الواجبات المدرسية.. سجن يقاسي فيه الطلبة أسوأ عذاب
ديسمبر 5, 2016
أخبار اليمنية
يعاني الطلاب في مختلف البلدان من حجم الواجبات الدراسية، خاصة في المراحل الابتدائية، التي يكون الطالب خلالها مثقلاً بالأعباء الدراسية خلال الحصص. ويعود الطفل مرهقاً متكاسلاً بعد يوم دراسي طويل، ليخوض عذاباً جديداً خلال أداء الواجبات المدرسية التي سيقدمها في اليوم التالي.
وكشفت دراسة حديثة أن المراهقين في ألمانيا يحتاجون في المتوسط إلى ساعة ونصف الساعة يومياً لإتمام فروضهم المدرسية.
وأظهرت الدراسة التي استندت إلى إستطلاع شمل 1200 طالب أن الطلاب الذين تتراوح أعمارهم بين 12 و19 عاماً يقضون نصف هذه المدة في إتمام فروضهم الدراسية على أجهزة الكمبيوتر أو عبر الإنترنت. وأشارت الدراسة، التي أجرتها الرابطة الألمانية لأبحاث الإعلام التربوي، ونشرت نتائجها، يوم الجمعة الماضي، إلى أن الفترة التي يقضيها الطلاب في إتمام فروضهم المدرسية عبر الوسائل الرقمية تزداد مع كبر سنهم، حيث تبلغ لدى الطلاب الذين تتراوح أعمارهم بين 12 و13 عاماً نحو نصف ساعة يومياً، وثلاثة أرباع الساعة لدى الطلاب البالغين.
وتصاعدت حدة الجدل هذا الشهر في عدد من البلدان الأوروبية بسبب تلك القضية، ما دفع أولياء أمور الطلبة في إسبانيا لإعلان إضرابهم عن أداء الواجبات الدراسية. ودعت العديد من منظمات أولياء أمور التلاميذ في إسبانيا إلى الإضراب عن الفروض المنزلية في شهر نوفمبر، لأنها تعكر حياة الأطفال من دون أن يكون لها أثر جيد على نتائجهم الدراسية، على حد قولها. وتحتل إسبانيا المرتبة الخامسة من بين 35 بلداً، في كمية الفروض المنزلية التي تعطى للتلاميذ، بحسب تقرير أعدته المنظمة الدولية للتعاون والتنمية في المجال الإقتصادي، لكن ذلك لم يجعل من التلاميذ الإسبان متفوقين في الرياضيات والقراءة والعلوم، بل إنهم في موقع متوسط مقارنة بغيرهم، كما تبلغ نسبة التسرب المدرسي في ألمانيا ضعف ما هي عليه في الإتحاد الأوروبي. في المقابل، تحقق بلدان مثل فنلندا وكوريا الجنوبية نتائج أفضل علماً أن الفروض المنزلية التي تعطى في مدارسها لا تتطلب أكثر من ثلاث ساعات أسبوعياً، أما في إسبانيا، فالمعدل 6 ساعات ونصف الساعة.
وقال رئيس الإتحاد الإسباني لأولياء أمور التلامذة خوسيه لويس بازوس إن الفروض المنزلية ضارة لأنها تمنع النمو الكامل للأطفال وتجعلهم سجناء المعرفة الأكاديمية البحتة. ويؤكد البروفيسور جيرالد ليتندر رئيس قسم دراسات السياسة التعليمية في جامعة بنسلفانيا، في مقال له، أنه وزملاء له، توصلوا إلى أن الواجبات الدراسية تزداد في الدول التي يقل فيها دخل الأفراد وتنعدم المساواة الإجتماعية. وأضاف: “في بعض الدول مثل الجزائر والمغرب والكويت يتحمل الطلاب الكثير من الفروض المنزلية، لكن في اليابان يؤدي أقل من 3% من الطلبة فروضهم في المنزل، أما في هونج كونج وتايوان واليابان فإن معدلات الفروض المنزلية الثقيلة كانت أدنى من المتوسط الدولي”.
ونقل موقع “روسيا اليوم” الإخباري عن المعلم هاريس كوبر من جامعة Duke قوله: “ليس هنالك أي دليل على أن كمية الواجبات تحسن من الأداء الأكاديمي لطلاب المدارس الابتدائية”. وكانت المعلمة الأمريكية براندي يونج في مدرسة بولاية تكساس الأمريكية قد نالت شهرة واسعة بعد إلغائها واجبات الطلاب المنزلية. وأوضحت المعلمة ذلك من خلال مذكرة قالت فيها للآباء: “بعد الكثير من البحث هذا الصيف، سوف تكون الواجبات المدرسية من مهام الطالب خلال اليوم الدراسي في المدرسة، ولن يكون هنالك واجبات مخصصة للمنزل هذا العام”.
وأضافت: “لا فائدة تذكر من الواجبات المنزلية ويجب على الطلاب تناول وجبة العشاء مع الأسرة بدلاً من ذلك، وكذلك اللعب في الخارج وإمضاء بعض الوقت في المرح قبل الخلود إلى النوم في وقت مبكر”. وأوضحت يونج أن هذا القرار يشجع الطلاب على الابتكار، وهو يقوم على مبدأ تطوير المناهج الدراسية وتوسيع فكر الطلاب خلال اليوم الدراسي في المدرسة، لتكون العودة إلى المنزل من أجل الراحة فقط. ويربط الباحثون في الصين بين الواجبات المنزلية والاضطرابات النفسية والجسمانية التي تصيب الطلاب، مؤكدين أن استغراق الطالب لأكثر من ساعتين في أداء واجباته الدراسية في المنزل يؤدي إلى اضطرابات في النوم لديه خلال الليل.