنا في كهربة ميدان يتألف من عشر شوارع في لندن. ثم نقلنا التجربة إلى نيويورك.
ركزنا المولدات في شارع بيرل ضمن منهاتن السفلى، وأجرينا التمديدات تحت الأرض على طريقة الغاز. عند تشغيل المولدات ورفع الحوابس لتمرير الكهرباء، اشتعلت كل التمديدات التي تم توصيلها. كان مشهدا يبهر العيون.
وهكذا تغير كل شيء. فبعد انتشار الطاقة الكهربائية تمكن الناس من العمل واللهو بعد الغروب، لتضمن بذلك الراحة والأمان والإنتاجية واللهو، أي جميع مرافق الحياة البشرية قد تأثرت بالكهرباء.
أي أن اختراع اللمبة قد نجح.
طبعا بل شكلت نجاحا هائلا، ولم يكن نجاحا شخصيا، لأن فريق العمل شاركني بجهد ونشاط.
بعد سنوات من ذلك نظم الكثير من العاملين معه أنفسهم ضمن ما عرف بطلائع إديسون، حين أدركو أنهم عملوا في مجال فريد، هو نوع من مختبر للأبحاث.
مختبر للأبحاث؟ في تلك الفترة؟
كان الفريق الذي جمعه إديسون فريد من نوعه، ربما في العالم أجمع. ما شكل بداية للأبحاث العلمية المقبلة.
هذا صحيح، فالعاملين في مجالات الرياضيات والكيمياء والآلات وصنع الزجاج وغيرها، ذلك أني عملت على بناءي ورشة عمل كاملة، وأعتقد أني نجحت، ذلك ان فريق العمل كان ينجز المهمات، كما أني عملت إلى جانبه.
يبدو أن إديسون كان محاط بالأصدقاء.
وبمن يعملون بنشاط مثل لويس لاتمير.
من أبرز العاملين في الإنارة الكهربائية مع إديسون شاب اسمه لويس لاتيمير الذي ولد في بوسطن وهو ابن عبد متمرد. عمل لاتمير في البحرية الاتحادية خلال الحرب الأهلية، ليعمل بعد هذا في مكتب براءات قانونية في بوسطن. تنبه رب العمل إلى ما يتمتع به من موهبة في رسم الآلات، وهي براعة تعلمها منه، ليصبح بهذا مسؤولا عندائرة الرسم في الشركة.
أعد لاتيمير عدا من الرسوم لصالح هواتف ألكسندر غراهام بيل. وبعدج ذلك حصل على عمل مع أحد منافسي إديسون، حيث رخص اختراع لانتاج الأسلاك الفحمية، وأشرف على بناء المصانع في لندن وكندا.
عمل لاتمير مع إديسون عام ألف وثمانمائة وأربعة وثمانين، في الدائرة الهندسية التابعة لشركة إديسون للإنارة الكهربائة في نيويورك. معرفته بأنواع الإنارة الكهربائية والطاقة الأخرى كانت هامة بالنسبة لإديسون، وكانت خبرته في الشهادة ضرورية عندما كان إديسون يدافع عن اختراعاته أمام المحاكم.
يعتبر لويس لاتمير من أبرز الذين برزوا بالمساهمة في اختراع الإنارة الكهربائية إلى جانب إديسون.
أي أن إديسون منح العالم الإنارة الكهربائية بمساعدة فريق عمل كبير.
كما أنه حقق الشهرة لنفسه.
مع أنه كان مشهورا في الأدوات المنزلية، لفت أنظار الناس بالإنارة الكهربائية، لكنه شد أسماعهم بالفونوغراف.
فونوغراف؟
عازف الاسطوانات.
تعني الموسيقى المسجلة. فهمت.
لا أعتقد أن هناك ما أمتعني أكثر من اختراع الفونوغراف.
رائع، من أين جاء بهذه الفكرة؟
جربت في سن الطفولة جهاز التلغراف، كان هذا أهم اختراع في طفولتي.
يرسل التلغراف إشارات كهربائية عبر الأسلاك، ليمكن الناس من التواصل عبر المسافات، نقلت الرسائل والأرقام عبر مزيج من موجات كهربائية قصيرة سميت دوت، وموجات طويلة سميت داشيز، ضمن نظام مشفر اسمه شيفرة مورس. توصل إديسون إلى طريقة لبث أربع رسائل على السلاك في وقت واحد.
