“إحسان حمو”.. أعمال فنية تحتضن المرأة الريفية
الخميس 19 حزيران 2014
حلب الجديدة – عفرين
تعد تجربة الفنان التشكيلي “إحسان حمو” من التجارب الفنية البارزة في الحركة التشكيلية السورية، وتتميز بأنها تجربة غنية باللون، حيث تتحرك في نتاجاته الألوان الجميلة وتتدرج بدراما ديناميكية لتثير فينا مشاعر إنسانية متعددة جمالياً وفكرياً.
بدايةً وحول سيرته الشخصية ومشاركاته الفنية تحدث لمدونة وطن “eSyria” بتاريخ 13 حزيران 2014، الفنان “يوسف إبراهيم” من “عفرين” قائلاً: «بمدينة “إعزاز” التابعة لمحافظة “حلب” وفي العام 1962 ولد الفنان “إحسان حمو”، منذ طفولته المبكرة أحب الرسم وتعلق به؛ ما دفعه هذا الحب الفطري لمتابعة الرسم وتعلمه بشكل ذاتي ليدخل إلى عالم الفن من أبوابه العريضة، ويحقق له مكانة متميزة في الحياة التشكيلية السورية وفي محافظته “حلب”.
درس “حمو” في معهد إعداد المعلمين، وهو عضو في نقابة الفنون الجميلة، وقد أقام خلال مسيرته الفنية عدداً من المعارض الفردية والجماعية بدءاً من العام 1992 حينما أقام معرضه الفردي الأول ثم تتالت مشاركاته في مختلف المدن السورية، ومن أهم مشاركاته الفنية “مهرجان المحبة الدولي” في العام 1995، وحصل إثرها على شهادة تقدير من وزارة الثقافة السورية.
بقي أن نذكر، أنه قد تم تصوير أعماله الفنية من قبل “مكتبة الأسد” بـ”دمشق” لحفظها ضمن أرشيف خاص للباحثين والخبراء».
الناقد الفني “محمود مكي” تحدث للمدونة حول تجربة “إحسان حمو” الفنية قائلاً: «إن الحديث عن أعمال الفنان “إحسان حمو” هو حديث عن قضية المرأة الريفية في الحياة؛ فأكثر أعماله الفنية تحتضن المرأة الريفية التي يستحضرها من
من أعماله الفنية – المرأة |
عالم القصص الشعبية والأساطير ومن تجربته الحياتية معها، حيث يصوغها ضمن توليفة من الألوان التعبيرية المتراقصة على نغمات الحياة وبتقنية حديثة متنامية في التعبير عن قضايا المرأة مع محيطها الذكوري.
يعد اللون في أعمال “إحسان حمو” من أهم عناصر تكوينات اللوحة إذ يؤدي دوره المتنامي في إيصال المشاهد إلى الصيغ التعبيرية للحالة النفسية والرؤية الفكرية لموضوع اللوحة، ونلاحظ بوضوح أن موضوعه الأثيري المرأة الريفية الذي يتناوله في لوحاته ليس غريباً أو جديداً على الفن التشكيلي؛ فقد تبناه عدد من الفنانين في تجاربهم الفنية، ولكن ما يميز أعماله في هذا المجال أن المرأة لها أهميتها الفكرية في نتاجاته فيرسمها بحميمية وبحب غير عادي، يرسمها بأشكال متنوعة وباتجاهات تشكيلية متعددة، ذلك الوجه الأنثوي الريفي المألوف الذي يطل علينا من رياح الشمال السوري الذي يعاني من إرهاصات الحياة ومن قسوتها، إننا نرى الأيدي الرقيقة التي تنساب بحنان ورفق نحو جملة لونية مبعثرة تثير فينا مشاعر إنسانية تجاه الواقع النسوي المعاش فرموزه الإنسانية في لوحاته تتمثل بأهم عناصر وهي الوجه والجسد واليدين التي يقدمها ضمن تقنيته الدسمة لونيا وبأساليبه الفنية كالواقعية والتعبيرية العفوية».
وأضاف “مكي”: «اللون في لوحاته يشكل حالات من الدمج الروحي مع
من أعماله الفنية – المرأة |
المادي بعفوية مدروسة يؤديها فناننا ضمن رقصات الريشة الخفيفة وضربات سكين الرسم النافرة التي تُحدث حركة مبعثرة في جميع الاتجاهات من بؤرة اللون الأساسية؛ لتخلق جواً تجريدياً جميلاً فيه عناية فائقة لخلفية اللوحة، وهي لعبة فنية ناجحة من الفنان “إحسان حمو” يتميز بها في أعماله الفنية التي يصنعها لتحديد الصراع الجميل بين الظل والنور من خلال سماكات اللون المتعددة التي تتركها آثار ضربات السكين على السطح، كل هذه الأقانيم التشكيلية والفكرية تتسامى فيما بينها نحو تمجيد المرأة في اللوحة تشكيلياً وفكرياً وكأن لسان حاله يقول: المرأة هي المحرض الأول في صناعة الحياة بألوانها، ومن هنا يكتسب اللون لديه الهيمنة المطلقة على مشاعر المشاهد الذي ينقله مباشرة إلى الموضوع الإنساني بكل رقة وشفافية روحية ضمن فراغات ضوئية يتصارع فيها الظل مع النور ضمن درجات اللون الزهري والأزرق الفيروزي، ثم يزيد هذا الصراع اللوني بدمج اللون الأبيض في العمل».
وحول تقنياته الفنية قال: «في هذا المجال هو يتبع تقنية الرسم بالسكين وقشط الألوان الدسمة الغنية بدرجاتها المتعددة، ثم يحاول التأكيد بالريشة على ملامح الشكل أو انحساره في بعض الأحيان ضمن توليفته اللونية الأساسية في اللوحة، وقد أعطى هذا الأمر لأعماله جمالية خاصة
الناقد الفني محمود مكي |
ومتميزة استطاع من خلاله أن يؤكد على الفكرة والرؤية الذاتية الخاصة في لوحاته».
وختم متحدثاً حول أهمية تجربة “إحسان حمو” بالقول: «تكمن أهمية تجربة الفنان “إحسان حمو” في أنها عبارة عن عرس لوني تتراقص فيه نساؤه بحيوية ونشاط بحثاً عن الخلاص لهن في ضبابية الجو العام للفكرة، ولكنه لم يستطع في الوقت ذاته أن يطور التقنية والأسلوب الفني لديه نحو الحداثة والمعاصرة على الرغم من غنى الأفكار الإنسانية لديه».