“جاك عيسى”.. رصد الواقع بأسلوب كلاسيكي واقعي
الأحد 12 تشرين الأول 2014
حلب الجديدة
مسيرة فنية غنية بدأها بالرسوم السينمائية قبل أن تتطور إلى رسم الأيقونات واللوحات الكنسية والشخصيات الدينية، والعمل في توثيق التراث الشعبي، ورصد الطبيعة، هو الفنان “جاك عيسى”.
حول السيرة الشخصية والفنية للراحل “جاك عيسى” تحدث لمدونة وطن “eSyria” بتاريخ 19 أيلول 2014، نجله الفنان “برهان عيسى” بالقول: «يعتبر والدي الفنان “جاك عيسى” من الرعيل الفني الأول بمدينة “حلب”، ولد في “حلب” في العام 1931، فقد أمه وهو في الثالثة من عمره فعانى الكثير بسبب يتمه المبكر، وعندما بلغ السادسة عشرة توقف والده عن العمل ليقوم “جاك” بإعالة أسرة مكونة من ستة أشخاص، في تلك الظروف دخل مضمار الصراعات الحياتية فصار لديه مجموعة من الأصحاب والأحباب».
وأضاف: «درس “جاك عيسى” الفن دراسة خاصة وكان عضواً في نقابة الفنون الجميلة واتحاد الفنانين التشكيليين، وأستاذاً لأجيال عديدة في محافظة “حلب”، عمل في شبابه بالرسومات السينمائية حيث رسم العديد من الشخصيات في تلك الفترة، دخل مسابقات عديدة بمهرجانات القطن نهاية الخمسينيات وبداية الستينيات من القرن الماضي وكان أثناءها متزوجاً فنال جوائز عديدة وأصبح منطلقاً إلى المكاسب التي سهلت عليه نفقات الحياة ومتطلبات الأسرة،
من أعماله |
كما عمل في مجال اللوحات الكنسية والأيقونة ورسم الشخصيات الدينية كالأساقفة والكهنة والمطارنة والبطاركة، وفي المجال الدعائي والإعلاني، وجسد أيضاً أعمالاً عن التراث، وكان مفهومه للفن هو نقل الواقع كما يراه بالعين المجردة مع إضافات جمالية لتضفي على الناظر راحة وفهم لعمله دون تعقيد أو شرح أو فلسفة للأعمال.
له أعمال فنية عديدة ومشاركات متعددة مع وزارة الثقافة السورية، وأعماله موزعة في كافة أنحاء العالم، والجدير بالذكر هنا هو أنني وأخي الأصغر “زاهي عيسى” المغترب في “إيطاليا” تعلمنا الفن وتمرسنا على يديه».
وحول مميزات تجربته الفنية قال: «لقد عمل الفنان المرحوم “جاك عيسى” في مجالات فنية متعددة كما قلت سابقاً، وكان من الأوائل في مجال التصوير الزيتي وذلك بشهادة الكثيرين. وبسبب مقدرته الفنية تم تنسيبه إلى نقابة الفنون الجميلة؛ وذلك بمساعدة أصدقائه وأحبائه الذين أعطوه حقه، ومنهم الأستاذ “فيصل عجمي”».
وختم: «رحل الرسام “جاك عيسى” بتاريخ 3-10-1990 بمدينته “حلب” عن
من أعماله |
عمر ناهز التاسعة والخمسين؛ تاركاً بصمات فنية متميزة، وهنا أود القول إن أعماله الفنية نُقلت إلى “إيطاليا”؛ فهناك مركز فني يديره أخي الفنان “زاهي عيسى” باسم مركز “جاك عيسى الفني”».
الناقد الفني والتشكيلي “محمود مكي” قال حول تجربة “جاك عيسى” الفنية مفتتحاً حديثه بالسؤال التالي: «ما الفرق بين الإنسان الفنان والإنسان العادي؟
ويعود ليجيب: لا شك أن الفرق بينهما هو فرق بالكم وليس بالكيف؛ فالاثنان لهما نفس الطبيعة الإنسانية المعروفة بوحدة الطبيعة، ولكن الإنسان الفنان يتميز بامتلاكه الفن وبمختلف عناصره؛ كالموهبة والثقافة والتجربة والخبرة والممارسة، بعبارة أخرى مقدرته على الإنتاج الفني والإبداع فيه، وهذا ما لا يتوافر في الإنسان العادي».
وأضاف الأستاذ “مكي”: «إن أعمال الفنان الراحل “جاك عيسى” هي عبارة عن عدسة فوتوغرافية أمينة تقوم برصد الواقع وبأسلوب كلاسيكي واقعي ومتميز، وأعماله تتضمن اتجاهين: أولهما هو قيامها برصد الطبيعة بجمالها الفاتن رصداً دقيقاً بأسلوب غير عفوي وبشكل ناعم ومدهش وبألوان جذابة،
الفنان جاك عيسى في ريعان الشباب |
وثانيهما أنها تقوم برصد الحياة التراثية في بلادنا بكل تقاليدها القديمة وأدواتها وأنواعها البسيطة في صناعة الحياة، يبدو أن الفنان “جاك عيسى” أحس بأهمية هذه المواضيع التي بدأت تندثر تحت وطأة التقدم العلمي وأدواته؛ فأسرع ليلتقطها بفرشاته الناعمة وألوانه الجذابة ومهارته ودقته، وأمانته في التصوير بتقنية الآلة الفوتوغرافية التي ترصد أدق تفاصيل الأشكال دون حساسية ذاتية».