عملت وأنا شاب لعدة سنوات في إرسال التلغراف، لهذا أعتبر التلغراف جزءا من حياتي. حتى أني لقبت أول ابناي دوت وداش.
عنت دوت وداش شيئا مختلف لإديسون، لأنه واجه مشاكل في السمع أثناء طفولته، وكلما نمى قل سمعه. واجه إديسون المشاكل في سماع ما يقال له عند الكبر في المناسبات العامة. وقد ساعدته زوجته مينا في تفسير ما يجري باستعمال شيفرة مورس بالنقر على كف يده.
هذا اختراع آخر.
وكأن بينهما لغة سرية.
لهذا شعرت أن عدم السمع جيدا ليس بأمر سيئ.
ماذا تعني؟
ساعدني هذا على تركيز التفكير على اختراعاتي دون إزعاج. حتى أعتقد أنه جعلني مخترع أفضل.
اعتمد التلغراف الأصلي على تسجيل الدوت والداش على لفة ورقية. فحاول إديسون القيام بتسجيل رسالة هاتفية، بالصوت البشري.
ظننت أنه مشروع هائل. طريقة رائعة لتسجيل وتبادل المعلومات، كالتلغراف، أو أفضل منه.
وهكذا توصل إديسون إلى تسجيل الصوت وإعادته عام ألف وثمانمائة وسبعة وسبعون.
أدى انبعاث صوتي إلى اهتزاز الإبرة، ما خلف أثرا على ورقة متحركة تمر من تحتها. عندما قلبت العملية، ومررت الورقة من تحت الإبرة، سمعت الصوت الأصلي فعلا.
دهش إديسون وجميع من معه من عمال، وعندما عرض إديسون آلته الجديدة أمام الآخرين، ظنها البعض خدعة، واعتقد البعض الآخر أن هناك من يختبئ في الغرفة ويردد الكلمات. وعندما انتشر الخبر الحقيقي جاءه الناس من مختلف المناطق لرؤية الفونوغراف الشهير.
ادهش الناس إلى هذا الحد لمجرد جهاز اسطوانات؟
تذكر أنه توصل لأول مرة إلى جهاز يسجل إلى الأبد أصوات الناس والطبيعة والموسيقى، هذا ما منح إديسون الشهرة بين ليلة وضحاها.
حتى الرئيس الأمريكي روثرفورد بي هاي، أراد سماع الفونوغراف.
لقبته الصحف حينها بساحر حديقة مينلو، قائلة أنه يستطيع القيام بأي عمل يسعى إلى تحقيقه.
ما الذي أراد عمله بعد ذلك؟
توجه إلى الأفلام.
الأفلام؟ أعتقد أني أحب هذا الفتى.
اخترع إديسون وفريقه آلة تصوير تسجل الصور المتحركة. أي الأفلام. وبعد ذلك توصلوا إلى الكينيتسكوب. وهو جهاز يسمح لشخص واحد فقط بمشاهدة الأفلام.. التسجيل والتكرار هو مبدأ الفونوغراف.
الصور المتحركة مجرد إحساس. تلتقط الكاميرا مجموعة من الصور الثابتة، ولكن بسرعة كبيرة، عند النظر إلى هذه الصور بحركتها السريعة، ينتابك إحساس بأنها متحركة.
يعتبر إدوارد مويبردج من الأشخاص الذين كانوا قد بدؤوا العمل على الصور المتحركة وعرضها في العلن، وهو إنجليزي ذهب إلى الولايات المتحدة ليصبح مصورا.. عام ألف وثمانمائة واثنين وسبعون، طلب من مايبردج حل نزاع حول ما إذا كان الحصان يرتفع بقوائمه الأربع معا عن الأرض أثناء العدو.. التقط مايبردج مجموعة من الصور المتتالية. لم ينجح في محاولته الأولى ذلك أن ألكاكميرا لم تتمكن من التقاط الصور التي يريدها. وأخيرا تمكن عام ألف وثمانمائة وسبعة وسبعون من التقاط أربعة وعشرين صورة ثابتة أثناء السباق. ربط الصور الأربعة والعشرين ببعضها عبر أسلاك وضعها في الكاميرا. مع انطلاق الحصان يطلق السلك الصور المتعاقبة ليحصل مايبريدج على مجموعة من صور الحصان في عدة أوضاع. أثبتت هذه الصور أن الحصان يرفع قوائمه الأربع كاملة عن الأرض في آن واحد أثناء العدو. رتب مايبردج هذه الصور ضمن سلسلة عند عرض الصورة للمشاهد خلقت لديه إحساسا بأنها متحركة. سرعان ما أدرك مايبريدج أنه أثار الفضول بما فعله، فجال في البلد عارضا صوره المتحركة. وقد شاهد إديسون عرضه عندما جاء إلى نيوجرسي.
