كوستاريكا
لندن ـ كاتيا حداد
قطعة من الجنة لعشاق الطبيعة والطيور والشواطئ الممتعة
دعوة لإستكشاف الأدغال الخصبة خلال رحلة إلى كوستاريكا
– 2017 الإثنين ,19 حزيران / يونيو
ستكون محظوظًا إذا سافرت إلى كوستاريكا، ربما قد لا تكون قد سمعت من قبل صوت قرود الهولير، أي القرود المولولة، ولكنك حتما لا يمكنك أن تخطئ عند سماعها، فهي تعتبر واحدة من أصخب أنواع القرود على الأرض، ولقد أطلق عليها هذا الاسم ليس من فراغ، وذلك عندما تستيقظ على صيحاتهم عند الفجر في فندق صديق للبيئة في كوستاريكا، ستشعر بالبهجة.
ولكن لن يتسنى لك رؤية هذه القردة فوق الأشجار حتى تجلس لتناول الإفطار على شرفة أعلى السطح، وهي تستمتع بتناول الفاكهة الطازجة. ومن المدهش، أنه يمكنك من بعيد أن ترى أيضًا مجموعة من الحيتان في المحيط الهادئ المتلألئ. وخلال رحلة نهرية بالقارب، ستكون محاط بمئات الأنواع من الطيور – من القاوند الطائر، وطيور الكاراكارا والبلشون الأبيض إلى الببغاوات القرمزية.
كما يوجد هناك الكثير من التماسيح، الرابضة والمتربصة وسط أشجار المانغروف، من التمساح طويل القدم صغير السن إلى التمساح البالغ من العمر 80 عامًا والذي يدعى تورنادو. وحسب السكان المحليين، قالوا انه حصل على هذا اللقب بعد إحكام قبضته على بقرة بين فكيه ولفها حول رأسه.
وفي منتزه مانويل أنطونيو الوطني، الذي يعانق ساحل المحيط الهادئ لكوستاريكا. حيث يمكنك رؤية حيوان الكسلان، وهو واحد من الأنواع القليلة التي لم نرها حتى الآن. لن تستغرق وقتا طويلا لتجد إحداها في الجزء العلوي من الأشجار، وترى طيور الطنان الملونة بقوس قزح تنتشر حول الزهور المنتشرة برائحتها الحلوة. هذا البلد الاستثنائي في أميركا الوسطى والفريد من نوعه مليء بالبراكين والغابات ومزارع البن. ستكون محظوظاً بما فيه الكفاية لركوب مظلة للتجول عبر الغابة، والسفر فيما يصل إلى 50 مترًا في الساعة لمئات من الأقدام في الهواء. يمكنك رؤية الفراشات الزرقاء المحلية “مورفو”. ومن أعلى، يمكنك أن ترى المحيط الهادئ، والبحر الكاريبي على الساحل المقابل، وحتى دولة نيكاراغوا المجاورة.
كما يمكنك تسلق “بواس”، أكبر حفرة بركانية نشطة في العالم، مع حممها المتأججة الذي ينبعث منها نفايات غاز الكبريتيك. كما أن استكشاف محمية الغابة السحابية عن طريق كشاف إضاءة هو قمة الإثارة، وكذلك المشي عبر جسور معلقة وسط الضفادع والأزهار، في حين تطير اليراعات من حولك. ولم تكن المخلوقات الليلية، مثل الخنازير والخفافيش الصامتة والرتانولا المشعرة، هي الأكثر جاذبية، ولكنها كانت رائعة حقاً أو على الأقل من مسافة آمنة.
ولدفع المزيد من الأدرينالين في جسمك، عليك الاستمتاع بجولة على نهر “بالسا”، ولكن حاذر أن تقع وأنت تركب المنحدرات. إن المياه هناك باردة ومنعشة مقارنة بالينابيع الساخنة “تاباكون”، والاستمتاع بالجلوس وراء الستار من الشلالات الطبيعية. ناهيك عن الاستمتاع بمنظر ساحل المحيط الهادئ للمرة الأولى من رمال جوز الهند الأبيض المزينة بالمساحات الخضراء المورقة من الغابات المطيرة.
ولمحبي الطبيعة والطيور والحياة البرية، هذا البلد هو ببساطة قطعة من الجنة. من العاصمة سان خوان، ومن ثم المزارع الخصبة في البلاد من الفراولة والموز والأناناس والقهوة، إلى مشهد بركاني درامي في لا فورتونا في قاعدة جبل أرينال، والغابة الباردة ذات السحب حول مونتيفيردي إلى ساحل المحيط الهادئ البري، إنها حقاً جولة مليئة بالتناقضات المذهلة.