الفنان الضوئي الفراتي جمعة سليمان من الهواية إلى الاحتراف
صفوان فرزات
الثلاثاء15/2/2011
لا شك أن الفنان جمعة سليمان قد طرح نفسه بقوة من خلال أعماله الضوئية التي أراد لها أن تكون أعمالاً فنية متميزة بخصوصيتها وطابعها إضافة إلى تأثيراتها لدى المشاهد .
هذا الطرح بالتأكيد لم يأتي من فراغ أو هو وليد فترة زمنية قصيرة .
فمن الواضح تماماً أن هناك تجربة عميقة ومتابعة جدية سواء كان ذلك في أختيار موضوع المشهد أو في دراسة توزيع عناصر الصورة وأعني بذلك تكوين الصورة بشكل عام .
إضافة إلى قدرته على التحكم بأسقاطات الظل والنور التي تساعد على أبراز العمل بشكله المؤثر والصريح كما يضيف لمشهد الصورة مفردات حسية تظهر قيمتها عندما يستطيع الفنان توظيفها بشكل مدروس من خلال أحاسيسه المرهفة أولاً وعينه الفنية ثانياً التي تنقل مشهد الصورة وتخرجه بشكله النهائي بآن واحد وذلك بامتزاج الحالتين الفنية والحسية طبعاً هذه المطابقة معادلة صعبة جداً فهي تحتاج إلى الكثير من الخبرات المعرفية سواء من الناحية الفنية أو التقنية في التعامل مع أدوات التصوير إضافة إلى التعامل مع العناصر الموجودة في الطبيعة والأنسان ففي الطبيعة كما هو معروف مجموعات متعددة الأشكال لانستطيع إظهارها بشكل فني في أي فصل من فصول السنة فهي خاضعة لقوانين الطبيعة بالدرجة الأولى والطقس وتأثيراته كما أن هناك حالات تنطبق على الوجوه والأجساد البشرية التي تخضع لبعض المؤثرات النفسية لإظهار قيمتها الإنسانية على سبيل المثال لاتظهر (الفرح ،البؤس ،الحزن) لاتظهر في كل لحظة إنما هي تخضع لعوامل نفسية تكون وليدة لحظتها ،وهنا تكمن قدرة الفنان في اختيار اللحظة المناسبة لالتقاط مايريد أن يجسده ويعبر عنه يقول: الباحث والناقد (جيروم توود) أن العين الفنية هي التي تختار اللحظة المناسبة والمؤثرة في صياغة المشهد التصويري ،الآن تطرح الصورة الضوئية نفسها كلوحة فنية تتقارب من محاكاة اللوحة التشكيلية من هنا أصبح لها حضورها ومشاهديها وكذلك متابعيها إضافة الى نقادها وهي اليوم تحتل مركزاً مهماً كما تحتل فيه حيزاً كبيراً في حياتنا المعاصرة و خصوصاً في صناعة الأفلام السينمائية التي أصبحت تعتمدبشكل أساسي على الصورة المعبرة أكثر من اعتمادها على الحوار ،لقد أظهرت الدراسات الحديثة أن الصورة هي الحالة المعبرة بالدرجة الأولى لأنها المحرض الأول لمشاعرنا وأحاسيسنا أما الحوار فهو يأتي بالدرجة الثانية من هنا أستطيع القول بأن الفنان الضوئي جمعة سليمان استطاع بثقافته الفنية أن يحقق في أعماله الكثير مما ذكرته وهذا برأيي هو مايتوجب على كل فنان أن يعمل به حتى يستطيع في نهاية المطاف أن يكون مبدعاً وبعيداً كل العبد عن السطحية ،في حوار مع الفنان جمعة قال: أنا مازلت هاوياً لأن الاحتراف يحتاج الى زمن طويل وخبرة عالية وهو ليس مجرد حمل للكاميرا كما أضاف أنا أعمل بعقلي وأحاسيسي وعيني طبعاً هذا الكلام بالتأكيد يدل على تفهم الفنان لما يجب أن تكون عليه الصورة الفنية إذا أردنا لها أن تكون لوحة فنية لها طابعها ومداليلها الخاصة سواء من الناحية الفنية أو الناحية الجمالية وحتى التقنية من خلال فهمنا لوظيفة العدسة ،الجدير بالذكر أن الفنان استطاع أن يسجل بعدسته كافة نواحي الحياة في مدينة دير الزور ومعظم الأوابد المعمارية التاريخية القديمة إضافة الى الطبيعة والحالات الإنسانية المتمثلة بالمشاهداليوميةالحافلة بالتعبير عن الزمن والظروف الاجتماعية المختلفة ، هذا من ناحية أما الناحية الأخرى الفنان سليمان يستعد الآن وبعد مشواره الطويل مع العدسة والتجريب للتحضير الى مجموعة معارض داخل و خارج القطر ، معرضه الأول سوف يقام في المتحف الوطني بدمشق إضافة الى التنسيق مع وزارة السياحة لإقامة مجموعة معارض تبرز جمالية المشهد الطبيعي إضافة الى الأوابد الأثرية والتاريخية لمدينة دير الزور ،أما المشروع الأهم هو دراسة وجمع هذه الصور في كتاب وإصداره باللغتين العربية والانكليزية ليكون مرجع توثيقي لكل الدارسين والباحثين ،طبعاً مثل هذه المشاريع مهمة لأنها ترفد المشهد الثقافي وتمنحه رصيداً قيماً في عدة مجالات وخصوصية في البحث التوثيقي…
(( منقول : جريدة الفرات ))
الموضوع الأصلي: الفنان الضوئي الفراتي جمعة سليمان من الهواية إلى الاحتراف || الكاتب: سمير حاج حسين || المصدر: منتدى المفتاح