سرعان ما خاض إديسون مجال الأفلام المتحركة مستعينا بالكاميرا والنيتسكوب. لم يمض وقتا طويلا حتى افتتح اسيو في وست أورنج نيوجرسي، وبدأ بتصوير أولى الأفلام. ثم أخذ ينتج فيلم تلو الآخر.
لم ار في البداية جدوى تجارية منها. لأن شخصا واحدا يمكنه استخدام النيتسكوب لمشاهدة الفيلم. فاعتبرتها مجرد بدعة جديدة.
ولكن هذه البدعة تحولت إلى نجاح تجاري. عام ألف وثمانمائة واربعة وتسعون افتتح أول نتسكوب عام في مدينة نيويورك. كان الزائر يدفع ربع دولار لمشاهدة خمسة أفلام صغيرة، كل منها في نيتسكوب مختلف.
لم أتخيل أن شخصا واحدا اخترع اللمبة والفونوغراف والأفلام.
فعلا، إنه عبقري جدا.
هراء. فالعبقري ليس إلا اعتماد المنطق والعمل الشاق.
لكن أعمال إديسون لم تنجح جميعها.
لا أصدق هذا.
اخترعت جهاز تصويت أوتوماتيكي للسياسيين في تشريعاتهم. اعتبرت أن هذا سيوفر الوقت على السياسيين لتسجيل الأصوات بدل الإعلان عنها عبر إلقاء الخطابات. كان هذا أول اختراع حصلت على براءة له. لكن أحدا لم يشتره.
لا يمكن.
لم أتنبه إلى أن السياسيين يحبون الكلام. لهذا يخفون الأصوات. ولكني تعلمت الدرس. وقررت عدم اختراع أشياء لا يريدها الناس. ولكن المشكلة هي أنه ليس من السهل معرفة ما يريده الناس.
جهاز إديسون لفصل الحديد أهم مثال على ذلك.
لا أفهم، ما هو جهاز فصل الحديد؟
إنه جهاز يفصل الحديد عن الصخور المختلط بها.
لماذا لم يستفد منه؟
كان الهدف بعث الحياة في مناجم الحديد القديمة في الشرق على اعتبار أنها ما زالت تحتوي على كميات كبيرة من الحديد الخام، أي أنه لم يكن نقي، فاعتبرت أن تنقيته ستعود بالربح.
لكن إديسون لم يتوقع اكتشاف مناجم هائلة من الحديد النقي في الغرب. لهذا فإن توفر الحديد النقي بكميات هائلة،ـ يجعل جهاز الفصل غير ضروري.
رغم فشل جهاز فصل الحديد من الناحية التجارية، إلا أن إديسون عمل على مشاريع أقل انتشارا حققت نجاحا مالي هائل. كما هو حال أتون صنع الإسمنت.
هل جرب إديسون الاسمنت؟
حسن إديسون جذريا في الأتون القلاب المستخدم لإنتاج الاسمنت، وقد تمكن من استخدام بعد الآلات المعدة أصلا لمناجم الحديد.
إديسون جربت كثيرا بالاسمنت، فصنعت منه الأثاث والمنازل.
الأثاث من الاسمنت؟
ربما تتعرف على جانكي ستاديوم.
لا يمكن.
صدق. فقد صنعت شركة إديسون الإسمنت لجانكي ستاديوم.
إنها مفاجأة.
المفاجئ فعلا هو أن إديسون طور الكثير من الاختراعات الهامة في فترة عمل فيها غيره من المخترعين على الأفكار نفسها.
يبدو أن الاختراعات كانت كثيرة في فترة إديسون.
شهد آخر القرن التاسع عشر عددا من الاختراعات الصناعية الكبرى، فتأثر بعض كبار المخترعين حينها بأعمال غيرهم.
ما الذي جعل إديسون ناجحا.
