تضمن معرض التصوير الضوئي الذي أقامه مركز أعمال المؤسسات السورية بعنوان شغف مساء أمس لوحات لمجموعة من الفنانين الشباب عبروا عن حبهم لوطنهم ورفضهم للأزمة التي تعصف به بسبب المؤامرات التي يحيكها الطامعون وذلك في صالة معهد فادي ضو الخيري للفن الموسيقي بجرمانا.
أما لوحات المعرض التي وصل عددها إلى أربعين لوحة فعبرت بامتياز عن انعكاسات مختلفة لشرائح متنوعة من الشباب السوريين وذلك عبر المناظر أو الكائنات التي بحثوا عنها والتقطوا صورها إلا أن هؤءلاء الشباب استخدموا في لوحاتهم تقنيات وبرامج الحاسوب لإضافة بعض الأشكال والمعاني إلى الصور.
وعن مشاركته قال المصور الضوئي الشاب مصطفى ماشطة.. شاركت بلوحتين الأولى صورة للياسمين الذي أسقطته الرياح على أرصفة دمشق لكنه يصر على أن يبقى ناصعاً فواحاً متحدياً لكل ما يدور من محاولات لإيباسه وتخريب تاريخه الجميل أما الثانية فتعبر عن المؤامرة على سورية من خلال أصابع تمتد على كتف امرأة وتحاول أن تشوهها لكنها تقاوم وتصر على البقاء.
في حين قالت المصورة الشابة ليلى مزهر.. إن لوحتها التي جاءت بعنوان الحياة تتناغم بين المتناقضات لتعبر عن الإنسان وإصراره على الفرح مهما كانت الظروف قاسية.
وعن لوحة الضياع التي عرضتها ميرنا بدرة قالت إن ما تتعرض له المرأة يهددها بالانهيار الاجتماعي والإنساني لكن تجذر الأصالة في أعماقها يحول بينها وبين ذلك ويجعلها محافظة على كرامتها.
وعبر المصور الشاب غيث القضماني عن الأمل بصورة لقطة عمياء تتلمس الحياة وينبعث الأمل في وجهها بعد أن ألقي الضوء عليه حيث تمكن من التقاط ملامح الوجه وهي في حالة البحث عن الأمل.
وأوضحت المصورة الشابة سارة عبيد أنها شاركت في لوحة الطفلة والحرب لتعبر عن معاناة الأطفال من الأزمة من خلال الطفلة التي صورتها وهي تنام في حضن أمها كرمز لبقاء سورية.
وعن رأيه في المعرض قال الشاب هادي الهادي المشرف على معرض التصوير الضوئي إن ما شجعنا على القيام بهذا المعرض هو وجود فكرة واحدة وهي التعبير عن المعاناة الإنسانية ورفض الأزمة والمحافظة على استمرار الحياة. وقالت صفاء حسون وهي من المشرفات على المعرض إن الأعمال المشاركة تدل على ذائقة فنية ومقدرة على التعامل مع الحياة بشكل حضاري وإن ما قدمه هؤلاء الشباب انعكاس لواقعهم الإنساني ورصد لثقافتهم.
أما مدير المعهد الخيري للفن والموسيقا الفنان فادي ضو فرأى أن رفض هؤلاء الشباب المؤامرة على سورية ورغبتهم بالعيش الكريم ضرورة ملحة لتشجيعهم على الاستمرار لأن انشغالهم في تنمية هذه الموهبة هو خطوة إيجابية في بناء الوطن.
واعتبر ضو أن المشاركين تمكنوا من رصد حالات ضرورية وهامة في حياة الشعب السوري الا أن التقنيات التي استخدموها جعلت الصورة الفنية تتخلى عن الواقع التسجيلي في بعض الأحيان في الوقت الذي تبشر هذه المواهب بمستقبل واعد.
وأشار المصور الضوئي الشاب تمام ضو إلى أن أعمال المعرض هي مواهب مازالت في بداية طريقها لكنها إذا ما قيست بأعمار المصورين فهي مميزة وجادة وتدل على تفكير شبابي ناضج يفهم ما يدور حوله وكيفية التعامل معه.
محمد الخضر