صدرت للكاتبة دالندا الحسن روايتها الأولى التي حملت عنوان»أحلام الأوركيدا» التي تجول عوالم مدهشة من الواقع والخيال، وتطلب من الكاتبة السفر للصين لمعاينة حياة تلك الزهرة، وقبل ذلك كانت شاركت في ورشة مع عدد من الروائيين والكتاب، بينهم سميحة خريس، هاشم غرايبة وأحمد حسن الزعبي لتطوير أدواتها الفنية، وتسنى للكاتبة توقيع روايتها الصادرة عن الآن ناشرون في عمان والأمارات.
عن تجربتها الروائية الأولى، تالياً الحوار:
عن تجربتك الأولى في أحلام الأوركيدا وموضوعها؟
تجربتي في الكتابة ليست جديدة، فهي أداة من أدوات البوح التي كنت وما زلت أمارسها للتعبير عن عالمي الداخلي وعن أفكاري. فقد نشرت العديد من كتاباتي وشاركت بفعاليات ثقافية خلال السنوات السابقة.
أحلام الأوركيدا هي أول عمل روائي أخوضه، موضوعها يتحدث عن أسرار زهرة الأوركيدا وعلاقة أبطال الرواية بها وبشكل خاص البطلة شيرين التي بعد أن تفقد عائلتها خلال أحداث تفجيرات عمان 2005 وتلازم الكرسي المتحرك عدة سنوات تبدأ رحلتها في البحث عن الحب وعن ذاتها، ويكون حلمها بزهرة الأوركيدا دافعاً لها لتسافر في بعثة دراسية إلى الصين وتتعرف على هذه الزهرة، وتقترب أكثر من الحكمة الخفية داخلها.
كتجربة أولى، ما هي التحديات التي واجهتك؟
التحدي الذي واجهني في كتابة الرواية هو عملية البحث عن أسرار زهرة الأوركيدا وتاريخها وعن طريقة زراعتها خاصة أنها ليست من النباتات التي تنمو في البيئة الأردنية وهي من النباتات المستوردة من هولندا أو ماليزيا لذلك سافرت إلى موطنها الأصلي في الصين وماليزيا للوقوف عن قرب من هذه الزهرة الغرائبية، لأغوص عميقاً في جميع تفاصيلها الزراعية والفلسفية وعلاقتها بالثقافة الصينية القديمة وربطها مع محور القصة وعلاقته ببيئة البطلة شيرين.
فكرة إطلاق اسم الأوركيدا، وما هي أسرار هذه الزهرة، وكيف تم توظيفها بالرواية؟
جاءت تسمية الأوركيدا بسبب الشبه بين طبيعة الزهرة وشخصية البطلة في الرواية شيرين من حيث حساسيتها وفرادة نوعها.
أسرار زهرة الأوركيدا كثيرة ومتنوعة فعلاقة هذه الزهرة في الثقافة الصينية عند الفيلسوف كونفوشيوس وتفسيره للحلم بها أنه رسالة للحفاظ على الحب وهذه الفكرة وظفتها في الرواية عندما كانت تبحث البطلة عن مفهوم الحب في كل ما يحيط بها بعد أن فقدت عائلتها وتخلي خطيبها عنها. أيضاً من أسرار هذه الزهرة أنها متنوعة الأشكال والأحجام وألوانها غريبة ما بين المنقطة والمبرقشة، شكل اللب فيها على شكل رأس عصفور أو رأس قرد. أيضاً من أسرارها أن ملوك انجلترا وأسبانيا كانوا في تنافس محموم للحصول عليها خاصة التي يستخرج منها الفانيلا.
أما طريقة العناية بها تختلف اختلافاً شاسعاً عن باقي الأزهار وهذا ما تعلمته البطلة من جدة صديقتها الصينية في حقل الأوركيدا وربط ذلك بعلاقتنا بمن نحب، أيضاً دروس التأمل التي مارستها بتأمل قلب الزهرة وكيفية الرجوع للذات والتصالح معها.