لنجاحه صلة مباشرة بالتجارب والمثابرة والعمل الشاق الذي قام به فريق عمله. ولكنه أحيانا ما كان يتوصل إلى اختراع ما قبل منافسه بقليل. وأحيانا ما كان يتقن لفت الأنظار إلى اختراعه.
هذا يعني أنه كان يجيد الدعاية.
اعتاد إديسون الإعلان عن اختراعاته قبل التوصل إليها فعلا. من سيجرؤ على اختراع شيء تمكنت شخصية شهيرة وناجحة مثل إديسون من الوصول إليها؟ ولكن إلى جانب هذا أحيانا ما كانت اختراعاته هي الأفضل.
إديسون كان غيري يعمل على اللمة الإنارة والأفلام، كانوا يعرفون ماذا أفعل وكنت أعرف ماذا يفعلون،كنت أسعى لمعرفة هذا.
لم يضيع إديسون وقته في المدرسة، ولكنه كان فضوليا وكثير القراءة. تتمتع أبحاث مختبراته بمكتبة هائلة يعود إليها باستمرار.
أدين بطباعي الفضولية لأمي وابي. ساعدتني أمي في تعليمي كفتى، وقد شجعتني على الفضول، ودفعتني لقراءة مختلف الكتب الخاصة بالتاريخ والعلوم والروايات.
أما والدي فكانت لديه مكتبة هائلة، وقام بأشغال متنوعة. وقد علمني عند الفشل بشيء ما النهوض والمحاولة من جديد. هذا ما أحببته، كما أحببت التجارب.
ولكن أحيانا ما توقعه التجارب بالمشاكل. كما حدث عندما حاول استئجار مساعد لوالده في الطيران الطيران، فجعله يبتلع مزيجا يولد الغاز. اعتقد إديسون أنه سيمكنه من الطيران بجعله أخف وزنا من الهواء.
كان يجب أن يرف بذراعيه أكثر.
كان أمام إديسون كفتى عالم طريقا طويلا. يمكن أن ترى عقلي المخترع في العمل، حين يحاول تشغيل الأشياء بطرق جديدة، ويحاول أخذ أفكار من مجال لتطبيقها في مجال آخر.
يتم التوصل إلى الاختراعات بتطوير أخرى، فالبناء على أفكار شخص آخر مسألة مستمرة. وكثيرا ما يبني المخترعون على أفكارهم الخاصة.
كنت أحاول تحسين الأشياء دائما، كانت لمبتي تدوم ليوم واحد، وبعد عشر سنوات توصلت إلى لمبات تدوم ألف ومائتي ساعة.
اللمبات العادية ما زالت حتى اليوم تعمل ألف وخمسمائة ساعة، ولكن هناك أنواع من اللمبات الحديثة التي تدوم لمدة أطول وتوفر في استهلاك الكهرباء. لا شك أن اختراعات إديسون قد طُورت، ولكن مساهماته كمخترع لا تقدر بثمن.
تلقى إديسون في حياته التكريم في عدة بلدان. ولا غرابة في ذلك إذ أنه يملك براءة لأكثر من ألف اختراع. لا أحد وصل إلى هذا الرقم القياسي.
لم نأت هنا على ذكر اختراعاته الهامة الأخرى، منها جهاز متابعة أسعار الأسهم. الأقلام الأوتوماتيكية، أجهزة إرسال تلفونية، وبطاريات تخزين الطاقة.
عاش إديسون من أجل الاختراعات التي جعل منها مشاريع خاصة به.
عنى الفونوغراف إمكانية تسجيل وحفظ الأصوات
والموسيقى على أنواعها.
ومع الأفلام تم تسجيل وحفظ عالم كامل من الحركة. هي صور كانت حتى حينها تحفظ في الذاكرة أو الخيال.
مع اختراع محطات الطاقة والمفاتيح والأزرار إلى جانب لمبة الإنارة، ساعد إديسون في توفر الطاقة الكهربائية مع مرور الزمن في أرجاء مختلفة من العالم تقريبا.
كان الناس قبل إديسون لا يعرفون إلا الشموع والفوانيس الشاحبة، وضوء القمر، وبريق النجوم المتلألئة في كبد السماء. أما اليوم فالأرض تتلألأ، وكـأنها تكرم ذاكرة المخترع الذي غير ملامح العالم.
——————–انتهت.
إعداد: د. نبيل خليل