تصوير : أ.ف.ب
«في سنة 1979 هاجمت الفئران المحاصيل الزراعية بضراوة وأعلنت الدولة حملة قومية لمكافحة الفئران وفي إحدى قرى الشرقية وتشجيعا للمقاومة، اعلن عمدة إحدى القرى عن مكافاءة مالية قدرها قرش صاغ لكل فار يتم اصطياده»، تلك هي أقدم رسالة مصورة عرضها الفنان المصور الفوتوغرافى الكبير حسام دياب ضمن 27 صورة تاريخية معظمها من الثمانينات، بمعرضه الأول منذ 26 عاماً في «بيت الصورة» والذي أفتتحه أمس الأول، بحضور مجموعة كبيرة من المصورين والمثقفين.
تحمل كل صورة في المعرض حكاية تاريخية لحدث كبير سجلها «دياب» بعدسته، فبمجرد أن تطأ قدماك المعرض، تتخيل أنك تعاصر أحداث من الثمانينات والتسعينات، وتجذبك كل صورة وحكايتها الملصقة بجانبها والتي تنقلك إلى تاريخ الحدث وكأنك تعيشه ومنها، حرب لبنان وحرب الخليج الثانية وفيضانات السودان والكهوف التي سكنها الفلسطينيون بعد هدم منازلهم، وقصة تصوير البابا شنودة الثالث وهو يمارس رياضته المفضلة أثناء اعتكافه بالدير، و قصة تصوير الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات وقصة تصوير فيروز في الأهرامات ونجيب محفوظ بجوار سيارته وغيرهم من الشخصيات التاريخية الكبيرة.
وقال حسام دياب : «المعرض يضم 27 صورة منتقية من صوري خلال 40 سنة تصوير عن أحداث والشخصيات وأماكن خارج وداخل مصر»، لافتا إلى أن أخر معرض كان سنة 1990.
وأشار «دياب» إلى إن السبب في توقفه عن إقامة معارض هو إنه وجد الذين يذهبون إلى المعارض قليلون فضلا عن إن المعرض محدد المدة وقال: «فكرت أعمل كتب مصورة واعمل سلسلة عن مصر مصورة وأفلام وثائقية إلا إن الظروف وقتها كانت لا تسمح أما الآن انشالله كل حاجة تخرج للنور».
أما عن سبب إقامة المعرض ، قال : «سبب إقامتي هذا المعرض رغم توقفي الكبير هو صديقي وأبني أحمد هيمن هو الذي طلب أشاركه في افتتاح مكانه الجديد بيت الصورة ولهذا شاركت بمعرض».
ومن حكاوي الصور كتب «دياب» عن صورة الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات : «في عام 1983 وبعد مؤتمر القمة في مدينة فاس بالمغرب حدث الانشقاق والخلاف بين ياسر عرفات وبعض من فصائل حركة فتح الفلسطينية مما أسفر عن وقوع اشتباكات مسلحة بينهما في مدينة طرابلس بشمال لبنان بالإضافة لذلك وجود حصار إسرائيلي للمدينة وعندما قررت الذهاب لتغطية الأحداث صحفيا ومقابلة أبو عمار، سافرت جوا إلى قبرص ومنها أبحرت على متن مركب بضاعة تحمل مؤن للمدينة المحاصرة وكانت رحلة مليئة بالمخاطر تحملها معي وقتها مرافقي دكتور فتحي عرفات شقيق أبو عمار والذي ساعدني كثيرا للقاءه».
أما عن حكاية صورة «فيروز»، قال: «عندما جاءت فيروز إلى القاهرة سنة 1989 لإقامة عدة حفلات تحت سفح الهرم، رشحني لها أحد الأصدقاء لمرافقتها وتصويرها ولأنها لا تحب الوقوف أمام الكاميرا كان من شروطها أن تقابلني أولا لنتحدث ثم تعلن بعدها عما إذا كانت موافقة أم لا، وتم اللقاء وطلبت مني أن أقدم لها نفسى ثم سألتني ..انت لية بتحب التصوير؟، فقلت لها علشان بحب الناس وأخب اشوف الحاجة الحلوة فيهم، وقالت لي يعني انت شايف في حاجة حلوة؟ وهنا تجرأت وقلت لها أية رأيك لو أوريكي أنا شايفك ازاي وأخرجت الكاميرا من الشنطة وطلبت منها الخروج من التراس وبدأت التصوير بسرعة حتى لم تعد قادرة على النظر إلى واعطتني ظهرها وأنا مستمر في التصوير وفجأة التفتت إلي مبتسمة وقالت : ربنا يعطيك الصحة ومن لحظتها اقمت في نفس الفندق ولم افارقها».
وعن حكاية صورة سعاد حسني، قال «رغم تعدد لقاءاتنا في بيت صلاح جاهين إلا أنها المرة الوحيدة التي تقف أمامي سعاد حسني لللتصوير وسبب ذلك أنها لم تكن تحب الوقوف كثيرا أمام كاميرا الفوتوغرافية وإن حدث فلها قناعات بأنها رغم جمالها الطبيعي لها زاوية واحدة للتصوير يجب أن يلتزم المصور بها وكان ذلك سنة 1984».
يذكر أن المصور حسام دياب، مؤسس قسم التصوير في «المصري اليوم» ورئيس قسم التصوير بمجلة الأهرام الرياضى، والرئيس الأسبق لشعبة المصورين، وهو صاحب أشهر لقطات الميادين في ثورة 30 يونيو من خلال طائرة تابعة للقوات المسلحة.