تم توظيف الأوركيدا في الرواية ابتداء من علاقة جدة البطلة شيرين «تاتا» بها إلى حلم شيرين باللأوركيدا وسفرها إلى الصين بحثاً عن أسرارها لتقترب من ذاتها أكثر. فكانت ثيمة العمل من أوله إلى آخره تتلون وتتشكل مع روح النص و لتكون الأوركيدا البطلة الجديرة بأن يتبعها جميع أبطال العمل الروائي.
لماذا الانتقال من الكتابة القصصية إلى الرواية، هل كانت القصة مجرد تدريب للرواية؟
لا لم تكن القصة مجرد تدريب للرواية. القصة حقل أدبي كنت ومازلت أكتبه، لكن فضاء القصة القصيرة محدود ويحتاج لتكثيف الفكرة لانها على شكل ومضة سريعة.
أما الرواية تستوعب الكثير من التفاصيل سواء في امتداد الزمان ،المكان والأحداث، أما السرد فيها يأخذك لأبعاد عميقة يستطيع الكاتب خلاله البوح بحرية أكبر وذلك أيضا حسب الفكرة وقدرتها على التمدد داخل مجال الرواية. أما انتقالي لكتابة الرواية بعد القصة القصيرة جاء بسبب احتياج الفكرة التي كتبتها إلى فضاء واسع خاصة إني انتقلت بين ثقافتين وعالمين مختلفين (الأردن والصين)، فكان فن الرواية هو الأنسب لبلورة فكرتي.
ماذا عن المشاريع القادمة؟
مخطوط لرواية قيد الكتابة والبحث.
لمن تحبين القراءة من الروائيين (العالم العرب المحليين)؟
من الروائيين العالميين: ماركيز، وايزابيل الليندي اعشق الواقعية السحرية عند روائيي امريكا اللاتينية
ايضا الكاتب الألماني باتريك زوسكيند، والكاتب ستيفن كنغ، الكاتب ارنست هنجواي، الكاتب الياباني هاروكي موراكامي
الروائيون العرب: الكاتبة رضوى عاشور كتاباتها ولغتها غنية وملهمة، الكاتبة حزامة حبايب، الكاتب عبد الرحمن منيف
الأردن: الكاتب هاشم غرايبة، الكاتبة سميحة خريس، الكاتب غالب هلسا، الكاتب هزاع البراري.
طقوس الكتابة عندك؟
لازمتني مجموعة من ازهار الأوركيدا احضرتها من الصين أتأملها قبل أن أبدأ الكتابة، سماع الموسيقى الكلاسيكية وأحيانا فيروز، ساعات الصباح الأولى افضل أوقات الكتابة حيث الهدوء والسكون الذي يبعث في النفس الطمأنينة.
على من عرضت الرواية «مسودة» وماذا قالوا؟
عرضت الرواية على الروائية سميحة خريس ومما قالته عن الرواية:
«هي رواية تشبهك بما فيها من رقة كما انها حافلة بالمعرفة التي تميز روايات اليوم، وقد عالجت مشاكل مهمة بطريقة رائقة ودون افتعال، اعجبني الربط بين حصادين الاوركيدا وحلم تلك الصبية وموقع تاتا من كل هذا، فوجئت بأن سبب اصابة الفتاة مر مروراً هادئاً وإن كان موجوداً في اثاره في كل الرواية وهذا أمر يحسب لها، بالتوفيق أيتها الكاتبة الجميلة».
شعورك عندما استلمت النسخة الأولى؟
أول.. دموع فرحة النجاح. التداعيات التي سيطرت علي هي اني تمنيت لو أن والدي (رحمه الله) كان موجوداً ليرى باكورة أعمالي الأدبية ويفرح بها. عز علي ذلك الشعور.
ماذا عن المشاركات الثقافية؟
شاركت في معرض أبوظبي الدولي للكتاب ، وقمت بتوقيع روايتي أحلام الأوركيدا بحضور من الكتاب والمثقفين، وشاركت في اسبوع جبل عمان الثقافي (4) ضمن نشاطات سوق جارا بتوقيع روايتي في حفل من تقديم الكاتبة فلورا مجدلاوي.