10- فبراير – 2017م
وعيناك تحاولان التمتع بألوان الطيف المنبعثة من الفلاشات الحارقة والناقلة للأحاسيس المنعكسة على الصفحات البيض العذراء تجد نفسك طفلا حينا او شيخا فر به الزمن إلى اللامنتهي تتقاذفك أمواج الأنا البعيدة لتدخلك في غيبوبة قد يسقط فيها الزمن ما أبدعها صور وما أصعبها حين تحاول فهمها صعبة الإدراك لأنها تجسد بحق تراكمات العبثية والشرود واللهو المطلق بكل شيء وبلا شيء . صور تختلط فيها الألسن وتسقط منها كل الأحرف والتراكيب حتى عند اللغوي السويسري فيرد ينان ذي سوسر حين يطفح الحراك اللغوي للإشارة لتولد كينونة الدال والمدلول ولتوقد الأحاسيس وترغمك على تفسير سلوكيات المجتمع الذي أنت ربما فيه ، أو سمعت عنه . بل قد تختلط فيها جدليات المنطق والتحليل الفلسفي عند شارل بيرس الأمريكي لتحرك الوجدان وتشعل فتيل الذكريات وتولد لديك عصف ذهني قد يرغمك على فقدان جادة الصواب … لتصبح طفلا يشد بازار أمه وهي مسرعة للسوق لقضاء المآرب .
و لربما تحس بألم أول سقوط من على دراجتك الهوائية التي حصلت عليها هدية بمناسبة نجاحك أو حصولك على الشهادة الابتدائية ولربما ايضا حماية من الخطر الذي يتهددك والكامن في مخيلتك الصغيرة لكثرة وصايا والديك فالسير جانب الحائط الكبير يحمي على الأقل من حوادث السير ومن نظرات المتطفلين للتمتع بالعيون المختبئة وراء اللثام أو الخمار أو الجلباب الذي افتقدناه يا حسرة صور الفنان الحسين بوبلغيتي لا يمكن فهمها بسرعة كما قد يظن البعض إيحائية بامتياز فهي خزان أو بالأحرى سجل ، تحفة تختزل الموروث بكل تجلياته حيث يستطيع بالسرعة المطلوبة وفي الزمان والمكان المناسبين وضع ما يريد إبداعه أهي ضربة حظ وصدفة القدر أم قنص لا يفقهه ولا يتقن تسديده إلا ذوي الحس المرهف والعين الثاقبة .
ولفهم الإيحائية في أعمال الفنان الحسين بوبلغيتي لابد من معرفة واقعه الثقافي والاجتماعي فهو ابن الأرز والصنوبر ابن جبال الأطلس المتوسط الشامخ خزان الثلوج والمروج منبع العيون العذبة مهبط الشلالات المليئة بأسماك التروتة امازيغي حتى النخاع صدق الرفقة والحديث .. حميمي العلاقات إنسانيته وحبه للكون يجعلان منه فنانا عالميا بلا حدود …..
.إلا ناذرا فصوره في جل الملتقيات الفنية داخل المغرب وخارجه حاصل على مجموعة من الجوائز اذكر منها على سبيل المثال لا الحصر :
* الجائزة الثانية في مسابقة Street Photography بمدينة Osijek بكرواتيا
* الجائزة الثالثة للمسايقة الشهرية لمجلة العربي
* عرض Focus بصربيا بمدينة Sabac
* المعرض الدولي الاول للصورة بمدينة تونس
* معرض الوان بمدينة بني اعروس بتونس
والقائمة طويلة لا مجال لسردها كلها