بحضور وزيرة الثقافة الدكتورة لبانة مشوّح، افتتح يوم أمس الأحد السادس عشر من كانون الأول 2012 المعرض السنوي للخط العربيوير الضوئي والخزف في المركز التربوي للفنون التشكيلية بدمشق.
معرضٌ شارك فيه سبعة وسبعون فناناً وفنانةً قدّموا من خلاله أعمالاً فنيةً كمنجزٍ خطيٍ وضوئي وخزفي، قد يكون دالاً على ذلك الخط البياني الذي نتمناهُ متصاعداً في تطوره وفرادته على الساحة العربية والعالمية.
ففي مجال الخط العربي قدم ثمانية وعشرون فناناً أعمالاً اتسمت بمعظمها بحرفيةٍ عالية لا سيما في مجال المدرسة الكلاسيكية للخط العربي مابين الخط الرقعي والديواني والنسخ والفارسي, أو في مجال المدرسة الحروفية التي قدمها كلاً من الفنانَين جلال المحارب ومحيي الدين ملك، أما فيما تبقى فقد كنا أمام أعمالٍ متميزةٍ في تشكيلاتها الخطية واللونية والمستوحاة من بعض الآيات القرآنية أو من بعض الأشعار والأمثال العربية، وهنا نذكر مشاركة بعض الأسماء كالفنان أحمد الباري، إبراهيم الزعين، أسامة الحمزاوي، أسامة العاني, آلاء جمعة، حاتم منجد، صفوح المصطفى، محمد سالم نويلاتي، منال كوجك وياسمين دوماني وغيرهم.
والتصوير الضوئي والخزف
في المركز التربوي للفنون التشكيلية بدمشق
أما في مجال التصوير الضوئي, فقد شارك ستةُ وثلاثون مصوراً ضوئياً في تقديم موجزٍ عن المشهد السوري الثقافي والتاريخي والاجتماعي، ففي المشهد التاريخي والأثري كنا أمام صورٍ لقلعةِ جعبر وقلعة صلاح الدين ونواعير حماة، إضافةً لصورةٍ متميزةٍ لقرية مجدل شمس الجولانية، كانت بتوقيع الفنان جهاد العابدي.
مواضيع عدة قدمها المصورون الضوئيون كانت كفيلة لقراءة أطروحاتهم وفلسفة حياة اختزلت في صورة كلوحة جميلة للفنان محمد باكير تحت عنوان “الأمل… والولادة من جديد”، كما أفرد المعرض صوراً حُمِّلت بأوجاعِ الطفولة بتوقيع حلا الأمير، خلدون الخن, سيما طبّاع، ماهر سلمى، محمد حاج قاب، كما ننوّه لوجود صورٍ التقطت من على مسارح دمشق كصورة للفنان غياث حبوب والفنان محمد قطان.
أما في قسم الخزف فقد اختلفت أساليب ومواضيع ثلاثة عشر فناناً وفنانةً مابين التجريدية والتكعيبية والتعبيرية في محاولات لإعادة الصياغة التكوينية وفقاً لمواضيعهم الإنسانية الخاصة كعمل الفنانة إشراق إسماعيل والفنان رائد عباس والفنان محمد كفوزي والفنانة سوزان صائب تامر.
والتصوير الضوئي والخزف
في المركز التربوي للفنون التشكيلية بدمشق
وقالت الدكتورة لبانة مشوح وزيرة الثقافة إن مشاركة الفنانين بالمعرض تعبير عن رغبتهم باستمرار الحياة رغم كل الظروف مبينة سعي وزارة الثقافة لدعم الحركة الفنية بكل أبعادها سواء كانت تشكيلية أو مسرحية أو موسيقية، وأضافت: أن الشق التصويري للمعرض قوي جداً من الناحية الموضوعاتية فهو يجمع بين الالتقاط الحساس للحظة الإنسانية والمناظر الطبيعية من زوايا مختلفة، ورأت أن المعرض ناجح بكل المقاييس لأنه لا يقتصر على جانب دون آخر فهناك الخزفيات والتصوير الضوئي والخط العربي بكل مدارسه، وأشارت إلى أن بعض الفنانين لم يقتصروا على مدرسة واحدة وإنما أدخلوا في هذه الخطوط خلفية تلوين وزخرفة وخرجوا عن المألوف مشيرة إلى وجود فنانين احتلوا مواقع مهمة في المعارض الدولية وحصلوا على جوائز ومع تأهيلهم بشكل أفضل هناك أمل أن يحتلوا مواقع مهمة جداً في العالم.
وقال أكثم عبد الحميد مدير الفنون الجميلة في وزارة الثقافة إن مستوى الأعمال المشاركة في المعرض كان جيداً وأعطى انطباعاً متميزاً بالنسبة لزوار المعرض، وبين أن العمل الجيد هو الذي يعطي المعرض جودته وليس اسم الفنان مشيراً إلى وجود لجنة ضمت مختصين في مجالات الخزف والتصوير الضوئي والخط العربي اختارت الأعمال المشاركة في المعرض.
بدوره أشار فواز بكداش عميد كلية الفنون الجميلة إلى ضرورة تكريس الخط العربي لأنه جزء من ثقافتنا الوطنية مشيراً إلى وجود لوحات خط عربي في المعرض تمتاز بحرفية عالية وتعكس قدرات يمكن أن تحجز لها مجالات أوسع في إطار السياحة والثقافة البصرية.
والتصوير الضوئي والخزف
في المركز التربوي للفنون التشكيلية بدمشق
أما خلدون الخن رئيس نادي التصوير الضوئي فبين أن المعرض ضم مجموعة من الصور تشمل الأوابد والآثار والعلاقات الاجتماعية وتعامل الناس داخل البيت وحياتهم الطبيعية والصور الواقعية التي أرخت للزمان والمكان بطريقتها الخاصة.
فيما قال زهير زرزور رئيس جمعية الخط العربي أن المعرض جاء انعكاساً لاهتمام وزارة الثقافة بالخط العربي وتشجيع الخطاطين وتقديم الدعم لهم. وبين أن لوحات الفن التشكيلي ضمت أشكالاً متنوعة شملت الخط الثلثي والرقعي والكوفي والخط المكسر.
أما رأفت ساعاتي مدرس مادة الخزف في مركز أحمد وليد عزت للفنون التطبيقية فرأى أن هناك تجديداً في فن الخزف لينسجم مع الزمان ويعكس عراقة بلادنا وبين أن الأعمال الخزفية اشتملت على أفكار ومضامين وليس فقط على منظر جمالي.
يذكر أن المعرض مستمر لغاية العاشر من كانون الثاني 2013 في المركز التربوي للفنون التشكيلية جانب مدرسة بسام حمشو مقابل حديقة التجارة.